أقلام حرة

الاخوان والعسكرى يقودان الثورة المضادة / حسام الحداد

نجد شعارهـم الرئيـسـى (الشعب يريد اسقاط النظام) وكان هذا الشعار هو الملهم للثوار وهدفهم الأسمى .. رغم تخلى اهم القوى السياسيه المنظمة عنهم فى اول ثلاثة ايام – الوفد والتجمع والناصرى والاخوان المسلمين وكان دور السلف ان ينشروا دعوتهم بأن الخروج على الحاكم حرام شرعاً – فلم تنحاز اى من هذه القوى لثورة الشباب المنادية باِسقاط النظام اِلا بعد يوم 28 يناير2011 بعد انسحاب الشرطه من الشارع وحريق اقسام الشرطه .. الخ الأحداث التى نعلمها جميعاً فتغير موقف القوى السياسية واعلنت هذه القوى انحيازها الكامل للثوره وسرعان ما تمت دعوة هذه القوى الى اجتماع طارئ مع شخصيات سيادية ومن بينها الفريق سامى عنان رئيس الاركان العائد من امريكا عقب الاحداث واللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة وانسحبت بعض القوى ورفضت بعض القوى هذا الاجتماع اِلا ان الفصيل الذى وافق على الاجتماع هو " الاخوان المسلمين " وبعد "الشعب يريد اسقاط النظام " الى " الشعب يريد اسقاط الرئيس " وشتان الفارق بين الشعارين ولم ينتبه احد وقتها لماذا يهتف الاخوان فى الشارع "الشعب يريد اسقاط الرئيس " بدلاً من الشعار الاول . واتضع السيناريو فيما بعد فى اول احتكاك حقيقى لفاعليات الثورة المضادة بأن تم الاستفتاء على مجموع التعديلات الدستورية التى نادى بها مبارك قبل التنحى وشكلت اللجنه (لجنة التعديلات الدستورية) بقرار من المجلس الاعلى الشريك الرئيسى فى قيادة المرحله الانتقالية وبرئاسة المستشار طارق البشرى والمعروف بميوله الاخوانيه وعضوية المحامى الاخوانى صبحى صالح والمستشار بجاتو . وكان هذا بمثابة اعلان رسمى بأن دستور 71 حى يرزق وايضاً اعلان رسمى بموت الثورة فالثورة لم تستطيع اسقاط النظام بدليل وجود اركان النظام جميعاً وقد قامت غزوة الصناديق وانتصرت الثورة المضادة ثم قام المجلس الاعلى بالأعلان الدستورى ليؤكد على قيادته للمرحلة دون منازع وانه يسيطر على جميع كروت اللعب وهو المحرك الاول والرئيس لما يحدث على ارض الوطن وقد اختار هذا اللاعب بعض المعاونين له كى تصل قراراته واوامره للشارع دون معارضه ووقع الاختيار على الاخوان المسلمين اصحاب الخبره السياسية والشعبيه فى الشارع وكان لابد من وجود لاعب اخر لأستخدامه وقت الضروره فى وجه الاخوان الا وهو التيار السلفى، فتم مغازلة هذا التيار بأستخدام محمد حسان فى حل مشاكل الفتنه الطائفيه الذى صنعها النظام وتمت السيطره على التيار السلفى ومن هنا تمت السيطره على الشارع بقيادة الاخوان والسلف . فهم اللذين يواجهون الثوار بدلاً من الشرطه او الجيش وهذا اتضح جالياً فى وقوف ميلشيات اخوانية فى وجه المتظاهريين امام مجلس الشعب بحجة حماية" المجلس" ثم التستر على جرائم العسكرى فى الشارع بداية من مسرح البالون مروراً بماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء واخرها جرائم انتهاك الاعراض بالكشف على العذرية ومره اخرى بتعرية نساء مصر فى الشارع تحت سمع وبصر التيار المتأسلم الجناح السياسى للثورة المضادة .

قد نجح الاخوان والسلف والعسكرى فى اخماد الثورة التى تعد من اهم واقوى الثورات خلال قرنً من الزمان، تم اخماد الثورة واجهاضها لصالح النظام هذا النظام الذى يدار من البيت الابيض مباشرة بغض النظر عن مسلسل المعونة والجمعيات الاهلية والتمويلات هذا السيناريو الهابط الذى حاول مؤلفه شغل الرأى العام بعض الشئ وان يعطى البرلمان فرصةً للأنشغال عن مناقشة مشروعات وقوانين فى صالح تحقيق العدالة الاجتماعية .

و السؤال الذى يدور فى اذهاننا الان هل هناك بديل عن هذا السيناريو لدى الثوار او جماعات الضغط السياسى او تلك الاحزاب التى تشكلت من رحم الثورة . ام ان هذه الاحزاب وجماعات الضغط ليس لها امتداد طبيعى فى الشارع المصرى ؟

 

حــسام الحـداد - منسق اتحاد عاطلين مصر.

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد 2084 : الاحد 8 / 04 / 2012 )

 

في المثقف اليوم