أقلام حرة

من منا بلا ارهاب؟ .."اذهبي الى بلدك .. انت ارهابية." / عبد الجبار الحمدي

الارهاب مسمى ألصق بالإنسان العربي كونه مسلم أما اي شخص غير مسلم يفعل أسوا من فعله يبرر له، مع ان الارهاب عملة واحدة بعدة وجوه تعمل لدى كل انسان بمكنونه الأزلي وصيرورته، وتكون سلاحا مدمرا متى ما سخرت واستخدمت من قِبَل الأنسان نفسه أو من قِبَل ذوي السلطة والنفوذ الديني وغير الديني... أما التطرف فهو الآفة الكبرى واليد المحركة له.

فكرة الارهاب المتطرف واستخدام المصطلح الذي اعتبر اكبر وسيلة اخترعت لقتل الشعوب وافكارها ودياناتها من قبل قوى عملت وبعد دراسات كثيرة على ترويجه حتى انها دفعت الثمن وهي تعلم بذلك من مواطنيها كأمريكا مثالا ومسألة 11 سبتمبر،  ثم يطلقون عليه عبارة خسائر جانبية ( collateral damage  ) مع العلم قد يكون الارهاب مفتعلا لأسباب كثيرة اهمها المصالح السياسية اولا ومن ثم الاقتصادية والهيمنة على مقدرات الشعوب أياً كان موقعها...

سؤال يجب ان يطرحه أي انسان يعيش على هذه الارض، سواء كان مسلما، مسيحيا، يهوديا.... بوذيا او من أي ملة او عقيدة هو يعتنقها، الارهاب كيف ينشأ ومتى يتنامى بداخل الانسان؟ وكيف يُفَعل؟ هل يولد الارهاب نتيجة حالة غضب؟ أم انه يأتي عن ترسبات وحقد أزلي وتعصب؟ كيف يُكَافَح او يحد من انتشاره؟ كيف يكون التعامل مع أناس يحملونه ترياقا وحلول ؟كثيرة هي التساؤلات وقد يوزعها البعض للتعصب الديني او الانتماء أو الافضلية في العرق الجنسي او الانساني، او للتقدم التكنلوجي، او لمجرد انك من هذا الدين أو ذلك الانتماء، فأنك موسوم كما هو الاسلام، والغريب ان من يطبل الى هكذا نغمة الكثير من هم عمدوا الارهاب وسيلة للتسلط والنفوذ، والاغرب نحن المسلمين مَن أيَدنا ذلك لهم، إضافة الى تسليط الاعلام العربي المتخلف والمشوب، الآمر الى نشر التفرقة بين المسلمين بمسميات السنة والشيعة والسلفية والوهابية، المالكية والحنبلية والشافعية وهكذا وكأنها لصقت تلك المسميات لأناس امتهنوا الدين وأسسوا مبادئه، مع العلم ان مبادئ الرسالة المحمدية واحدة، وبسيطة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله... أنتهى ، اما التذييل والاضافات جاءت مركبة فقط للتفرقة اما الافضلية فهي لمن يتبع، ومن يقلد، يُفضل ان يكون الى جانب هذا او ذاك فهذه حالة قناعة، كما لا يمكن لأي شخص ان يجعل من الحياة التي يريد...  لتكون هي ما يرغب الناس العيش فيها وسيلة للنفوذ، فإن ذاك يُعد ارهابا، فكونك تريد من هذا الشخص ان يكون على غرار ما تؤمن به انت كصاحب فكر وبما تحمله من نوازع كره او احقاد وسيلة، أو لكي يتبعك من يراك طريق انقاذ نفسي دموي هو ارهاب ايضا، ان الارهاب هو وليد خُلِقَ مع الانسان، اما كيف تكون نشأته فهذا يعتمد على البيئة، والى المحيط الأسري والعائلي والاجتماعي، إضافة الى المعتقد ( العقيدة ) وهكذا تتسع الدائرة... فكوننا مسلمون نعيش في بيئة متغيرة المناخ، نسير فوق خطوط غير متوازية في تطبيق تعاليم الاسلام الحقيقية، أطلق علينا هذا المسمى، وهذا لا يخلوا من الصحة فالكثير من الاحداث السيئة الصيت نسبت الى الاسلام وهو منها بريء.. الادلة كثيرة.. فترى الذي يفجر نفسه ينادي الله أكبر، والذي يذبح يقولها كذلك ،والذي ينتصر يرددها والذي يصلي ويؤذن ويؤدي الاسلام الحق المعتدل يقولها، ومن يشرب ويزني ويفعل ما نهى الله عنه يرددها.. وسؤال مَن مِن هؤلاء على حق ومسلم؟؟؟؟؟؟ 

يقول... الدكتور مصطفى حجازي  في كتابه: " سيكولوجية الإنسان المقهور "على مستوى الخصائص الذهنية نجد أن غالبية أفراد المجتمعات المتخلفة يعانون من اضطراب في منهجية التفكير، إذ يتعاملون مع واقعهم متجردين من أي خطة مسبقة تساعدهم على مقاربته منطقيا، بل تسود الفوضى والتخبط والعشوائية، فالحديث عادة ما يتشعب ويذهب في أي مذهب في حالة من التداعي الحر للأفكار، والتي سرعان ما تبتعد عن الموضوع الأصلي مما يوقع في الغموض والحيرة اللذان يجعلان الفرد يلجأ إلى التمنيات بخروج سحري.

اي انه تقريبا حصر فكرة تعاطي الارهاب الافراد المتخلفين ويعانون عوق اجتماعي واضح وربما يكون هو سبب دفعهم لممارسة الارهاب لكي يبرزوا او يلاحظ المجتمع تواجدهم وهذا وارد جدا في المجتمعات العالمية بأسرها وليس العربية فقط، وهذا قد يلزمنا ان ننسى اننا أناس ضعفاء العقل والبنية ، كوننا جئنا من البادية، برغم ما حملت من شدة وبأس ونخوة وغيرة، إلا ان انسانها أخذ منها الجلفية وحب التسلط، وهذا ليس فقط مقرونا  بالإنسان العربي أبدا... بل في كل بقاع الارض.. ونظرة لواقع القارات الخمس وبحث صغير نجد ان الانسان الاصلي لأي أرض منتهكة الحرمات والديانة والعرق.. نجدها تابع ذليل تحت من تسلط عليها باسط كل الموبقات والمغريات التي أوحلت المواطن الاصلي، حتى جعلته ينكر كل ما يؤمن به، فقط لكي ينزع جلده وما يؤمن به... والحق أضيف إلا القليل ممن لم يتغير ايمانهم بما تغير، إذن الارهاب ليس فقط مسمى ارتبط بالإسلام.

- كما قال (الكاتب والمحلل السياسي اللبناني قاسم محمد عثمان)  ان تاريخ العمل الارهابي يعود إلى ثقافة الإنسان بحب السيطرة وزجر الناس وتخويفهم بغية الحصول على مبتغاه بشكل يتعارض مع المفاهيم الاجتماعية الثابتة وقد وضع الكاتب نفسه تفسير لمعنى كلمة الارهاب ووصفه (انه العنف المتعمد الذي تقوم به جماعات غير حكومية أو عملاء سريون بدافع سياسي ضد اهداف غير مقاتلة ويهدف عادة للتأثير على الجمهور).

وأضاف قائلا: العمل الإرهابي عمل قديم يعود بنا بالتاريخ مئات السنين ولم يستحدث قريباً في تاريخنا المعاصر. ففي القرن الأول وكما ورد في العهد القديم، همت جماعة من المتعصبين على ترويع اليهود من الأغنياء الذين تعاونوا مع المحتل الروماني للمناطق الواقعة على شرق البحر المتوسط. وفي القرن الحادي عشر، لم يجزع الحشاشون من بث الرعب بين الأمنين عن طريق القتل، وعلى مدى قرنين، قاوم الحشاشون الجهود المبذولة من الدولة لقمعهم وتحييد إرهابهم وبرعوا في تحقيق أهدافهم السياسية عن طريق الإرهاب.

كما قال : لا ننسي حقبة الثورة الفرنسية الممتدة بين الاعوام 1789 إلى 1799 والتي يصفها المؤرخون بـ"فترة الرعب"، فقد كان الهرج والمرج ديدن تلك الفترة إلى درجة وصف إرهاب تلك الفترة "بالإرهاب الممول من قبل الدولة". فلم يطل الهلع والرعب جموع الشعب الفرنسي فحسب، بل طال الرعب الشريحة الارستقراطية الأوروبية عموماً.

في الإسلامان الخلط في مفهوم الارهاب يرجع إلى ترجمة لغوية ليست غير دقيقة فحسب بل غير صحيحة مطلقا لكلمة Terror الإنجليزية ذات الاصل اللاتيني. المعبّر عنه اليوم بالإرهاب هو استهداف المدنيين، وإذا كان في شرائع الدول المتقدمة اليوم أنهم لا يتجنبون قتل مدنيين إذا شملهم هدف عسكري عذرهم أن هدفهم كان عسكريا وليس مدنيا فإن فقهاء الإسلام أجمعوا على عدم جواز قتل مدني، أما استهداف المدنيين خاصة وهو ما تعنيه الكلمة Terror فإنه لا خلاف على تحريمه.

وأجمعوا أنه لا يجوز قتل شيخ فان من العدو، ولا امرأة، ولا راهب ولا مقعد، ولا أعمى، ولا معتوه إذا كان لا يقاتل ولا يدل على عورات المسلمين، ولا يدل الكفار على ما يحتاجون إليه للحرب بينهم وبين المسلمين.

وأضاف ... قبل القرن الحادي عشر، أبرز عمليتين ارهابيتين هما عملية سرية قامت بها طائفة من اليهود ضد الرومان وتضمنت اغتيال المتعاونين معهم، وعملية اغتيال علي بن أبي طالب على يد الخوارج.)انتهى         

هذا رأيه صاغه بناء على التأريخ ومجرياته باستخدام الارهاب وسيلة للتسلط والبقاء رغم اراقة الكثير من الدماء بعلم من روج له.. سواء باستخدام الدين او اصحابه او من حملوه كرسالة ناصعة البيضاء لوثها الانسان الباغي المتمرد سواء المنتمي للدولة او الرابض على مسمياتها مستخدما المتخلفين والضعفاء وقود نار يشعلها متى يشاء...

وهذا يقودنا الى أن الديانات اليهودية والمسيحية والبوذية والمجوسية ايضا جاءت بالإرهاب كأداة لديمومتها، كما قالوا عن الاسلام، ولو رجعنا الى جميع الكتب السماوية نجد ان الاديان ما رسخت إلا بالدعوة والسلام، ورفضها كان بالقوة أو الاضطهاد واستخدمت المغرر بهم لمصلحتها .. ولو راجع القارئ الكريم قصص وسير الانبياء او الاديان ونشأتها، يجدها كلها تحمل رسالة واحدة، ألا وهي التوحيد ( الإسلام ) لكن أصحاب النفوذ والسلطة الذين تتأثر هيبتهم ومساواتهم بالأدنى منهم، جعلهم  الأخذ بممارسة الارهاب النفسي، والاعلامي والجسدي، والاقتصادي والسياسي ..الخ، إذن الارهاب ليس شيء مستجد او انه لم يمارس من قِبَل المسلمين.. فأمريكا واسرائيل والعالم الغربي والاوربي دون ذكر جميع الدول ، هي من نشر مسميات الارهاب .. فهتلر ونابليون وروزفلت ونيكسون وبيغن وغولدا مائير وموسيليني والكثير ممن حملوا السلطة عنوانها انقاذ الشعوب هم ارهابيون، ولعل اخرهم هي حكومة امريكا الجديدة وما تحمله من عنوان العولمة... هاهي تراها غزت افغانستان وقبلها لبنان واليمن وليبيا ومصر والتخريب بواسئل الضغط في المصالح والتسليح وغيرها الكثير، ومن ضمنها العراق بعنوان الديمقراطية وحقوق الانسان، رغم الدكتاتورية التي هيمنت على مقدرات شعوبها والخلاص منها كان ملاذا.

ولعل غاي ديبور في كتابه:"تعليقات حول مجتمع المشهد" هذه الديمقراطية وصلت من الاكتمال بحيث أخذت تصنع بنفسها عدوها اللدود : الإرهاب، وتريد بالأحرى أن يتم تقييمها بوساطة أعدائها قبل محصلة إنجازاتها." )

هذا دليل واضح على الازدواجية في صيغة تتعامل معها امريكا البلدان العالم الثالث، وهكذا بدأت بمشروعها السمج الربيع العربي والذي أرادت به ان تصعد عناوين دينية متطرفة الأفكار الى السلطة، لكي يكون اسم على مسمى.. فالاحتقان الديني بين الدول العربية قد وصل ذروته، فكل يحمل خنجره واقفا خلف الباب يتربص بالمسلم الذي مثله اسما، لكنه يختلف عنه عقيدة، اما هم فيتفرجون كيف سيكون النزاع ولمن الغلبة؟؟ ونظرة الى المسيحية سواء كانت أرثوذكس او بروتستانت  أو كاثوليك.. او أي مسمى اخر الديانات كاليهودية او البوذية والمجوسية، فنرى كل منهم له مرجع ومقلد مع الاعتراف باختلاف الوسيلة التطبيقية للعمل الديني او السلوك الاجتماعي في التربية الدينية ونشأت الانسان، كلهم لديهم اختلافات إلا ان خلافاتهم لم تكن في يوم نشر غسيلهم الوسخ على حبال الجيران من البلدان ذات الصلة، كما يغلب عليها السيطرة الاعلامية ما لم تكن ذات غرض ومعنى في هدم او ردم جانب من الاقطاب سواء الدينية او السياسية او الاجتماعية...ما عدا الاسلام والانسان المسلم الذي يجعل من ديانته سلاحا أول ما يضرب به قيم الانسانية التي حض عليها الله سبحانه وتعالى،  والرسول محمد عليه الصلاة والسلام، ان الدين النصيحة، وكوننا من البشر الذي يريد ان يبرز وهجا دون السياق المعتاد ترانا نحرق بعضنا البعض وللأسف بما يرغب ذوي الديانات الاخرى... ولو اردنا ان نتعظ أونتعايش بهدوء وسلام لنأخذ الهند او اندونسيا او ماليزيا كنموذج، كم من الديانات فيها، فبرغم فقرها وكل التخلف في المعتقدات، إلا ان لها من الامكانيات الجبارة التي تمكنها من ان تجتمع تحت سقف ديني متنوع واحد، قد تشوبه بعض النعرات، لكن هل يكون بإرادتها؟ ام هناك من يروج لعباد البقر او الفرج او الفئران او من يؤمن بظهور المهدي بل سمى نفسه ابنه او هو...وهكذا، كل ما نراه يوميا ونسمعه هو ينصب تحت مسمى الارهاب، فأنا حين اقيد قوتك بشروط ونقاط هو ارهاب، فالمعتقد الذي تلبسه إن لم يكن فضفاضا واسعا سمحا يخنقك، هذا ارهاب نفسي، وإذا لم تكن بمستوى اجتماعي يمكنك من الارتباط بفتاة تحبها وتحبك هذا ارهاب طبقي، وإذا لم تحصل على وظيفتك بمؤهلك وكفاءتك وينالها غيرك هذا هو ارهاب اجتماعي.. وحتى في الاسرة الواحدة يحدث ذلك... فالرجل والمرأة وما يدور بينهما من صراع في التعايش والتقبل لأجل هذه او تلك هو ارهاب نفسي أسري...  حتى حين اقضي على الحياة النباتية او البحرية والنهرية هو ارهاب للطبيعة وديمومتها، تبقى مسألة كيف يمكن ان نغير الصورة المشوهة عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؟ والتي اخذت مأخذها بأن الاسلام جاء بحد السيف ونست الاديان الاخرى والمسيحية اولها، ذلك ان لولا مردة الديانات التي سبقتها ما قُتلوا كما قتل المسيح بالمقارع وصلب وطورد اصحابه  حتى خسف الله بهم الارض متناسين فعلتهم انها إرهاب ديني أزلي، مثلما أطلقوا على من ينتمي للكنيسة اسم الراهب او الرهبانية او عمليات الرهبنة... كلها تتضمن التخويف والخنوع والضغط بشتى الوسائل، فمنذ ان خلق الله الاديان وارسل الانبياء لنشر الاسلام كتوحيد، لم يكن هناك رسول مرسل او نبي إلا عذب واصحابه او شرد وقتل من آمن بما أرسل الانبياء، وإذا كان يعتقد البعض ان الاسلام هو الارهاب فكل الاديان إذن تكون تحت هذا المسمى وان اختلفت في دياناتهم او معتقداتهم فالإسلام يعني التوحيد وكلنا موحدون دون استثناء كل البشر.. برغم اختلاف الاجناس والعرق والناموس والعقيدة... فالتوحيد في جميع الكتب السماوية التي أنزلت على كل الانبياء ... وهذا ما ثبت في الكثير من الاناجيل التي كتبها الحواريون فهناك انجيل حنا ومتى ولوقا وغيرهم بينوا ان الجميع موحدون وما الرسالات المتعاقبة إلا لكي يكون العالم مختلف لقدرة ومشيئة أرادها الخالق وهو الله... و أُأكد ان جميع من بيدهم صولجان الدين يدركون ان القدرة لله الواحد الاحد خالق الاكوان والانسان،  لكن النزعة في التسلط والنفوذ لدى الانسان هي التي تجعله ينكر كل الشواهد، إذن نكران كل البراهين على ان الاسلام هو السلام ارهاب عقائدي بكل مقاييسه الانسانية والبشرية التي مورست على اي شخص يعيش على هذه الأرض.. لذا وجب ان ندرك جيدا اننا كلنا نحمل بذرة الإرهاب ولكن متى يمكن ان نقوم بالعمل بها لا ندري؟ قد يكون في كل لحظة ترفض الواقع وما يحيط بك، او في اي وقت ترى الخطأ وتسكت لمصلحة ما، او حين تقوم بتفجير نفسك او تقتل الابرياء لمجرد قناعتك بعد غسيل دماغ انك الوحيد على حق مع العلم ان القرآن بينها واضحة في قول البارئ عزل وجل( من قتل مسلما كأنما قتل الناس جميعا) ولم يقل عربيا او مسيحيا او اي ديانة اخرى قال مسلما فكلنا موحدون وان اختلف التطبيق في نمط وشكل الرسالة والرسول .. فالتوحيد هو الاساس، أن الله واحد لا شريك له، وهذا ما نفعله شئنا أم ابينا، في جميع الديانات... فالإرهاب مسمى ارتبط منذ الخليقة مع الانسان ومنذ بداية النشأة الأولى وقتل هابيل لقابيل كان ارهابا وحسدا انسانيا للبشرية جمعاء ان الحياة لا يمكن ان تدوم إلا من مفهوم الارهاب بأي مفصل من مفاصل الحياة سواء على مستوى الطبيعة او الدول او لمجتمعات او المؤسسات او الدولة وما تحمله من ارهاب لتدجين مواطنيها رغم القدرات العقلية والعلمية إلا انها كلها وجميعها تقوم على الارهاب او الترهيب..و لنضع اي فكرة واي مسألة في السلوك البشري او الحيوان او النباتي إلا ووجدت الارهاب او هذا المعنى يمارس عليها.. ولا عيب في الاسم ولكن العيب في تطويع واستخدام هذا الاسم لأغراض قد تكون مبيد بشري وطبيعي للحياة... 

ولكن تعريف الإرهاب كمصطلح سياسي وقانوني كما قال البعض... (يجب أن يصاغ بطريقة تمنع اللبس والخلط بينه وبين تعريفات أعمال العنف المشابهة مثل الحرب المشروعة وغير المشروعة ،والمقاومة المشروعة وغير المشروعة، والانقلاب العسكري، والعصيان المدني، والقمع الحكومي، والإضراب الشعبي المعطل للنظام، والاحتجاج الفردي العنيف ،والاحتجاج الجماعي العنيف (المظاهرات والاعتصامات التي تتخللها أعمال شغب)، فإذا عرفنا الإرهاب على أنه العنف فسيختلط بأنواع العنف الكثيرة مختلفة الأهداف والدوافع مثل القتل والتدمير لأسباب شخصية مثل الانتقام والاكتئاب والمرض العقلي أو النفسي ، وإذا حددناه بالعنف السياسي فهناك عنف سياسي ليس إرهابا مثل الحرب وهي عنف بين الدول أو قمع الدولة للشعب بالقوة، وإذا حددنا الجهة التي تقوم به على أنها الشعب وليس الدولة فهناك الانقلاب العسكري (استلام الجيش للحكم)، والعصيان المدني (مقاطعة الشعب للنظام لدرجة شل المرافق الأساسية)، والمقاومة (تنظيم عسكري من المدنيين لإنهاء احتلال أجنبي)، والثورة (تنظيم عسكري من المدنيين لإزالة حكومة نفس الشعب) فهذه يقوم بها الشعب وهي ليست إرهابا، وإذا ميزنا الإرهاب عن العصيان والانقلاب والمقاومة والثورة بأن هذه الاعمال تستطيع بطبيعتها تغيير النظام حتى لو فشلت في تحقيق ذلك حيث أنها تشكل خطرا حقيقيا على وجود النظام، بينما تأثير الأعمال الإرهابية يكون محدودا ولا يصل إلى هذا الحد حيث لا يكون هناك احتمال لسقوط النظام بسبب عملية إرهابية مهما كانت بشاعتها، بل يظهر فقط بصورة التعبير العنيف عن رفض وكراهية نظام مشروع أو الاستياء من قراراته وأعماله المشروعة، سنجد ان هناك أعمال عنف ليست إرهابا يقوم بها الشعب تقتصر على مجرد التعبير عن الرفض دون أن تكون طبيعتها قادرة عل التغيير مثل أعمال الشغب والإضراب البسيط. أما في الإسلام فالعبارة تحمل بعض اللبس في تفسيرها حيث يعتبر نوع من إعداد القوة والسلاح لإثارة الرعب في نفوس الاعداء وتخويفهم لمنعهم من الاعتداء على المسلمين اي انه نوع من العمليات الاحترازية العسكرية .)

لكننا اليوم نجد اننا نحارب بعضنا البعض بهذا المسمى الدخيل الذي روج له من قبل دول أرادت سحق العدالة الإلاهية عبر بوابة ما أطلق عليها الارهاب فقط لبقاء وديمومة حالهم كقوة جبارة نافذة مسخرة لألة التدمير على غيرهم دون ان تطال مجتمعاتهم وانسانهم الذي يعتبرونه فوق كل البشر.

ورغم اني اختلف في الرأي ممن يًقسمون او يفرزون الاعمال الارهابية كقتل الانسان فردا او جماعة او ارهاق شعب تحت سيطرة الاحتلال او غيره من المسميات هو ارهابا.. قد تكون مقاومة الاحتلال وطرد الغازي وقتل من يريد اهانتك او ذلك او القضاء عليك والامساك بثرواتك الانسانية والاقتصادية بشكل غير مسبوق هو نوع خاص من الارهاب يمكن التعامل معه الند للند... فهذا حقك في البقاء والعيش بسلام فحتى الحيوانات تدافع عن حقوقها وكذلك النباتات والارض نفسها بمتغيرات عوامل التعرية تبحث لنفسها عن التوسع والديمومة.. ومحصلة نجد ان الإرهاب هو حالة وصورة تعمل بمنظور من يستخدمها وكيفية تسخيرها لمآرب شخصية او عامة، اننا في زمن بات الارهاب نديما بسبب ما آلت اليه الدول المتسلطة من هيمنة عالمية بعد ان كونت لنفسها قوة خرافية تكنلوجية سيطرت بها على كل منافذ الحياة فباتت تبث المسميات وعبر الكثير من الاشخاص الذي افتقروا الى القيم الانسانية والعيش بسلام روحي مهما اختلف ديانته فالسلام هو الراحة النفسية التي تكتسب بالتعايش مع الآخرين رغم اختلاف جنسهم وعقيدتهم، فالأرض لم تكن ابدا حصرا على هذا الدين أو ذاك المعتقد انما هي رسالة سماوية للتعايش كبشر تحت مظلة الخالق الواحد وصاحب البقاء الاخير.

ان الاسلام هو دين الرحمة والانسانية، كذلك هي الاديان الأخرى ، لكن الانسان الذي امتلك اداة الدين وقبلها السلطة حور المسميات وجعل منها موبقات حلال وحرام وشرّع ان البقاء لمن يجده هو صالحا لخدمته فجعل آلة التدمير المغروسة في كل نفس قنبلة موقوته يستخدمها متى ما أراد بذلك المسمى ليطمس ويغطي ممارساته الغير مشروعة في الحياة، ان الارهاب ليس مسمى يستخدم لمن يقتل انسانا آخر او عدد من الاشخاص او يفجر نفسه بطائرة او مركبة، أن الارهاب هو الارهاب بكل مقاييسه التي بداخل الانسان فنكران الحق هو ارهاب وذل الشعوب والهيمنة على مقدراتها ارهاب العمل السري السياسي ضد ابناء الجلدة الواحدة هو ارهاب ...وكل ما يجعل الانسان يفكر في ان هناك شخص يتربص به للقضاء عليه او أخذ حقه هو ارهاب...ان التعايش مع الارهاب هي حالة يمارسها الانسان يوميا حتى مع نفسه، ويبقى السؤال كيف يمكن ان نحارب هذه الآفة التي كبرت بداخلنا وصارت تعيش في حياتنا اليومية حتى نسينا اننا بشر كلنا نمتلك نفس واحدة ونهاية واحدة؟؟؟

واليك عزيزي القارئ قائمة الاعمال التي صنفت ارهابا ...

  -حادث نشر غاز السارين في نفق قطارات في اليابان.

-حادثة تفجير طائرة البان آم فوق سماء لوكربي الاسكتلندية.

-تفجير المبنى الفيدرالي في ولاية اوكلاهوما الأمريكية.

-تفجير فندق الملك داوود بواسطة عصابات صهيونية مستهدفة المندوب السامي البريطاني في فلسطين.

-مذابح ضد المدنيين دير ياسين وقانا بواسطة العصابات الصهيونية هاجاناه.

-تفجيرات الرياض عام 1995 والخبر كانت بعض العمليات الإرهابية في السعودية واستهدفت في الغالب الوجود الغربي.

-تفجيرات سفارات الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام كان عمليات لاحقة في أفريقيا، وأشيع تورط تنظيم القاعدة فيها.

11 سبتمبر 2001 والتي خلّفت نحو ثلاثة آلاف قتيل من جميع دول العالم، وتكبّد العالم بأسره خسائر تقدّر بمليارات الدولارات.

-عمليات الإرهاب في جنوب شرق آسيا من قبل جماعات كـأبو سياف، لها في الغالب علاقات مع جماعة القاعدة.

-عمليات الإرهاب في روسيا وتتهم روسيا التنظيمات الشيشانية بالضلوع فيها بينما ينفي الشيشان.

-العمليات الارهابية التي استهدفت مبنى الامم المتحدة وضريح الامام علي والزوار الشيعة وغيرها التي حدثت في العراق بعد عام 2003.

-السعودية تعرضت لهجمات ارهابية منذ 2003 من قبل خلايا إرهابية في السعودية يشاع أن لها علاقة بالقاعدة.

-تعرضت اسبانيا ثم المملكة المتحدة لعمليات ارهابية استهدفت وسائل النقل العامة، حيث تعتبر هدف سهل للإرهابيين.

-العملية الارهابية التي استهدفت كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد-العراق بتاريخ 31/11/2010 حيث سميت فيما بعد بالمجزرة أو المذبحة لما خلفته من ضحايا تجاوز المئة

-حادثة تفجير كنيسة القديسين في مصر ليلة رأس السنه عام 2011 ويعتقد بتورط وزير الداخلية المصري آنذاك حبيب العادلي في الحادث لإعطاء مبرر لتمديد قانون الطوارئ و ممارسة المزيد من أعمال القمع ضد المعارضة لتسهيل مخطط توريث الحكم في مصر.

بقلم / عبد الجبار الحمدي

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2073 الاربعاء 28 / 03 / 2012)


في المثقف اليوم