أقلام حرة

يبدو أن ( سّيِداً ) قد ماتَ / امين يونس

عِلماً انه في ذلك الزمان، كان إغبِرار الجَو نادراً جداً. ورُبما تَمُر عدة سنين، دون حدوث ذلك. فحتى الطبيعة، حينها، كانتْ أكثر نقاءاً وبساطةً، وتدخلات البَشر في البيئةِ أقل حِدةً... عل أية حال... كان شائعاً في مدينتنا الصغيرة.. انه عندما تكفهِرُ السماء، من تكاثُف الغُبار، فأن ذلك يعني، ان [سّيِداً] من أولياء الله، قد مات.. وان السماء تعبسُ والشمسُ تتوارى، من شِدة الحُزن !.

وكما يبدو، في زمننا الحالي هذا.. فأن هنالك إحتِمالَين : فإلى ما قَبل 2003، كان عدد " السادة " قد تزايدَ بِشكلٍ كبير، وبالتالي فلا يكادُ يمرُ إسبوعٌ واحد، من دون أن ينتقِل أحدهم الى رحمة الله.. أما بعد 2003، فأن وباءاً أصاب " السادة "، فباتوا يموتون زُرافات !.. والدليلُ القاطع على ذلك.. ان أغلب أيام الأسبوع، أصبحت مُغبَرة، بل ان هنالك أياماَ، تكون فيها الرؤية خلال النهار، لاتتجاوز العشرين متراً.. ورُبما ذلك يعني، ان سّيِداً كبيراً مُحترماً قد مات !.

ورغم ما تّدعيهِ تقارير العُلماء، من ان ثُقب الأوزون، والتسارُع المضطرد في التصنيع في امريكا واوروبا والصين وما ينتج عنه من غازات ضّارة.. هو المسؤول الأكبر عن التغّيُر المناخي حول العالم... فان موت " السادة "، هو السبب الأقرب الى التصديق، عندما يَغبَرُ الجو هنا في العراق !...

وكما هو معلوم، ان [السّيِد] هو حُكْماً من أحفاد محمد بن عبدالله أو علي بن أبي طالب... لكن المُشكلة، ان هنالك أسياداً في طول البلاد الاسلامية وعرضها.. ف " السيد " في المغرب، والسيدُ في بنغلاديش او افغانستان وكذا في لبنان والصومال، يقولون انهم من احفاد النبي.. بل ان في مدينتي الصغيرة " العمادية "، هنالك عِدة بيوت " أسياد "... فأما ان يكونوا من جذور عربية قحّة.. أو ان النبي محمد أصله كُردي !.. أو ببساطة يكونون أسياداً مُزيَفين والله أعلم.

بالنسبة لي، انا اُصّدِق، بأن السبب في العواصف الترابية المُتتالية والمُستمرة.. هنا في العراق، وحتى في دهوك... هو ان أحد " السادة " الأتقياء، قد إنتقلَ الى رحمة الله، كما كانتْ تقول جدتي... فعندنا تُخمة من السادة بِمُختلف أزياءهم وأغطية الرأس السوداء والبيضاء... بينما لايغبر الجو ولا تحدث عواصف ترابية، في اوروبا وامريكا وبقية الدول الكافرة، التي ليسَ فيها [ سادة] أصلاً !.

........................

منذ يومَين والجَو أغبرٌ هنا في دهوك... إقرأوا الفاتحة على روح " السّيِد " الذي مات !.

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2061 الجمعة 16 / 03 / 2012)

في المثقف اليوم