أقلام حرة

دعوة للبحث/ مشاهد مسجلة بصوت الجمهور..سيناريوهات تحتاج إلى إضاءة

ألأشاوس نقطة تسترعي الإنتباه، ولهذا الطيبون أولئك الذين يقررهم الشارع، بلا حاجة الى دعايات انتخابية،

هنا ، عندما تقرر تلك المربعات ان تتنحى عن زوايا تخمتها الشهرية، سأنتخب ..

 

الفصل ألأول :

 (1 ) حزن 

نظرت الصبية في عيني أبيها، هنالك إذ مقلتيه، اللتين أصابهما ألإعياء، هنالك على شاكلة أسئلةٍ تحتاج إلى تفسير،

عرفت أنه لا يريد التكلم، راحت تنصت بعيداً إلى فضاءات ريح لاتخلو من ليل عميق ـ 

حزين على ما يبدو، كما أدركت الصبية، ذلك الذي كان يشد بشعرها ويداعب ضحكتها الطويلة،

الحزن حسب قاموس الصغار، نظرات بلا إبتسامة، ملامح يسكنها الشحوب دائماً،

ولهذا بقيت نظراتها عالقة في دوامة ذلك الشوط من اللاتعين .

 

(2) بكاء

أشاحت بوجهها خجلا ً تلك الطفلة،

 حتى انصرفت تماماً .

هنالك إلى حيث تفصل بين عينيك تلك المسافة من الشعور،

الدموع كانت آخر ما تبقى لتكملة الحديث .

 

(3) ذكريات

قريباً كما لو أنه يتسلق ليلامس سطح ذلك الجدار،

عند أروقة  ذلك الفصل من الكبرياء،

ستجد ملامح لا تخلو من إبتسامة مفتعلة، ربما هي غياب لحضور فارقهُ ألأهل

 كلام تغلفه عتمة واهنة،

سألت في قرارة نفسها: أين هو؟

نظرت إلى ألأسفل قليلاً ..هنالك حيث تضع ألأم كما إعتادت البنت أن ترى

 قطعة قماش تشبه إلى حد ما، ذلك السواد الذي يغلف جداريات هذا العالم،

نظرت مرة أخرى إلى وجه أبيها،

أحست بضيق تام ..

حاولت أن تعود إلى ما كانت عليه،

إلا أن محاولتها أُُحبطت، لقد أحست بفتور يكاد أن يقذف بها إلى ألأرض،

لم تكن تقدر بعد أن تستعيد نشاطها المعهود، لكأنها راحت تشعر بتثاقل يكاد أن يمسك بها،

إعترضتها  نوبة بكاء، كانت أكثر إصراراً

من رائحة خريف ينذر بالعواء،

هنالك إذ دون جدوى، الدموع إستيقظت مع خواء  زمان معطل،

أوربما أيضاً، أنها أرادت أن تعانق نحيب ذلك الوجع، ولهذا،

لقد أذعنت الطفلة أخيراً،  لزعيق ليل مباغت .

 

الفصل الثاني :

 (4)  "البر لــمـان"

 نوعان من الكراسي، ألأول ينتظر مزيداً من الصعود،

وألآخر تلك الندرة، يستشعر مزيداً من الهبوط  .

وبين مختلف الصعود ومختلف الهبوط،

تتكرر المناورة، الوجوه نفسها تلك المؤتمرات، التي لا شأن للمستضعفين بها .

 

(5) إعمار ..

مقاولات، ومجالس محافظات،

وإستثمارات، فدراليات، جيوب مضافة،

ألإستثمارات هذه  نفسها تسوق إلى كيانات مجهولة،

تسوق إلى "مستثمرين" جدد

شركات جديدة ـ نصابات جديدة، عقود جديدة، يرافقها تشغيل عقول

غير خاضعة  لشروط التدقيق، يعقبها خطة جديدة .

... وفي الضد بينما تنصت كغيرك من الطيبين الى تلك الدموع، تسمع إستغاثات  متكررة،

الشوارع، الماء، الكهرباء، الأمن، الجمهور، ضحايا  يُسرقُ منها نوعين من الدم،

العراق يستغرق مرة أخرى في دوامة حزنه القديم، يعود الى تلك البقاع من الصراخ،

فيدرك الجمهور أن ثرثرة أخرى، قد فرضت نفسها،

 مستشارون، حقائب، حراسات، حمايات، يتبعهم موظفون جدد جيء بهم من دول المهجر، ليتم تعيينهم على الملاك الثابت،

الوزارات تلك نفسها تنوعات تنذر بخراب من نوع جديد .

 

 (6) سخرية تلفزيونية

مقدمة برنامج، تستضيف عائلة على وشك أن تموت،

تتحاور مع ألم مباح، تسعى لإن تتجاهل ما يحدث،

هنالك إذ لا طريق إلى المصافحة، تمد يديها وفق لغة خجولة ـ تلك الفاتنة،

 الهدية،

 مدفأة نفطية..

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1191 الخميس 08/10/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم