أقلام حرة

قمة بغداد..هل ثمة أمل في حل مشاكل العرب؟ حكمت مهدي جبار

سماها السياسيون (قمة).وها نحن نشهد حركة مليئة بالحيوية لكافة مؤسسات الحكومة العراقية أستعدادا لأستقبال ملوك وشيوخ وزعماء ورؤساء (ألأمة العربية) عفوا..أقصد العرب..لأن البعض يقول لاتوجد أمة عربية!!.وسمعنا أن الحكومة العراقية قد خصصت مبالغ هائلة للتحضير (للعزيمة وضرب الثريد وفنادق فاخرة وفراش زين ومخاد وبسط علمود عمامك جايين)..سيأتي العرب وهم يحملون معهم وجوه متباينة في الفن الدبلوماسي.ومن يدري قد يكونوا كلفوا أبرع الرسامين وعلماء السيميائية في تصميم آخر صرعات الأبتسامات وحركات اللقاءات وأيماءات الأيدي والمصافحات فضلا عما يرتدون من أحدث (القوط والصايات والعكل والجاكيتات واليشاميغ والباينباغات)سيأتون ويجلسون على الكراسي الأنيقة المخصصة لهم في قاعات قصور بغداد الحبيبة.وستظهر اذا اراد الله انواع باقات الورود والمصابيح الكهربائية (وأن شا الله ما تطفه الكهرباء وتخجل المعزبين)..أبدا لم يكن ذلك سخرية بالتعب الذي تعبه (الويلاد) ولا أستهزاءً بمضيفنا وديواننا العراقي المهيب .انما هو يبدو لاسمح الله كما لو أنه توقع لما ستؤول اليه وقائع مؤتمر القمة العربي كما حدث للقمم الأخرى من ضياع للفرص وفقدان للوقت وللجهد وللمال..بل اننا نأمل ونتمنى من ألأعماق أن يلتقي العرب اليوم في مضيفنا البغدادي العريق وهم مليؤون عزيمة وأصرار على الوقوف على كل المشاكل وتحديد أهمها وتشخيص أمراضها وتعيين العلاج.والله انها أمنية كل عربي أصيل وشريف في أن يجعل العرب من لقاءهم هذا لقاء أخوة حقيقي وصادق.يضعون فضاياهم ومشاكلهم على طاولة المناقشة ويفتحون قلوبهم وينزعون الظغائن والشكوك ويطردون الوساوس وأن يمد كل واحد منهم الى ألآخر يده بثقة وهو مطمئن منه كأخ وشقيق أوليكن صديق ورفيق وصاحب كما يحلو للبعض هذه العناوين .لقد مللنا من الضحكات المزوقة والأطراءات الملونة والخطابات الحماسية المؤقتة المتأثرة بالعواطف ,رغم أن العواطف (نوبات هم

تفيد) اذا ما وظفت لخدمة العقلانية والموضوعية الحقة.نحن نعرف أن هناك أمور سياسية بين زعماء الشعب العربي (كيفكم يله الشعوب العربية) أمور خفية قد تربت عليها مواقف والله اعلم قد يكون هناك خطوط حمراء (ياستار).ولكننا نأمل أن يكون العرب شجعان ويطرحوا كل ما يروه مناسبا لحل القضايا العالقة .وأن ينتفضوا للروابط الأخوية وينتخوا للعروبة وللأسلام وللديانات الأخرى.وأن يستحضروا تأريخهم العربي الأسلامي والأنساني ويكسروا حجر العثرة في طريقهم من ميول للغريب والأجنبي وحتى للجار المغرض الواشي..نتمنى أن لاتكون الزروقات واللافتات والشعارات الهادرة هي الغاية انما تكون قضايا امتنا وأقطارنا وبلداننا بمختلف طوائفها وأنتماءاتها الدينية والعرقية هي جوهر هذا اللقاء.وأن يلتقي العرب اليوم ليتفقوا على أن يتفقوا. وتبا لـ (لا) وسحقا لمن يخفي في قلبه نوايا التفرقة الطائفية والعرقية والقومية.ومرحبا بالتسامح والألفة والعقلانية وألأخوة العربية والأسلامية والمسيحية وكل الدينات والقوميات

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2060 الخميس 15 / 03 / 2012)


في المثقف اليوم