أقلام حرة

حرب المخدات في بغداد في 27/4 / امين يونس

.. ألا وهي "حرب الوسائد" أو المخدات ! . وهو يومٌ يقوم فيه الناس بِضرب بعضهم البعض، بوسائد محشوة بالريش الناعم او القطن، في ساحةٍ او مكان مُخّصص و مُهَيأ مُسبَقاً .. هذا التقليد، بدأ على الأغلب في المدينة الالمانية فرانكفورت .. ثم إنتشرَفي الكثير من المدن الاخرى وإمتد الى اسبانيا وفرنسا ووصل الصين .. وفي كُل عام تزداد المدن التي تُشارك في هذه الفعالية المَرِحة !. ان المغزى من هذه [الحرب] الجميلة ثلاثة أشياء رئيسية : الأول هو الترويح عن النفس، والتخّلُص من الغضب والإحباط المتراكم جراء متطلبات الحياة اليومية ومُعالجة الضغوطات عبرَ صَرف الطاقة السلبية .. الثاني، هو العودة لسويعاتٍ الى مرحلة الطفولة البريئة وممارسة الشقاوة غير المؤذية .. والثالث، هو إدانة الحروب الفعلية المُجرمة، التي تقتل البشر وتُدّمِر البيئة وتقضي على الحياة، من خلال الدعوة الى حَل الصراعات والمنافسات، بطُرقٍ مَرِحة تُوّلِد البَسمة والفرح ولا تؤذي أحداً !. حربٌ يتطايرُ فيها الريش ونُتَف القطن المتناثر في كُل مكان .. بدلاً من الرصاص والقنابل ... حربٌ يستطيع بضعة عُمال في البلدية، من إزالة " آثارها " في سويعاتٍ قليلة .

قد يكون الألمان أو أي شعبٍ آخر .. بحاجةٍ الى يومٍ يقومون فيهِ بِشَنِ حرب الوسائد او المخدات، ضد بعضهم البعض .. للراحة والمرح والضحك ... لكننا نحن العراقيين بالذات، بأمَس الحاجة الى هكذا مُناسبة .. فليسَ هنالك شعبٌ اُبْتلى بالحروب المتعاقبة والعنف الأهوج والقتل المجاني على مدى الخمسين سنة الماضية، مثل الشعب العراقي ... فما أحوجنا الى الراحة، الى الفرح والمرح وتَحّمُل الآخر المُختَلِف، واللجوء الى حَل المشاكل، عن طريق الحوار والتفاهُم ..

أدعو الى تحديد يومٍ حرب " مخدات عراقي "، ويكون قريباً، وعلى سبيل المثال، في أحد أيام الشهر الحالي وأقترح ان يكون في آخر جمعة من نيسان في كُل عام  .. وليَكُن مُختلفاً، عن حروب الوسائد في العالم .. ففي المدن الاوروبية، يقوم الناس العاديون بإحياء هذا التقليد الجميل .. أما هُنا .. فأدعو جميع قادة الكُتل السياسية من الصَف الأول والثاني والثالث، وإعضاء مجلس النواب والوزراء ...الخ، الى الإشتراك في هذه الحرب ! .. ولكي لايقوم هؤلاء، بالتحايل وجلب مخدات رُبما تكون محشوة بالحجارة او أشياء ثقيلة، تؤدي الى الأذى .. فيجب ان تكون هنالك لجنة مُشرفة على الفعالية، تقوم بتوفير مخدات مُناسبة وتوزعها على المتحاربين !.

كَم سيكون منظراً جميلاً، عندما يضرب " أياد علاوي " بمخدته القطنية، " نوري المالكي "، على اُم رأسهِ، ويُفّرِغ سخطه وغضبه عليهِ ؟! .. وسيكون رائعاً عندما ترى " يونادم كنا " يضرب " جلال الدين الصغير " .. أو " آشتي هورامي " وهو يتهيأ للإنقضاض على " حسين الشهرستاني " وينثر الريش حواليه ! ... وستكون فرصة ذهبية ل " عارف طيفور " الطويل القامة، لينتقم من " حسين الأسدي " ! .. وسيكون منظراً مُبهجاً، عندما يتواجه " أمين فرحان جيجو " مع " عّمار الحكيم " !.. او " صالح المطلك " مع " بهاء الأعرجي " !.

صّدقوني .. ان حرب المخدات العراقية، إذا جرتْ حسبَ إقتراحي إعلاه .. فأنها ستحل الكثير من المشاكل والمعوقات التي نعاني منها اليوم .. وسَتُقّرِب السياسيين من بعضهم، وسيعم الفرح والمرح بين اوساط الشعب .. فلا تخذلوني، وإحضروا الى ساحة الفردوس في بغداد، في العاشرة صباحاً من يوم الجمعة 27/4 .. للتفرج على القادة السياسيين، وهُم يُصّفون حساباتهم مع بعضهم البعض، من خلال حرب الوسائد القطنية ومخدات الريش ! .

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2086 الثلاثاء 10 / 04 / 2012)

في المثقف اليوم