أقلام حرة

لماذا هذه الحرب الظالمة على شبابنا .. الايمو ظاهرة يتوجب معالجتها / ابراهيم الوائلي

وتلعب الحروب والكوارث الطبيعية دورا بارزا في إنتاجها وطرحها على الساحة الاجتماعية وقد تكون هذه الظواهر ايجابية ترفد المجتمع بالرقي الحضاري آو تؤدي إلى انحراف سلوكي وتداعي أخلاقي يضر بالمجتمع وتصبح ظاهرة سلوكية شاذة وغير مقبولة من المجتمع تعاكس النمط السلوكي الذي اعتاد عليه الناس والمجتمع من الناحيةالاخلاقية والدينية والعشائرية ويصبح عنوان منبوذ ينظر إليه بأنه تسلك سوف يمتد ويعتاد الناس عليه وعندها لايستطيع احد اجتثاثها  من الواقع الاجتماعي بالاضافه إلى إن الناس يصيبهم الهلع والخوف من انتشار هذه الظاهرة الطارئة على المجتمع لان زحفها متأتي من الفضائيات والإعلام المرئي والسفر والاحتكاك الثقافي والحضاري ولذلك فان السلوك يصبح لعنه يراد التخلص منها قبل إن تستشري ويصعب معالجتها وان الإباء يتحملون وزر ذلك ويقع على كاهلهم انتشال الأبناء من الظواهر الشاذة والوافدة حيث على غوائلنا تحمل الوزر الأكبر لوقف هذه الظاهرة الشاذة ووقف زحفها لان المعالجة المتاخره لاتجدي نفعا وعندها نخسر الكثير ومن المؤسف إن عوائلنا لم تصرف القليل من الوقت لعقد الجلسات  الثقافية والوعظية والأخلاقية والتنويرية للأبناء وشرح إبعاد السلوك السيئ لهم ومحاولة ثنيهم عن ذلك في الوقت الذي ينفقون الأموال لشراء الملابس الفاخرة لابناءهم وجلب ما لذ وطاب من أنواع الأكل والشرب ويبخلون في التوجيه والإرشاد وهذه إحدى مصائبنا الكثيرة وان المحاضرة أي كان عنوانها تصب في خانة التورية والمنع وتكوين الحصانة والابتعاد عن المنبوذ والشاذ كما إن الهجوم الكاسح على نموذج سلوكي مدعاة حيره لأننا مشاركين فيه فمن منالايشاهد ابنته التي غمرت وجهها بالمساحيق وجلدت وجهها ووضعت حمرة الشفاه قبل الزواج وتشاجع ووبخها ومن منا لم  يشاهد ابنه وقد صنع من شعره عرف ديك وبعثر خصلات شعره بطريقة جنونية ولم يردعه احد أو نقوم بإرشاده وتوعيته دينيا وأخلاقيا واجتماعيا بطرق سايكلوجية وذكية لإبعاد سلوكه عن هذه المظاهر الطارئة والمنحرفة التي لأتمت لنا لا من قريب ولامن بعيد ولكنها الرغبة والتقليد فقط ولأغيرهما وان الشاب عاجز عن الاجابه والإقناع في السير إلى ابعد الحدود في هذه الظاهرة وبإمكاننا لي ذراعه واقناعة وتوريته لكننا نترك الحبل على الغارب وبعدها لايفيد العذل لان (السيف سبق  العدل) إن ظاهرة الايمو كغيرها من الظواهر التي مرت بنا ويتذكرها كبار

 السن(الخنافس—الجارلس- الفس برسلي-) وغيرها الكثير من القيم والرديئة والأساليب السيئة ولكن عامل الزمن سيقضي عليها ويتناساها الصبيان وتصبح في خبر كان--- إن اللجوء إلى القتل وتفليق الهامات يدلل على الهمجية وان آثار الحروب التي مرت بنا لازالت تأكل فينا ولا نرحم احد منا وكأننا نعيش حرب رابعة وهذه المرة ضد أبناءنا الذين يبتعد عنهم النضج لأن فهم الطراوة وعدم النضوج الذي يحكم تصرفاتهم(لعب عيال) وإننا مخطئون حيث نريدهم بعقولهم الغضة هذه إن يفرقوا بين الطالح والصالح  وكما نفعل نحن الكبار-- ومن منا نحن الكبار لايخطىء انه سوء فهم

 وتقدير—علينا نحن جميعا مؤسسات دينية وتربوية ومجتمعية وأسرية إن نتعاون في سبيل حلحلت هذه السلوكية الوافدة ونختار الطرق الحضارية والسلوكية الحصينة بانتشال فلذات أكبادنا من هذه الآفة  والتعاون على ؤودها في المهد ونشر الثقافة العراقية والإسلامية واتخاذ المنابر والمساجد والمحاضرات الدينية وكذلك المدارس وهيئات التعليم والتدريس و كل منا يأخذ دوره في غرس المفاهيم الحسنه وتجاوز السلوكيات المستوردة كما على المجتمع أيضا يقع دور كبير في هذا المضمار وعلى الحكومة تهيئة فرص عمل للشباب وزجهم في ورش عمل وتشجيع السفر وتبديد الفراغ بشكل  علمي وسيكولوجي والإكثار من المنتديات العلمية والرياضية والفنية والحث على ممارسة الرياضة بشكل جماعي كما تفعل الشعوب وغيرها من الممارسات لامتصاص أوقات الفراغ إما الانقضاض على الأبناء بالقتل وتخذيم الرؤوس وتلفيق الهامات لايرتضيها الشرع ولاتقرها المعايير الإنسانية والأديان السماوية وعلينا التعاون لتخليص أبناءنا من هذه الضارة الوافدة بطرق حديثة وناجعة واختم مقالتي بقول الشاعر بن الرومي حين يرثي ولده الأوسط الذي توفاه الرحمن( توخى حمام الموت أوسط صبيتي فالله كيف اختار واسطة العقد)----الايمو ظاهره لم يكتب لها البقاء وعلينا ضبط  النفس وإنها مغادرة لامحال أبينا أم رضينا ولله في خلقه شؤون ويقول الإمام على (ع) (علموا أبناءكم لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم)صدقت يا امير المؤمنين

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2066 الاربعاء 21 / 03 / 2012)

 إبراهيم الوائلي ذي قار/قلعة سكر

21/3/2012

في المثقف اليوم