أقلام حرة

غسيلنا العراقي لايمكن نشره على شماعة جامعة العرب / ابراهيم الوائلي

وعلى القادة الانتباه إلى ذلك بعقلانية وخبره وان تضع القيادات كل ذلك على طاولة التشريح وإجراء العمليات الجراحية الناجحة بحنكه وإنهاء الجانب المرضي العقيم واستعمال الجرعات الدوائية المناسبة وقد يستدعي جلسات نفسية طويلة الأمد أو قصيرة—نحن في العراق ومنذ إن قتل قابيل هابيل في لوعة وسقام لتلك الفاجعة المؤلمة والغريبة أننا غطسنا في الحزن والبكائية إلى العمق مما جعلنا نلجأ إلى الالتواء والازدواجية وفي أحيان كثيرة إلى النفاق  وكل ذلك مرده التخلص من الخطوب والنزاعات والمشاكل ويعتبر ذلك دفاعا عن النفس ونقل المعركة إلى الخصم السياسي والعرقي والحزبي ولكن بطرق غير نظيفة يتوقع انه يستطيع تجاوز خصمه السياسي والديني والعرقي وتحقيق ما يدور في ذهنه وبالتالي تتفاقم الأمور نحو الاسوء وبالتالي يصعب حلها والغريب إن العراقيين هم أساس الأمم والشعوب ومنهم ظهرت البشرية وانتشرت في ارض الله الواسعة ففي الوقت الذي وجب فيه على العراقيين إن يتباهوا في هذه الفريدة والنوعية ويطلون على العالم بعنق طويل مذكرين بان العراق مهبط الديانات المختلفة وأساس التكوين البشري  وعليهم رفض هذه المسميات الكردية والتركمانية والعربية والمسيحية والازيدية جملة وتفصيلا ويرفعون عنوانهم الجميل (العراق) وان أساسهم التكويني (ادم.. نوح.. إبراهيم) إلا إن الحروب والهجمات المتلاحقة التي حدثت للعراق بسبب الخيرات والمياه والأرض والموقع ورقي علمية أبناءه جعلت العالم يسيل لعابها نحو بلاد الرافدين فما إن ينتهي غزو حتى يبدأ أخر (الاسكندر—الفرس—هولاكو—العثمانيين—البريطانيين-- وأخيرا الأمريكيين) فقد أتوا بجيوشهم الجرارة وتكسر لضاهى وخمد في العراق واليوم بعد خروجنا الموفق من براثن الغزو الأمريكي وتخلصنا من الطاغية  علينا إن نبني البلد ونحصن عنوانه ونمسح من خارطتنا المنغصات العرقية والسياسية والدينية والاثنية لأنها توغل في التشضي والتفتيت وان يكون حبنا ليست لهذه المسميات وتلك الرموز بل إلى العراق وخارطته المبجلة وليعلم الكل إن لا قيمة لهم ولا قوة إلا من خلال العنوان العراقي وان إخوتنا الكرد عليهم إن لا يكونوا لقمة سائغة سهلة المضغ من قبل دول الإقليم وهكذا السياسيين والاثنين الآخرين لايفرطوا بالعراق لان شموخهم وكبريائهم يأتي من شموخ العراق وعليائه وإذا أرادوا أن يجربوا فان حظهم عاثر وسوف يندمون ندامة الكسعي وعلى قادة ورموز هذه المسميات  إن يتوازنوا في أحاديثهم التي يفضون فيها إلى الفضائيات وإن تكون متوازنة ومنهجيه وان لا يغلب عليها التسرع والتقسيط والانا نية الحزبية والدينية وكأنه هو العارف والآخرون لايفقهون من الحديث شيئا ومن المعيب إن تصل القسوة بنا إلى هذا الطريق المسدود لان ظلم ذوي القربى اشد مضاضة واليوم يعقد في بغداد قمة العرب وهذا انتصار لإرادة العراقيين وسعيهم المشكور للتواصل العرقي والخارطي وان القمة في حد ذاتها ليست غاية ونهاية طريق بل هي مدخل وتباهي والعودة إلى ماضي جميل وكل أبناء العراق وأطيافهم هم من نسيج واحد (ادم.. نوح..إبراهيم) وعلينا إن نرحب  بهذه القمة كثيرا وان انعقادها لا يدخل في منهجية الفائدة والاستفادة بل من اجل التواصل الإقليمي والاقتصادي لان الحدود أصبحت في عالم النسيان وعامل الشراكة الدولية هو الاقتصاد وليس غيره ومن المعيب علينا نحن العراقيين إن نلجأ بغسيلنا إلى جامعة الدول العربية لان ذلك يمثل إحباط عقلي وذهني واجتهادي ولنا في مثلنا الشعبي خير دليل (لانجعل احد يفتش في رأسنا ويستخرج الحشرات) لأنها مهمتنا نحن وان المتحججين في طرح الوضع العراقي على القمة هو الفشل بعينه وندرة عقلانيه (إن العبء الثقيل يقع على أهله) كما قالها المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم إن  انعقاد قمة بغداد قوة إعلاميه ووطنيه علاوة على كونها عرفا نية دينية وان ما يميز قمة بغداد عن باقي القمم أنها خالي من الدكتاتوريات العربية والحكم الشمولي (حسني---ألقذافي---صالح--- بن علي) والحمد لله نعيش انعتاق عربي إذا صح قولي ومن حقنا نحن أبناء الرافدين إن نلم جراحاتنا ونترك العرب يعالجون جروحهم النازفة ولا نسمح لأحد إن يضع مشاكلنا العراقية على طاولة جامعة الدول العربية(رحم الله ا مرء جب عن نفسه الغيبة)تحياتنا لعرب القمة وتحياتنا لأهل العراق وشموخهم والى قمة بغداد المتفرد في انعقاده التقدم وتحقيق أمال العرب

 

 إبراهيم الوائلي ذي قار/قلعة سكر

27/3/2012

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2073 الاربعاء 28 / 03 / 2012)


في المثقف اليوم