تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

جنجلوتية أبو النواعير النجفية.! .. الذي يهجو مدن وعشائر العراق ليس بعراقي

المركزة الى عشائر العراق العربية الاصيلة.ورابط المقالة هو:

 http://www.burathanews.net/news_article_76821.html

 بدءا نؤكد انه يحق لابي النواعير النجفي ان يفتخر ويزهو ويزامط بمدينته وعشيرته وبلدته ويتغنى بما فيها. وله كذلك ان يقلب شينها زينها وان يتصانع الامجاد والبطولات وغيرها شرط ان لا يتعدى حدوده ويهجو الاخرين من مدن وعشائر ويتجاسر على الحيثيات.

 لنا ولابي النواعير ان نمتدح مدننا، ونلهج ليل نهار باجدادنا ومشايخنا وحتى برعاة اغنامنا او اراذل قومنا. رغم ان منطق الدين يغاير هذا الاتجاه. وكذا منطق الوطنية ونظرته النبيلة في تبجيل كل تراب الوطن. لكن ان نسلب حقوق الغير ونهضمهم مجدهم وتراثهم ونصادره لنضعه في سلة اجدادنا وسلفنا،! فهذا ما يؤسفنا ان وجدناه منشورا في موقع اسلامي يرفع هدفية دينية ورسالة وطنية كموقع براثا الاغر. ولا اجد مبررا لنشر مثل هذه التخرصات القاذعة والرخيصة التي لم نفهم منها سوى ارادة ابي النواعير للتمظهر بالفوقية وابداء نظرة دونية للغير. وهي تكفي لمقاضاة ابي النواعير وملاحقته قانونيا.

 رغم اننا نترفع عن الخوض في ذكر فضائل قومية وعشائرية ومناطقية ان لم ينضو تحت مصالح الدين والوطن والانسان العراقي ورفع مظلومية عنه، كما في بحثنا عن مدينة الكاظمية وتراثها واصالتها ومواقفها التأريخية الخالدة ضد طغيان الزمن الاغبر. مع كل هذا سنجاري ابي النواعير في مقالته (سيئة الصيت) ونناقشه لالزامه حجية الحقيقة.

 لا اعتقد ان ابا النواعير يخالف بديهة ان لا فضل لنجفي على غيره الا بالدين والوطنية او كما يؤكد الحديث النبوي الشريف "الا بالتقوى". وكذا قول امامنا الصادق عليه السلام: (مَنْ ملك نفسه إذا رَغِب، وإذا رَهِب، وإذا اشتهى، وإذا غَضِب، وإذا رَضِي، حرَّم الله جسده على النار).

 ومن هنا فان تحامل ابي النواعير على جهة سياسية ما او اجتماعية او حتى عمله لصالح فئة معينة فكل ذلك لا يبرر له تغطية ما خلا النجف بالغطاء الاسود.! فذلك نهج الجلواز وهو الشرطي الذي يذهب نشيطا ويجيء سريعا الى جهته وسيده او من يتملق له. وهو بمعنى من معاني اللهجة العراقية (اللوكي) الذي لا يحسن العيش الا بهذه الوسيلة لاجل كسب درهم او جاه او درجة. والجلواز بهذه الصيغة مفرد جلاوزة. وقد عانى العراقيون من الجلاوزة على مر الدهور. واظن ان ابا النواعير ينأى بعيدا عن هذا النهج لكنه اقترف خطأ واثما مبينا في كتابته.

 فلنتأمل هذه الملاحظة التي اختتم ابو النواعير  جنجلوتيته النجفاوية بها: [ملاحظة... لم أقصد في كلامي أن كل أهل النجف الاصليين هم ملائكة، ولم اقصد ان الغير نجفيين كلهم شرور ومواقف مخزية، فلكل محافظة من محافظات العراق تاريخها ورجالها المخلصين ومواقفها المشرفة، ولكني تناولت الموضوع من جهة تاريخية دينية وبتوصيف الاعم الاغلب] انتهى نصاًُ. وكم هو جميل فيما لو توقف عنده ابو النواعير.

 هنا اقول: ماذا ابقى ابو النواعير لغير النجفيين من تاريخ ومواقف حين أمرر القارئ على فقرات جنجلوتيته التي نشرها في براثا؟ بعد ان ابين له وللقارئ ان فاتحة مقالة ابي النواعير تقول: [النجف كانت ولا تزال تمارس نوعا من الحكم الذاتي سواء في المجال الاداري أم في المجال الاجتماعي]انتهى. فهي عبارة تضحك وتبكي في ان واحد لان العراق من اقصاه الى ادناه كان في قبضة جلاوزة العفالقة والصداميين الذين عاثوا في العراق خرابا. فاي حكم ذاتي مارسه النجفيون الى يوم سقوط هبل العراق ونظامه المقبور؟

 ويردف السيد ابو النواعير [فيما كان العراق يسبح في ظلمات الجهل، وتسيطر عليه العادات والتقاليد العشائرية البالية]انتهى. واظن ان سرقة حتى نفائس خزانة المرقد الطاهر لامير المؤمنين عليه السلام فيما بعد انتفاضة شعبان1991 والوصول بالنفائس والمخطوطات الى ايران ودول الجوار الاخرى لاكبر ادانة وفضيحة لدعاة حماية العتبة وابناء مدينة المرقد الطاهر.! فيفترض حسب منطوق مقالة ابي النواعير النجفي انه يتركز الحكم الذاتي اكثر بعد الانتفاضة وانفلات زمام الامور من يد نظام صدام الجريمة وتكون حماية المدينة وتراثها ومراقدها بيد اهلها.!

 والان اضع ابناء العراق امام هذه العبارة المجحفة بحق العراقيين: [على الرغم من تأصل الوعي الجاهلي العشائري في عقلية العموم الاغلب من الشعب العراقي، الا أن مدينة النجف الاشرف كانت منسلخة من ظلماوية العادات والتقاليد العشائرية العراقية، بحكم تواجد مدرسة اهل البيت فيها]انتهى.

 ونسأل ابا النواعير: من الذي فجر ثورات وانتفاضات خلدها التاريخ كثورة العشرين وانتفاضة صفر ورجب وشعبان، وحركات سياسية وفكرية؟ ومن قاد حركات التحرر من الاقطاع والتبعية للاجنبي؟ او لم تكن هي عشائر الوسط وجنوب العراق؟ وكذلك عشائر غرب وشرق العراق التي انضوت تحت لواء المرجعية الدينية؟ هذا فيما انت تتكلم عن الحالة العشائرية العربية، والا فالاكراد والتركمان لهم تأريخهم ومجدهم ايضا في التحرر والكفاح والدفاع عن قيمهم ايضا.

 ان حصر السيد ابي النواعير مدرسة اهل البيت عليهم السلام في مدينة النجف الاشرف لظلم كبير لبقية المدن التي سبقت النجف في حاضرة تراث اهل البيت عليهم السلام. فالنجف حديثة عهد بالنسبة لتأسيس الحوزات العلمية التي يعنيها ابو النواعير، فالحلة وكربلاء والكاظمية اقدم بكثير من ناحية التطور الحضاري والفكري والديني وانشاء الحوزة الدينية فيها. وله ان يراجع تاريخ العلماء الاعلام من مراجع التشيع في هذا الخصوص.

 نعم ان النجف وباعتبار مرقد امير المؤمنين عليه السلام عدت بقعة مقدسة لدفن الاموات واشتهر على الاغلب الاعم اهلها كدفانين اموات وحفارين للقبور. ولا اعني بهذا اي تقليل لشأنية الدفان او حفار القبور فهي مهنة اولا ومطلوبة ثانيا وفيها ثواب عظيم ثالثا.

 واما قولك ان النجف هي [المؤسس الحقيقي للمنابر الحسينية]، فهذه لصلصة مفضوحة لان المنابر الحسينية بدأت من ايام ملحمة كربلاء الخالدة فشهت مدينة الكوفة ولم تكن هناك نجف بعد. وانا لا اتكلم عن وجود المرد الطاهر بل عن حاضرة تسمى اليوم النجف. وكذلك في الشام والمدينة المنورة وثم حتى في تأريخ العراق فان المنبر الحسيني كان ينتشر صيته ويتعدد مكانه بفضل وجود المرجعية وارسالها المبلغين والوكلاء في كل مدن العراق الشيعية ولم تكن هناك نجف كما هي اليوم بعد. 

 تؤلمني حقا عبارتك:[.. في المجتمع النجفي حالة اشبه ما تكون بالعقل الجمعي المتفاني في خدمة قضية معينة ومبدا معين... أن الذي يزور النجف في تلكم الايام، يلمس وبوضوح الولاء المطلق لمدينة النجف لدى أهلها، وبحكم العوامل التي ذكرت أعلاه كان الشخص النجفي يتميز بتعنصر وولاء وحب لمدينة أمير المؤمنين وحب لعاداتها وتقاليدها الاسلامية الولائية الخالصه وبشكل يميزه عن بقية محافظات العراق] انتهى

 كيف اذن قتلت رموز المرجعية في النجف؟ ومن فتك بها؟ اين المرجع الصدر الاول وشقيقته بنت الهدى الفاضلة؟ ولم دفنا سرا؟ ومن اقام الافراح في النجف لمصرعهما؟ ثم كيف قتل المرجع الصدر الثاني وولداه واين؟ وكيف سمح هذا العقل الجمعي النجفي الموالي باغتيال المرجع الغروي واغتيال مراجع وابناء مراجع في النجف؟ وكيف اخذ آل المرجع الحكيم واعدموا كواكبا كواكبا؟ فما الذي ميز النجفي هنا عن غيره من مدن وعشائر العراق؟

 اما تخصيصك مقولة: [خلقت في مدينة النجف الاشرف تركيبة مجتمعية خاصة ترى فيها الاختلاف التام والكبير عن بقية مكونات الشعب العراقي من حيث احترام السنن الالهية ومن حيث العادات والتقاليد الاجتماعية، وحتى على الصعيد الوطني والسياسي كان لمدينة النجف وأهلها حسا ونباهة سياسية وأستشعار للخطر قد يسبقون به بقية فصائل المجتمع العراقي....كما حصل عندما استلم حزب البعث الحكم في العراق مطلع الستينات، ففيما كانت الكثير من محافظات العراق تنشد الاهازيج فرحا بزيارة البكر أو صدام كان النجفييون يقدومون خيرة رجالهم وعلمائهم قرابين مضحين من اجل ان لا يقوم في العراق حكم للبعث]انتهى. ولو يسمح الحال لاستخرجت روابط تفصح عن حالة الاستقبال الجماهيري المذهل في النجف لشخص الارعن صدام احصين التكريتي حينما زارها بعد اعدامه للشهيد الفذ اية الله العظمى السيد الصدر الاول وعشية الحرب العدوانية ضد ايران عام 1980.لك ان تبحث في اليوتيوب. كما اود ان انبهك الى ان ابناء النجف حالهم حال اخرين فيهم الطيب وفيهم الشرير. وفيهم النجيب وفيهم عكسه.

 اؤكد هنا انني لست ممن يرغب في التنكيل بمجتمع في مدينة من مدن العراق والطعن فيه، بقدر ما انني في معرض بيان ان غالبية ابناء الشعب وقعوا ضحية الهمجية العفلقية ومخططات الطغيان الصدامي الذي اجبرهم على التصفيق مقهورين لا راغبين. والعراقيون لا ينكرون دور المرجعية ودور المخلصين والوطنيين في مقارعة الظلم والحفاظ على ما تمكنوا من المحافظة عليه من امور الدين والوطن والوفاء لهما. وكل مدن العراق قدمت خيرة رجالها وعظمائها قرابين في هذا الطريق. ولا فضل لمدينة على اخرى ولا لعشيرة دون اخرى فكل ابناء العراق هم شعبنا وخير احدهم فخر لاجمعهم. رغم ان مدن كثيرة من العراق قدمت اضعافا مضاعفة من الشهداء على ما قدمته النجف فتلك البصرة بل هذه مدينة الدجيل على صغر مساحتها وهي كناحية صغيرة قدمت ما يفوق تعداد شهداء النجف وغير النجف. وان قادتنا وعلماؤنا في اي بقعة عراقية هم فخر العراق كله وان اية قطرة دم اهريقت من عراقي ظلما وعدوانا لهي عزيزة على كل عراقي أصيل.

ملبورن/ ربيع 2009

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1194 الاحد 11/10/2009)

 

في المثقف اليوم