أقلام حرة

قِمّة مُمِلة وباهتة / امين يونس

ألا وهو غياب القادة الذين تَعّودنا عليهم، طيلة العقود الماضية .. فلا زُعماء جبهة الصمود والتصدي، موجودون .. مثل الأخ مُعَمَر القذافي، والرئيس حافظ الأسد ولا حتى ابنه ووريثه بشار الأسد .. ولا أبطال جبهة الإعتدال، من حُسني مُبارَك الى علي عبدالله صالح .. بل ان زينة القمم العربية وشقاوتها، صدام حسين غائبٌ أيضاً ... فهذهِ القِمة، لن يكون لها طعمٌ ولا رائحة !. إذ مَنْ سيستهزِء بالقادة ويشتمهم، والقذافي في لحدهِ ؟ مَنْ سيمتطي قضية فلسطين وينطلق في رحلة الشعارات القومية الخادعة، والأسدُ مُحاصرٌ في قصرهِ؟ مَنْ سينظرُ شزَراً الى القادة، ويقول انه حامي حمى الامة من غَدر الجار الشرقي، وصدام راقدٌ في قبرهِ ؟ مَنْ سيبيع الكلمات الكبيرة والجوفاء، وكُل هؤلاء القادة غائبون؟.

فقط الملوك والأمراء، أصحاب الجلالة والسُمو .. هُم هُم .. لم يتبدلوا، ولم يُصابوا بفايروس التغيير، ولم ينحنوا لضغط الشارع " وهل هنالك شارعٌ أصلاً في تلك البلاد ؟ " ... منذ سنين طويلة، وهؤلاء، مُحافظون على كياستهم وثُقلهِم وعدم إنجرارهم للبُدع الثورية والحركات المشبوهة، وإلتزامهم بالتقاليد الرصينة والعادات الأصيلة، المُغّلَفة كُلها بقشور الدين ! .. هُم يمتلكون إستمرارية التبعية للغَرب .. وهُم في الحقيقة ليسوا خَدَم الكعبة وبيت الله ولا الأقصى، بل في الواقع هُم خَدمٌ ذليلون، لسياسة الغرب والرأسمالية المُتوحِشة، وبيادق مُتدنية الأخلاق، جاهزة لتنفيذ أحقر وأبشَع المُهمات، التي يستنكف الغرب وحلف الناتو القيام بها بنفسهِ ! . فمملكة آل سعود، كأنها قسمٌ في الإدارة الأمريكية وتأتمر بأمرِها، فتتحكم بأسعار النفط بِقدر ما يخدم مصلحة الشركات الإحتكارية الغربية الكُبرى، وبِما يَضُر بالشعوب كلها .. وإمارة الشَر الصغيرة، قَطر .. تحولتْ الى مِخلبٍ لحلف الناتو، وتتحرك تحت يافطة ساخرة : الدفاع عن الشعوب وتحريرها من الديكتاتوريات ! .. تَصّوَر السعودية وقطر والامارات والكويت، تدافع عن حُرية الشعوب ! .. هل سمعتم بنُكتة أسخف من هذه ؟.

وحتى هؤلاء الملوك والأمراء، لا أعتقد انهم سيحضرون شخصياً الى القِمة، بل ان معظمهم سيرسل مبعوثين عنهم، بدرجة أمير من القطع المتوسط أو حتى الأدنى من ذلك ... فهؤلاء العباقرة الملوك والامراء، لم يُكّلِفوا أنفسهم، بتعيين سفراء مثل الاوادم، في بغداد .. فبغداد بالنسبة لهم، لاتستحق كُل هذا الإهتمام .. فطلبوا من سفرائهم في الاردن، ان يخطفوا رِجلهُم، كُل شهر مرةً واحدة، ولساعات فقط، والذهاب الى بغداد، بإعتبارهم سُفراء غير مُقيمين !.

أرى ان هذه القِمة، إذا إنعقدتْ، إضافةً الى انها ستكون مُمِلة وباهتة .. فانها سوف تُكّرِس بصورةٍ غير مُباشرة .. زعامة الملوك والأمراء الخليجيين، للمنطقة العربية عموماً، بِمباركة أمريكية وتركية ... وإسرائيلية !. والله أعلَم .

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2069 السبت 24 / 03 / 2012)

في المثقف اليوم