أقلام حرة

إن لم تستحِ فافعل ما شئت؟؟ / عبد الجبار الحمدي

رغم تغير وجوهها، ان السعودية كدولة عربية مسلمة لها قيمتها في التأثير على الاقتصاد العالمي وهذا لا يمكن نكرانه كونها اكبر دولة مصدرة للنفط، كما لها تأثيرها الكبير على الدول العربية كونها اكبر دولة راعية للإرهاب، لا أردي كيف يفكر هؤلاء الناس فالعمق العربي والوطنية عندهم لا يتعدى اكثر من حبر على ورق، كل الشعوب العربية ودمائهم حلال ما عدا دمائهم وانفسهم، كأنهم أخذوا صك الافضلية في الحياة من الله سبحانه وتعالى، ان السياسية التي تتخذها الحكومة السعودية والقطرية واعلامهم المسيس ضد الشعوب العربية وحكوماتها غريب جدا، فهو لا يكاد يسلط الضور على ما يدور في بيوتهم بقدر ما يسترقون النظر من شبابيك دعرهم لإشعال النار خلسة بأيدي ما يسمونه المعارضة صاحبة الضمير المقبوض ثمنه، كما أستغرب الألفة القائمة بين السعودية وقطر تلك الدويلة التي يدافع ملكها ورئيس وزرائها عن الشعب السوري المضطهد وغيره من الشعوب، ناسيا انه أول من قام بالاعتداء والاضطهاد هو وحاشيته ممتهناً على حقوق والده الذي ما ان ترك قطر حتى استولى على حكمه والانفراد به، ولولا تتدخل الثانية لكان والده يستجدي اللقمة وأصبح في خبر كان، كما ان زوجة ما يسمى بملك قطر قد أزاحت ولديه اللذان سيتوليان الحكم من بعده، بعد أن أدعت على الابن الاكبر بالجنون والاخر بالتطرف الديني، ثم أرغمتهم على البقاء تحت الاقامة الجبرية، ان سلطة هذه المرأة سلبت حياة الملك بعد فضيحته بالمغرب دون الدخول بتفاصيلها اوقعته في شر اعماله، فبات لا يرفض طلبا لها، وبما انها من محبي التغيير دخلت في معترك التطلع الى التعاون مع الشيطان حتى تظهر قطر بأنها دولة ذات قيمة مع العلم انها ان حضرت لا تعد وإن غابت لا تفتقد، إلا في اجتماع التعاون الخليجي، لقد ضاعت هيبتها منذ تمرد الابن الضال على والده، ولا ينسى من هو مطلع على الامور الصفعة التي تلقاها رئيس وزراء قطر على وجهه من السفير الروسي في اجتماع الامم المتحدة حيت جعله يرجع الى حجمه الحقيقي، ان التعاون الاسرائيلي جعلها في محاولة الظهور بقيادة الدور العربي حسب مشروع ما يسمى الربيع العربي، فكانت الواجهة حيث صَدّق اخ صاحبة الجلالة أنه ند، والذي لعب الدور جيدا وهو يرتع في حضن اسياده الإسرائيليين، الذين خططوا له في ظلمة ليل الدور له، وإلا من يتذكر قطر في أي يوم أنها تلعب اي دور يمكن ان يعلي من شأنها، كما لا يخفى على الحكومة السعودية محاولة قطر سحب البساط من تحت قدميها خليجيا وعربيا هذا ما تفعله بعلم الثانية، ان تحركات الحكومة القطرية وترك اثارها في ليبيا واليمن ومصر وغيرها من الدول العربية باتت واضحة للمواطن العربي، ان دورها يكمن في تقسيم الوطن العربي علها في يوم تكون متربعة على اول القائمة كشرطي لهم، وسؤال ما هَم قطر بالشعب السوري؟ او أي شعب عربي؟ ولو نظرنا الى الاعلام عبر ما يسمونه الجزيرة لوجدنا انها تخطط لافتعال ازمة أو خراب وتزيد من اشتعال الخلاف وتحوله فتيل حرب، في أي من الدول العربية والاسلامية ما عدا بلدها والخليج العربي وإلا اين هي من البحرين وممارسة الاضطهاد على الشعب البحريني وكذلك السعودي ...لم تحاول ابدا ان تقوم بالعمل الاعلامي الحقيقي والنزيه واظهاره بشكل واقعي كونها وسيلة اعلامية ذات سلطة يمكنها ان تعمل على رأب الكثير واصلاح ذات البين، ومن عدم الانتشار على خراب واوجاع الشعوب العربية، و لعل التصريح الاخير للإعلام السعودي والقطري بشنهم هجمة بألفاظ سوقية لا تتعدى التربية التي تربوا عليها في كنف الحضن الصهيوني محاولين ذر الملح في شكل طائفي باستخدام اتهام الهاشمي كونه مطلوب قضائيا كإرهابي وهو من الطائفة السنية، مع العلم يجب النظر أولا على انه عراقي بالدرجة الاساس وكونه كذلك لا يعني ان له الحق إذا كان سنيا او شيعيا او من أي ملة او طائفة ان يستحل الدم الانسان ليس فقط العراقي لمجرد ان له وجهة نظر في الحكومة هذه او تلك او الرغبة في دفة الحكم، وإذا كان فعلا ليس له يد في أي من الجرائم التي ارتكبت لماذا اختبئ كالمطلوبين للعدالة في بيوت كانت في يوم تعمل مثله بحق الشعب العراقي كما ان الاكراد؟ وهذا لا يخفى على اي عراقي إن لهم اليد الطولى في قتل المواطن العراقي، ذلك من خلال نكران استحقاقه الادمي والعمل على دعم الفرد العراقي الكردي واتخاذه كواجهة لأطماع سياسية للبرزاني، ولو يقف المواطن العراقي كردي او عربي او من اي طائفة اخرى اين كان البرزاني في الامس، أليس كان مصافحا يد الطاغية التي ازيحت بيد الامريكان ولولاهم لما تشدقوا وبنوا قصورهم على شهداء حلبجة والشهداء العراقيين، اقولها للأمانة كل الساسة هم اصحاب مصالح وما عاد على العراقيين من ارتقائهم السلطة سوى الخراب نتيجة المحاصصة التي وضعت أساسا لهم من قبل بريمر، وحتى لا نخرج عن الموضوع اقول ما يقوله المالكي، عجيب امر هاتين الدولتين اللتان تحاول تسليح المعارضة ونشر القتل والدمار والتخريب دون اللجوء الى طاولة الحوار ونسوا ان الدعوة للحوار هي اول ما دعى لها الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فدم الانسان البريء هو عبء تقيل من يتحمله او يتحمل عزاء أهله وعشيرته، ان صحف الشرق الاوسط التابعة لآل سعود او الوطن او الرياض، وصحيفة الشرق القطرية كان اجدى لها ان تعمل على تهدئة الوضع وعدم تأجيجه وانتقاد من عملت بخلسة لكسب ثقته في الامس القريب لنيل مرادها، ان الشعب العراقي شعب سمح بطبعة يتناسى الكثير من الاخطاء فقط لكي تسير القافلة العربية رغم نباح البعض من .....، كون كل قافلة لابد لها من ...، وهذا يعني ان القافلة عليها عيون واطماع، إن قمة بغداد التي جاءت في وقت فيه العراق يشهد من يتبضع بمطالبه حضورا للمؤتمر كمساومة لم تفتأ الحكومة العراقية من تلبيتها له على حساب المواطن العراقي، فقط لرأب الصدع والعودة الى الحضن العربي، ورغم قلة البلدان الحاضرة إلا ان من حضر ترك بصمة ايجابية انه حاضر في كل الازمات وأثمن جدا موقف أمير دولة الكويت الذي حضر وإن كان فقط لأثبات حسن النية فهذه الدولة حملت موقف كل انسان عربي قبل ان يكون كويتي أن العربي بطبعه انسان متسامح يمثل بتصرفه ان القوة هي العفو رغم ان الشعب العراقي لا يمكن ان يتحمل اخطاء وذنوب من يحكموه، وهذا ما يمكن ان يلمسه اي صاحب سلطة او نفوذ، والقمة نجحت حسب ما خطط لها وإن كان سياسيا او اعلاميا فهو خزين للدولة برغم ظروفها استطاعت جمع الشمل العربي، قد لا يكون بالطموح المطلوب إلا ان رجوع العراق للصف العرابي ضروري جدا للمستقبل، وكون رئيس الوزراء العراقي يطلب عدم التدخل الخارجي وعدم تسليح المعارضة، فهذا حقن لدماء الشعب السوري العربي، بغض النظر عن اخطاء الدولة، الاصلاح ممكن فيما إذا اخذ الوقت وضمن شروط تعمل على تهيئة البيئة والمناخ اللازم لها، فبدلا من اراقة المزيد من الدماء، نعمل على لملمة جراح الجسد العربي، فكل سلطة في اي دولة لها اخطاء فادحة لا تعود على شعوبها إلا بالخراب، وإلا اي من الدول العربية حدث فيها ما يسمى الربيع العربي استقرت، فمصر لا زالت بين الاخوان والسلفيين ورجالات السلطة السابقة ينشرون غسيل بعضهم البعض اعلاميا والقوة الشبابية التي أنجحت الثورة همشت، كذلك ليبيا كذلك اليمن كذلك الخ ....، نحن بحاجة الى ان نفعل الجهود العربية كل الجهود بجدية لرتق الوجع السوري،واذا كان لدينا نوايا في انقاذ الشعب السوري، فلتعمل كل الدول الداعية لتمزيق سوريا في بنائه ومساعدة الشعب السوري في وضع حلول سلمية، يتنفس فيها الطفل والشاب والاب والام من ابناءهم الصعداء والعمل على إعادة بنيته التحتية، ان الحملة التي شنت على دولة رئيس الوزراء العراقي مجحفة وجهل ما بعده جهل، فكونه يطالب بالحلول السلمية لفك ازمة الشعب السوري ومن خلال قرارات الجامعة العربية التي وافقت عليها قطر والسعودية، لا يعطيهم الحق بقلة الادب والاساءة الى من يمثل كل العراقيين، فالاساءة اصابت كل عراقي شريف يرفض عملاء الكلمة ان يتبجحوا على من هم أشرف منهم، كما ان العراق ليس قنطرة كما كانت السعودية حين تمرر ارهابيها او الدعم لمن سولت لهم نفسهم ان يقتلوا ابناء جلدتهم بدعوة الاسلام والانتقام لمستفيدي النظام السابق، ان العراق ورغم كل الجراحات والفتنة والطائفية والمحاصصة استطاع ان يثبت اقدامه على الارض برسوخ، وكون العراق من الدول العربية الاسلامية والشيعية بالذات هو محارب، ففكرة ان تكون حكومتان شيعيتان في منطقة واحدة يعود بالتأثير السلبي على دول بها من الشيعة الكثير وخوفا من فكرة الشيعة ووصولهم الحكم اربك وأفزع من يدرك ان التغيير سيصله لا محالة في حالة عدم ارتكازه الى الموازنة والاعتدال فالشيعة ليسوا اناس جاؤوا من القمر او من ارض لا دين فيها، ان الطقوس أيا كانت هي ملك للإنسان وما يعتنق من مذهب، ويجب علينا ان لا ندع الدين او المذهب هو الشماعة التي يجب ان نحملها اخطاء افكار من استنسخوا الرسالة المحمدية اجندات ومشاريع دموية، بلباس عربي يختفي تحته المشروع الصهيوني، ان الموقف العراقي ورغم ما يعيشه من معاناة مع الساسة العراقيين الذي ما ان فرغت جيوبهم من فائدة المحاصصة حتى كشروا عن انيابهم والوجه الحقيقي لهم، عمودا الى عض اليد التي امتدت لهم، ان مسألة الهاشمي وقضيته التي يجب تأخذ المسار الصحيح لها في مواجهته للقضاء العراقي ورد التهم المنسوبة اليه هو خير دليل على براءته وعدم تلطيخ يديه بدم الابرياء من الشعب العراقي، كما ان الجميع يعلم ان زيارته لقطر هو مرسومة ومخطط لها من قبل حارث الضاري وكمرسال صالح المطلك بتدخل البرزاني ايضا، وهذا واضح فاستجداء المطلك بطلب النجدة للهاشمي ودعوته بالاسم الذي يحمله كنائب رئيس الجمهورية هو الدرع الذي سافر به مع علم البارزاني وحكومته التي سهلت له ذلك كونها فقدت المصلحة مع حكومة المالكي، فسهلت الامر الذي دبر في ليل وهذا ليس بعيد عن الاكراد فقبله عدنان الدليمي المطلوب بمئة وخمسين تهمة سافر ايضا بمساعدة الطلباني.. كما أن موقف المالكي من سوريا والمطالبة بالحل السلمي هو موقف لحقن دماء الشعب السوري، والذي دخل اليه الارهاب عبر دول مثل السعودية وقطر التي ترعى سفك الدماء خدمة لأغراض صهيونية، تلك التي لها اطماع بعد سوريا في لبنان و القصد حركة حزب الله ومن ثم ايران رغم تحفظاتي على مواقفها وتدخلها في الشأن العراقي، كان على قطر والسعودية واعلامهم ان يسعوا في لملمة جراح الشعب السوري ولا ينسى حكامهم فبالأمس كانت الايدي السعودية والقطرية والسورية متصافحة في المصالح المشتركة، ترى ما الذي غير كل ذلك، وعلى العراق وحكومة العراق ان تعمل بالجهد الجهيد على تثبيت مواقفها من تلك الدولتين اللتين تتشدقان بنفوذهما الصهيوني على الدول العربية، وعلى الاعلام السعودي أن يستحي من نفسه بالتبجح بانهم قد ارسلوا للمشاركة في القمة العربية برسالة من منخفضي المستوى فإن دل ذلك على شيء فيدل على ما تمتلكه الحكومة السعودية من كوادر واطئة ضحلة المستوى متخلفة بسطت يدها العرجاء على الحكم بضغوط عائلة منفردة في الحكم رغم صراخات الكثير من الشعب السعودي، كذلك قطر تلك الدولة التي انخفض منها مستوى الادب حتى باتت لا تملك سوى مسئولين قليلي الادب لترسلهم ليمثلوهم بخسة، ومع ذلك استقبلهم العراق بأجواء رحبه علهم يشعرون انهم بشر وأناس يمكن ان يرتقوا ادبيا واخلاقيا ورفع مستوى انخفاضهم الضحل متى ما رافقوا النخبة من الاقوام والوفود المشاركة في قمة بغداد.

 

بقلم/ عبد الجبار الحمدي 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2081 الخميس 05 / 04 / 2012)


في المثقف اليوم