أقلام حرة

الـ "Putinism" .. تشدد قبضتها على روسيا / مصطفى الأدهم

لكن، وبينما كان بوتين في طريقه للخروج من الباب الخلفي للرئاسة في "الكريملين"، نسي الرجل "ظله" مع مجموعة من متعلقاته الشخصية في المكتب الرئاسي. وهو ما تمت "مشاهدته" في عدة مناسبات واحداث، خلال عهد مديفيديف - الذي يمكن وصفه بعهد "ظل بوتين".

 

الأن، وبعد اعلان نتائج الإنتخابات الرئاسية الأخيرة، بداية الشهر الجاري، استعاد بوتين "مكتبه".

 

هذه المرة؛  دخل الرجل منتصب القامة من المدخل الأمامي للرئاسة.. ويمكنه الإحتفاظ بلقب "فخامة" الرئيس للسنوات الست القادمة، مع الأخذ بعين الإعتبار، تجديده المتوقع لدورة ثانية من 6 سنوات..

ومن ثم "يعير" المكتب الرئاسي مرة ثانية لرفيق أخر كمديفيديف، وبصفة مؤقتة لمدة 6 سنوات غير قابلة "للتجديد" أو "التمديد".. ويحجز بوتين حينها لنفسه منصب رئيس الوزراء، في الوقت الذي يستعد فيه للإنتخابات الرئاسية لاستعادة "مكتبه".

وهكذا فأن السيناريو يتكرر، والمشهد يجتر نفسه، في حلقات متشابهة من مسلسل " الديمقراطية الثنائية" أو "ديمقراطية الدويتو Duetto" الروسية.

 

بوتين قد حكم روسيا كرئيس في الفترة (1999 - 2008)، وكرئيس للوزراء ورئيس ظل في الفترة (2008 - 2012)، والأن يحكم روسيا مرة ثانية كرئيس للفترة (2012 - 2018)، يضاف لها مدة "التجديد" للدورة الثانية شبه المحسومة لتكون حتى عام 2024.. فتكون المحصلة عهد رئاسي من 25 عاما لبوتين كقيصر أوحد على الإتحاد الروسي..

كل هذا تحت مسمى "الديمقراطية" ! - عليه، كيف تكون الديكتاتورية؟

 

مع تجربة بوتين السياسية في الحكم، نشهد أسلوبا جديدا - مبتكرا، لم يسبق له مثيل في عالم السياسية وهو  ال PUTINISM - البوتينيسم، كشكل حكم من "ديمقراطية الدويتو" التي تمزج بين شكل الممارسة الديمقراطية بثنائي متناغم أشبه بدويتو غنائي مع روح الفردية والحكم القيصري.

 

لكن، السؤال المهم هو، هل سنشهد استنساخا أو انتشارا لتجربة ال POTINISM – ”البوتينيسم” خارج الحدود الروسية؟

الإجابة، ربما تأتي مع الوقت ...

  

بقلم: مصطفى الأدهم، ونشرت في صحيفة "الميتروأكسبريس" الدانماركية.

  

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2060 الخميس 15 / 03 / 2012)


في المثقف اليوم