أقلام حرة

الايزيديون يدندنون: معلّم على الصدعات قلبي /خدر خلات بحزاني

او حبه او كرهه او حماسه والى اخره من فصول الغناء، بينما الذي يدندن، فهو الذي يترنم مع نفسه بهمهمات قد لا تكون مفهومة حتى للقريبين منه.


وانني ارى ان الايزيديين يدندنون مع انفسهم الموال العراقي الشهير الذي يقول: «معلّم على الصدعات قلبي...» وهم يطالعون اسماء تشكيلة حكومة اربيل السابعة، بعد خلوها من اي شخصية ايزيدية...

الايزيديون الذين منعوا اسقاط الدستور الاتحادي في محافظة نينوى، بعد سقوطه في محافظتي صلاح الدين والانبار، والذي كان سقوطه سيدخل العراق في مازق حقيقي حينها، لان احدى فقرات الدستور كانت تشير الى ان سقوط الدستور في ثلاث محافظات يعني سقوطه نهائيا، اقول: ان الايزيديين ينظرون بخيبة امل الى تشكيلة حكومة اربيل السابعة التي تخلو من اي ايزيدي!..


الايزيديون الذين صوتوا بكثافة الى قوائم التحالف الكردستاني في مجمل الاستحقاقات الانتخابية البرلمانية العراقية والمحلية السابقة، والذين لديهم الان ستة نواب ضمن قائمة التحالف الكردستاني في مجلس النواب العراقي وثمانية اعضاء عن قائمة نينوى المتاخية في محافظة نينوى، مندهشون من عدم وجود وزير ايزيدي في تشكيلة حكومة الاقليم السابعة، علما ان عدد الكرد الايزيديين في محافظة نينوى يبلغ تقريبا نحو نصف مليون نسمة، وعدد الكرد المسلمين في نفس المحافظة يبلغ نفس الرقم تقريبا، لكن شتان ما بين ميول وتصويت الكرد الايزيديين وبين نظرائهم من الكرد المسلمين!.


لا اعتقد ان الايزيديين ارادوا وزيرا ايزيديا يعجل بتطبيق المادة 140 التي يروها حبل انقاذ من بئر ازدواجية الادارة والاهمال وسوء الخدمات وعودة مناطقهم لحضن الوطن الام كردستان، لانهم سيصوتون لذلك لاحقا، ولم يطالبوا بوزير ايزيدي ايمانا بمبدأ المحاصصة، بل انهم ارادوا ان يكون هناك وزير ايزيدي كاستحقاق لا يجوز التغافل عنه، ولانه هناك نحو

مليون ايزيدي في داخل الاقليم وخارجه وعيونهم ترنو الى حكومة اربيل وتدعوها لتفقد كل اطراف ومكونات الوطن..


الايزيديون الذين قدموا الاف التضحيات منذ انطلاق الحركة التحررية الكردستانية، يشعرون بخيبة امل مريرة، لانه ليس هناك اي وزير ايزيدي في حكومة الاقليم السابعة، ولكنهم ما زالوا يأملون ان يتم انصافهم عبر مناصب اخرى، مثل وكلاء وزراء او مدراء عامين.. ولا يجوز ان يبقى الكرد الايزيديون الاصلاء ان يغنوا «معلّم على الصدعات قلبي!!..»

كان من الرائع وجود وزير ايزيدي في منصب وزير الزراعة والموارد المائية في الكابينة السادسة، والذي نتباهى انه خدم كل اقليم كردستان بحكم كونه شخصية اكاديمية، وكان من الرائع ان غالبية حكومات اقليم كردستان السابقة لم تخلو من شخصية ايزيدية... لكن لابد من وضع اكثر من علامة استفهام امام غياب الايزيدية من حكومة اربيل السابعة...

ولابد من التذكير بانه في حال انضمام المناطق الايزيدية المشمولة بالمادة 140 من الدستور الاتحادي الى اقليم كردستان، فان الايزيديين سيشكلون نحو 13% من نفوس اقليم كردستان... وهذا رقم لا يستهان به ابدا، وبامكانه ان يفعل الكثير ويغيّر موازين القوى، خاصة عندما يقرر في اية سلة سيضع بيضه الثمين...

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2089 الجمعة 13 / 04 / 2012)


في المثقف اليوم