أقلام حرة

فوائد القِمة العربية / امين يونس

- تَشّرُف بغداد، بإستقبال رئيس جمهورية إتحاد جُزُر القمر، حيث كان فخامته أول الرؤساء الواصلين .. بَل انه حضرَ قبلَ موعد القمة بثلاثة أيام !.. ففي حين تواجَدَ ستة وزراء فقط، في إجتماع وزراء المال والإقتصاد .. ذلك الإجتماع التحضيري المُهِم، الذي من المُفتَرَض ان يُهيئ خطة عمل لتطوير التعاون المالي والتجاري والاقتصادي، بين الدول العربية .. فأن جزر القمر أرسلت الرئيس نفسه قبل الموعد .. وذلك يستدعي الشُكر والتقدير لهذه الدولة، والثناء للدبلوماسية العراقية التي نجحتْ في هذا المسعى النبيل !.

- إستطاعتْ الحكومة العراقية، بعد جهود كبيرة، من إستقدام شركة تركية، مُختَصة، بالطبخ والنفخ، والخدمة .. وستاف الشركة، يَضُم طباخين مَهَرة وخَدَم يعرفون الأتيكيت، وهُم من جنسيات عديدة، أبرزهم الأتراك واللبنانيين ! . وجميع المواد الغذائية واللحوم والأسماك والخضروات والفواكه والخُبز والمشروبات والماء والحلويات ... الخ .. كُلها مُستوردة من مناشئ مُحترمة .. وشركة تركية تقوم بالطبخ وتقديم الخدمات .. أي ان جميع المأكولات والمشروبات أجنبية مُستوردة، وطاقم الطبخ والخدمة أجنبي ... والمطلوب كما هو مُعَلن رسمياً : هو إبراز [الكَرَم العراقي الأصيل] !.

- سوف يثبت للوفود العربية والإعلاميين والصحفيين والضيوف، ان كُل التقارير السابقة التي كانتْ تُرَوِج دعايات مُغرضة، حول سوء وضع الكهرباء والخدمات في بغداد، خاطئة ومُبالغٌ فيها كثيراً .. حيث انه حتى في النهارات المُشمسة، فأن جميع اعمدة النور في المنطقة الخضراء شّغالة، وهو مؤشرٌ على صِحة تصريح الشهرستاني، انه في السنة القادمة، سوف نقوم بتصدير الفائض من الكهرباء الى الخارج !. إضافةً الى ان الشوارع نظيفة ولا يوجد أي إزدحام في المنطقة الخضراء وشارع المطار .

- كالعادة، فأن المُستفيد الأكبر من الوضع في العراق الجديد، هُم الكُرد وأقليم كردستان .. فحتى في القِمة الحالية، فأن قرار حكومة بغداد، بتعطيل الدوام الرسمي لمدة سبعة أيام، وفَرض ما يشبه منع التجول الإجباري، بسبب غلق معظم الشوارع ... دفعَ عشرات الآلاف من مواطني العاصمة، الى التوجه الى اقليم كردستان، للتمتع بأجواء ربيعية رائعة، بعيداً عن صخب القِمة !... حقاً : إزعاج الناس في بغداد مِنْ قِبَل الحكومة  .. يؤدي الى إستفادة الناس في الأقليم !.

- عدا دولتَين او ثلاث دول عربية تمتلك جيوشاً وشرطة بأعداد تفوق المئة ألف .. فان بعض الدول العربية المشاركة في القِمة، ليسَ لها عشرة آلاف جندي وشرطي .. بينما في قِمة بغداد، هنالك مئة ألف عسكري وشرطي، يقومون فقط بحماية القِمة ! .. عدا عن مئة طائرة " مُؤجَرة بالطبع " تحمي الأجواء .. وهذه كُلها دلالات على " قوة " العراق الجديد، وإمكانياته الكبيرة، وقُدرته على تنظيم هكذا مؤتمرات .. بأقل الحضور وأكثر التكاليف !!.

- هنالك دعاية تقول، ان الكميات الضخمة من الاطعمة التي سوف تفيض عن حاجة القِمة العربية، سوف تُغّلَف ويتم إرسالها الى بعض المناطق الأفريقية التي تُعاني من المجاعة .. حيث انه لايوجد في العراق، أي شخص فقير او قليل التغذية او يعيش تحت خط الفُقر !.

 

..............................................

المُهم ان هنالك إحتمالات طيبة بعد هذه القِمة، بعودة العراق الى [صحراءهِ] العربية القاحلة .

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2074 الخميس 29 / 03 / 2012)

في المثقف اليوم