أقلام حرة

تتشّرفُ بغداد بكَ .. يا مُنصف المرزوقي / امين يونس

إلا انه لايمكن، وضع جميع الحاضرين في سّلَةٍ واحدة .. ففي ذلك تَجّني على البعض . ولنأخذ مثلاً .. الرئيس التونس (مُنصِف المرزوقي) .. فهو يُمّثِل الدولة التي إنطلقتْ منها شرارة الثورات في المنطقة .. وهو رئيسٌ مُنتَخَب ديمقراطياً .. ويتمتع بالكثير من المصداقية والتمثيل الحقيقي للشعب التونسي " بِغَض النظر عن إتفاقنا مع توجهاته من عدمهِ " . وما أروَع ما صّرَحَ به من [إعتذارهِ للشعب العراقي، لقيام بعض التونسيين بإعمال إرهابية خلال السنوات الماضية] .. نعم .. هذا الرئيس التونسي، لم يكن رئيساً في ذلك الحين ولم يكن له أي سلطة او نفوذ (بل كان مناضلاً مثقفا مناوئاً لنظام بن علي، وسُجن ومنع من السفر عدة مرات).. لكن لأنه إنسانٌ نبيل، وشخصٌ مسؤول، فأنه يدرك انه يتحمل بعض المسؤولية " الأخلاقية "، عن الأعمال الإرهابية التي نفّذها بعض التونسيين المتشددين المخدوعين ... نعم .. بضعة أنفارٍ تونسيين إنخرطوا في المجاميع الارهابية  وفّجروا أنفسهم وآذوا العراقيين الأبرياء، في السنوات الماضية .. لكن كَم من السعوديين واليمنيين والليبيين والمصريين والكويتيين والسوريين والاردنيين ... الخ .. نفّذوا عمليات إنتحارية وقاموا بإفعالٍ شنيعة ضِد المواطنين العراقيين ؟ آلاف من هؤلاء فعلوا ذلك ! .. بينما لم ينبس ملوك وأمراء ورؤساء، هذه الدول .. لا في السابق، ولا اليوم .. بأي إعتذارٍ للشعب العراقي .. في حين أن أنظمة هذه الدول، كانت أما تُنّسِق وتُشّجِع او على علمٍ، أو على الأقل تتغاضى .. عن هذه المجاميع الارهابية، من مواطنيها .. الذين يدخلون العراق، تحت يافطة مُحاربة الإحتلال الامريكي .. فيقتلون او يجرحون جندياً أمريكياً واحداً فقط، في حين يقتلون مئات العراقيين الابرياء، في كُل عملية !.

لا يُمكن مُقارنة (منصف المرزوقي) الطبيب والسياسي والناشط في مجال حقوق الانسان والمثقف الموسوعي، وصاحب عشرات المؤلفات الرصينة في الطب والسياسة والمجتمع، المناضل والمنفي ... ومن ثم رئيس الجمهورية المُنتخَب ما بعد الثورة التونسية ...لايمكن مقارنته، مع أجلافٍ لايفقهون شيئاً ولم يُقدِموا لشعوبهم غير الديكتاتورية والظلم والإستبداد، مثل الغالبية المُطلقة للملوك والرؤساء العرب..

" منصف المرزوقي " تتشّرَفُ بغداد بك !.

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2076 السبت 31 / 03 / 2012)

في المثقف اليوم