أقلام حرة

الأمريكي .. الصديق المُحايِد / امين يونس

العراقيين كانوا أحدهم شيعي والآخر سنّي والثالث كُردي.. عثروا معاً على مصباح علاء الدين السحري.. فخرج الماردُ وقال: سألبي اُمنيةً واحدة لكُلٍ منكم. فسارعَ الشيعي: اُريد ان تقضي على السُنةِ والكُرد في العراق.. أجابَ المارد الساحر: سوفَ أفعل !. جاء الدَور على السُني، فقال: اُريدك ان تمحو الشيعة والكُرد. أجابَ المارد: سمعا وطاعة !. الكردي قال: حبذا لو تزيل السُنة والشيعة العرب. المارد: لكَ ذلك. أخيراً وصلَ الدَور الى الامريكي، الذي قال: أيها المارد.. لا اريد ان أثقل عليك وليس عندي أية مطاليب، فقط أطلب منك ان تحرص على تنفيذ اُمنيات أصدقائي الثلاثة هؤلاء !! ".

وضعنا في العراق اليوم، شبيهٌ الى حدٍ ما، بما جاءَ اعلاه.. فكما يبدو، فأن قادة العملية السياسية، قد طلبوا اُمنياتهم، والماردُ يُنّفِذ فقط بدون تمحيصٍ ولا تفكير، والامريكي الخبيث، يّدعي الحياد وصداقة الجميع، وهو في الخفاء الذي يُحّرك المارد.. بل هو المارد نفسه، حين تكون جهودنا نحن العراقيين، تتركز على تدمير بعضنا البعض !.

طبعاً.. لاأقول، ان " جميع " قادة العملية السياسية الجارية في العراق، هُم على هذه الشاكلة وعلى هذه الدرجة من الخزي والعار، فهنالك القليل من العقلاء المُنصفين وهنالك بعض المُعتدلين أيضاً، لكن أحياناً، تكون الأصوات المتطرفة النشاز، هي العالية والمسموعة للأسف.. ومن ناحية اُخرى، ليستْ الولايات المتحدة الامريكية، فقط، هي التي تمادتْ وتتمادى في العبث بمقدرات العراق، وطناً وشعباً وإقتصاداً...الخ، بل هنالك ايران وتركيا والكويت والسعودية وقطر وسوريا والاردن وغيرها، لم تتوانى في أذية العراق وإضعافه وتمزيقه.. ليسَ إعتباراً من 2003، بل كانتْ تفعل ذلك قبل ذاك التأريخ.. كُلما سنحتْ لها الفُرَص !.

فهذه إيران، التي تؤذي " الشعب " العراقي عموماً بمختلف الوسائل، إنتقاماً للحرب التي خاضها النظام الصدامي ضد إيران، تلك الحرب التي ليسَ للشعب العراقي فيها ناقة ولا جَمل !.. وهذه الكويت التي تنتقم من " الشعب " العراقي، لإحتلال النظام الصدامي للكويت قبل أكثر من عشرين سنة، ذلك الإحتلال الذي كان الشعب العراقي ضِده في الأساس. السعودية وقطر لاتريدان للعراق ان يتعافى بأي ثمن، فهما تعتقدان ان نهضة العراق الجديد، ستكون سبباً في تهميشهما !.. الاردن التي تعودت على حَلب ضرع العراق، مازالت تمارس الإبتزاز للحصول على مكاسب لاتستحقها !.. اما سوريا، فتحتل بإعتقادي، بعد الولايات المتحدة الامريكية المُحتلة، المركز الثاني مُناصفةً مع إيران.. في تدميرهما للعراق أمنياً وسياسياً.. وتركيا الخبيثة أيضاً، إستعمرتْ الكثير من أجزاء العراق " إقتصاديا "، وان النهوض المتسارع للإقتصاد التركي، بدأ في الحقيقة منذ 2003.. وعلى حساب الشعب العراقي.. وأتاح ذلك لتركيا، المجال واسعاً، للتدخل في الشأن السياسي العراقي !.

كُل هذه الدول المُتربصة، بالعراق الجديد.. سواء منها الدائرة في فلك الولايات المتحدة الامريكية، مثل السعودية وتركيا والكويت وقطر والاردن.. او إيران وسوريا.. كُلها وعلى رأسها امريكا.. لم تكن لتستطيع ان تفعل شيئاً... لولا كوننا نحن العراقيين، نُوّفِر لهم الأرضية المناسبة للتحرك عليها.. لولا " تمنياتنا " لتدمير بعض البعض.. كما جاء في النكتة أعلاه.

...................................

فَما دُمنا نتناحَر، ويريد بعضنا القضاء على الآخر.. ويعمل قسمٌ مِنّا على نفي القسم الآخر وتطهير المناطق عرقيا ومذهبياً... ما دُمنا سُذَجاً الى هذا الحَد... فأن الخبثاء المتمثلين بأمريكا وأذيالها.. يَدّعون البراءة والحِياد وصداقة الشعوب وحقوق الانسان.. ولا يطلبون من [ المارد ] شيئاً... سوى تنفيذ اُمنياتنا المجنونة !.

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2087 الاربعاء 11 / 04 / 2012)

في المثقف اليوم