أقلام حرة

لأمي رائحة القرنفل...

طفولتي واسمع صوتها وارى صورتها حيث كانت كلما ترى هذه الوردة تقلب احدى وريقاتها وبحركة فنية لتصبح على شكل لعبة وتضحك وتقول هذه انت وكنت اسالها لماذا تشبهينها بي؟

 

 كانت تقول لانها رقيقة و صغيرة الحجم وجميلة المنظر ولونها الاحمر يوحي بالدفء والحنان والامل ......

 

اصدقكم القول لقد بقيت الطفلة المدللة حتى بعد ان رزقني الله باحلى واغلى هداياه، اولادي الثلاثة لكن تحولت من طفلة والدي المدللة الى طفلة اولادي .....

احبُ ورودي لانها تذكرني بامي وابي واولادي وحبيبي وباهلي وناسي واصدقائي، كالورود كلٌ له لونه وعطره

لذا اختار ورودي من احسن الاصناف وارعاها على احلى واحسن مايكون.

للام مكانة مقدسة في جميع الاديان ولقد خص الله العزيز في القران الكريم الام في اكثر من موضع وجاء ذكر لفظ الام في (28 ) مرة ولقد

 

 وجاء ذكر الام اكثر من ذكرالوالدة لان هذا اللفظ اكثر شمولية والام لاتقتصر على الانسان فقط بل انها تشمل الحيوان ايضا فألأبنُ يأخذ ُقسطا كبيرا من راحة امهم في الحمل والولادة الايثار والدفاع عنهم ضد الاخطار وحمايتهم من البرد والحر وتوفير الطعام،

  الام هي عمود الاسرة واحد اسباب وجود الكائن،،،

اعجبُ والله لمن يدع امهُ تتسول في قيضِ الحر وسم البرد في الشوارع بحثا عن لقمة العيش ولايتذكر كيف كانت لاتنام وهي ترضعه او ممكن ان تبيع مجواهراتها او ملابسها او مايعز عليها لاطعامه او لتسد اجور دراسته واعجب لمن يرمي امه في دور العجزة وهو يركب السيارات الفارهة واعجب لمن لايتذكرها بهدية او بكلمة طيبة ......

 

لنقل انه يؤمن بالله وانه مسلم اذن فالقرأن فيه مواضع كثيرة يبين الله فيها مكانة الام والاحاديث الشريفة لاتقل عن ذلك .. يقول الله عز وجل

 

في سورة لقمان: (ووصينا الانسان بوالدية حملته امه وهنا على وهن وفصاله في عامين ان اشكر لي ولوالديك الي المصير) الآية 14

 

فهنا بيان لتعب الام في فترة الحمل وهي تسعة اشهر ومن بعده الارضاع والتربية وسهرالليالي وتحمل نفقات تعليمه وتطبيبه وترفيهه.

 

 ويقول نبي الاسلام محمد (ص) في حديثه الشريف

 "تخيروا لنطفكم فأن العرق د سا س " اي اختاروا من تنكحوهن من النساء حفاظا على النسل من باب التربية الصالحة والوراثة وماالى ذلك..

هذا ان كان الشخص العاق مسلما اما ان كان مسيحيا فها هو نبي الله عيس عليه السلام: يقول (وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً) مريم:32

وان كان يهوديا ففي الاية ادناه يبين الله مدى معاناة ام نبيه موسى عليه السلام حين رمته في اليم لولا ان يصبرها الله

 (وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من الموقنين)

 ولو قلنا ان من لايبر بامه لا يؤمن بكل الديانات ويؤمن بالطبيعة اذن لكم هذه الحقيقة :

 

كان ابي رحمه الله قد منحني القسم الخلفي من حديقة الدار لتربية حيواناتي الاليفة وكان لي من القطط الكثير عوائل متناسلة كنت انتبه لاحدى القطط المسنة والتي تكاد تكون قد فقدت بصرها كانت القطط حيث كانت بقية القطط تعتني بها وتاتي اليها بالطعام وتقودها الى اناء الحليب رغم اني كنت اضع الطعام امامها لكني كنت اجرب لارى ماذا تفعل هذه المسكينة

 الحيوان يقدر ويرد جميل امه اذن ان بر الوالدين ليس مقصورا على الانسان دون البهائم !!

اذن كيف يبرر من لايبر بوالديه هل اتى الى هذه الدنيا من دون رحم امه ؟

هل اينع وكبر دون سهرها وتربيتها؟

من اي فئة هو اذن؟

صحيح ان الامثال تضرب ولاتقاس لكن هناك مثل يقول (كل جرف يقابله شاطيء) وشاطيء عقوق الوالدين بعيدا عن كل الاديان هو ابن عاق تافه وحياة تعيسة لان ليس اروع من رضى الوالدين واتمنى للكل ان يكون قد كلل حياته بهذا التاج الثمين....!!

 

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1193 السبت 10/10/2009)

 

 

 

 

في المثقف اليوم