أقلام حرة

بالدليل .. القرضاوي ..!! / مصطفى الأدهم

رئيس ما يسمى بالإتحاد العالمي ل"علماء" المسلمين، دولة الإمارات العربية المتحدة، ورئيسها وحكومتها بالإضافة إلى بعض القيادات الذين سماهم بالإسم، وذلك في حلقة الثلاثاء الماضي المصادف "06.03.2012".

حجته في الهجوم اللاذع كانت ادعائه أنه "تلقى اتصالا من برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري المعارض؛ "الذي دعاه إلى التوسط لدى حكومة الإمارات بخصوص تسفيرها لمئات من المقيمين السوريين بعد الغاء اقاماتهم"، ما حدا بالقرضاوي أن "يعتذر منه كونه ممنوع من دخول الإمارات منذ زمن.. ألخ"، وأسهب في شرح مشاكله الشخصية مع دولة الإمارات ومن ثم انعطف مهاجما من زاوية "طلب غليون له التوسط".

 

بالتوازي مع هجوم القرضاوي الذي كان على الهواء مباشرة، نقل عن صفحة "التويتر" الخاصة بقائد عام شرطة أمارة دبي، الفريق ضاحي خلفان، "أنه سيصدر مذكرة اعتقال بحق القرضاوي لتطاوله على الإمارات وحكومتها وشعبها". وأضاف "ما بقى يشتم الا فينا.. شتم العالم كله القرضاوي.. لم يبق و لم يذر.. ونسي يوم ان هرب مع فتاه سرا.. تاريخه اسود في الجزائر، ارتكب حماقات شنيعة". بالإضافة مهاجمته "الإخوان المسلمين".

 

"الجزيرة" بدورها لم تعد البرنامج في الوقت المخصص للإعادة. واستمرت بعرض نشرة اخبارية مطولة دون التنويه أو الإعتذار لمشاهديها على عدم عرض أعادة البرنامج. هذا إلى جانب شطبها هجوم القرضاوي من النص المكتوب للبرنامج في موقعها الإليكتروني وحذفها المقطع من النسخة "اليوتوبية" له.

 

وعلى أثر الهجوم المضاد الذي شنه قائد عام شرطة أمارة دبي وتهديده بأصدار مذكرة الإعتقال بحق القرضاوي وتعميمها على "الإنتربول"، شن المتحدث الرسمي الإعلامي بأسم جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر هجوما هو الأخر على دولة الإمارات مهددا بأن "العالم كله سيتحرك ضد الإمارات دفاعا عن القرضاوي في حال ما تم اعتقاله".

 

اليوم، وبعد هذه الصولات والجولات المضادة بين الإمارات والخليج من جهة، و"انصار" القرضاوي أن جار التعبير من جهة، حسمت المعركة لصالح الأمارات العربية المتحدة وبالضربة القاضية.

حيث أصدر المجلس الوطني السوري بيانا توضيحيا بشأن تصريحات الدكتور يوسف القرضاوي حول محاولة المجلس التوسط فيما يخص السوريين الذين ألغيت اقاماتهم بدولة الإمارات العربية المتحدة.

فأوضح المجلس أنه "لم يطلب مثل هذا التدخل خاصة اننا لا نحتاج الى أي وساطة مع دولة الإمارات التي تربطنا بها علاقات وثيقة قائمة على التعاون والتفاهم الاخويين".

واضاف البيان: "كم كان المجلس ورئيسه يتمنيان على فضيلته عدم زج أسم المجلس أو رئيسه في مواقف خلافية لا تعبر عن موقفنا ولا تفيد في تطوير علاقتنا الأخوية الثابتة مع دولة الإمارات".

 

خلاصة هذه المعركة هي:

أن الجهة التي هاجم بأسمها القرضاوي الإمارات، كذبته اليوم في بيانها بشكل فاضح ومخزي لم يحفظ للرجل ماء وجهه. ناهيك على أن حليفته قناة "الجزيرة" كانت قد استعرت هي الأخرى من تصرفه وتداركته بعدم أعادة الحلقة وحذف المقطع من النسخة المكتوبة و"اليوتيوبية".

 

عليه، فأن الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي الأن هو كذاب بالتصريح لا التلميح. وبالدليل لا التحليل. ومن كذبه ليس من "أعدائه"، ولا من "خصومه"، ولا من "معارضيه"، ولا من "مخالفيه"، ولا من "الروافض"، ولا من "الفرس"، ولا من "الصهاينة"، ولا من "الإمبريالية".. ولا يمكن وصف الأمر ب"المؤامرة" التي تريد التفرقة بين وحدة المسلمين. على العكس من كل ذلك، الجهة التي كذبته هي من نفس طائفته ومذهبه وجل اعضائها من حركته "الإخوان المسلمين" وهو الذي دأب في الدفاع عنها كونها من حلفائه.

 

ملاحظة على الطريق، كنا قد نوهنا إلى  ان القرضاوي كذاب في المقال الموسوم "عندما يكذب صاحب الفضيلة: الشيخ يوسف القرضاوي"، وثارت حينها ثائرة "انصاره" فهاجمونا وكفرونا، وهذا دأبهم مع من يخالفهم، وان دل على شيء فأنه يدل على ضعف حجتهم وانعدام دليلهم، كما هو حال شيخهم.

واليوم هاهي الحقيقة تعيد انتاج نفسها من جديد، واثبتت الإيام بالأدلة مرة أخرى بأن صاحب الفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي كذاب.

  

مصطفى الأدهم

  

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2058 الثلاثاء 13 / 03 / 2012

في المثقف اليوم