أقلام حرة

ايها العراقي .. من أنت؟ / اسامه حيدر

طرح فيه عدة اسئلة واستفسارات في غاية الاهمية والتي تحتاج الى اجابات دقيقة تشخص الاخفاقات التي يعاني منها العراقي، وقد كتبت بصوت عال... على بعضا منها بشكل موجز طالبا فتح حوارات معمقة للبحث في سلوك ما كان يسمى بالشخصية العراقية

وددت ان يطلع القارئ الكريم على اصل المقالة وعلى اجابتي التي تم نشرها في موقع الجريدة اعلاه.

ومن الجدير بالذكر ان منتدى الثقافة العراقية في البالتوك بادارة د. سعيد خير ومعه رواد المنتدى.. قد ناقش وحاور ومازال.. الكثير من هذه المواضيع الثقافية  التي تشمل جوانب الهوية العراقية والوعي وذاكرة المكان وكل مايتعلق بالثقافة التراثية و الفنية  وافاق النهوض بها وانتشالها من واقعها المأساوي.

...............................

اجابتي على استفسارات الاستاذ علي بابان

قرأت ما كتب الاستاذ بابان وما طرح من اسئلة مفصلية تدل على عمق الاسئلة التي نجهل ونعلم ونقدر بعضها . نحن بحاجة الى ندوة مرئية ليطلع العراقي على ذاته التي هي اعم من الشخصية، فما كتب عن الشخصية التي هي عامة تدل على العلامات الفارقة ونوع الجنس والطول واللون واسم الام والاب والديانة ومكان الولادة بينما الذات التي هي اعمق والتي تشمل كينونه وثقافة وتراكم مفاهيم الفرد البيئية والبايولوجية..

اعتقد ان الثقافة الذهنية التي اكتسبناها عنوة ولم نختارها بارادتنا هي ثقافة النشأة ثقافة البيئة الجغرافية البدائية التي عشناها ثقافة الوعي الجمعي المتنامية منذ الصغر وهي ثقافة الجمع بين الالسطورة وتعظيم التاريخ من نظرة منحازة للعواطف التي تبتعق عن العقلانية.

نحن نفقتقر الى الثقافة العقلية التي لم نستطع ان نولدها رغم الترجمات الفلسفسية التي عمت الدولة العباسية.. اي بمعنى اخر لقد اخفقنا في خلق فلسفة عربية او اسلامية خالصة دون الاعتماد على ترجمات سرعات ما فقدت استيطانها لعدم وجود حواضن معرفية في اعادة تاسيس مفاهيم جديدة معصرنة.

اما من الناحية البايولوجية وتركيبة الدماغ ونشاط الفص الايمن وميزته عندنا عن انشطة الفص الايسر فله علاقة في مناهج التعليم التلقيني الذي رسخ المشاعر والعواطف والشعر والادب فتغلب الفص الايمن عى معظم نشاطنا في الفص الايسر، ارسطو وافلاطون هما مثال حي على فهم طرق الاستقراء والاستنتاج في طريقة نشاط الدماغ في اللذات العراقية.

 

واود ان اذكر استاذنا الفاضل بابان :

ان لتكنولوجيا ترميز وتصنيف وترقيم وتسمية الجينات تعتبر قفزة هائلة في علم الجينيوم لمعرفة البعض ممن توصلوا اليه في مطلع القرن الواحد والعشرين في ان هنالك جين الخوف وجين العنف وجين الانا الدكتاتورية وجين الكرم وجين الكابة .. التي لها تسميات محددة لامجال لتدوينها هنا بل ما اريد ان اوضحه هو ان التناغم بين الجينات والبيئة التي نعيشها وطبيعة النظام السياسي وقوانين الانضباط المجتمعي كلها تؤثر بشكل دقيق على مسار السلوك ومنظومة القيم القديمة والمستجدة حسب حاجات الناس من اجل البقاء، فالاخلاق المجتمعية هي التراكم بين كل ماتقدم لتحديد السلوك في الفرد العراقي اخذين بنظر الاعتبار ان مانعنيه بالفرد العراقي هي الافراد العراقيين الذين تختلف ثقافتهم الجفرافية اي ثقافة المكان جبلا او بادية او سهلا مدينة وريف ... الخ ولايحق لنا ان نجمع بطريقة حسابية خصائص الفرد لتشكل مجموع مجتمعي واحد فهي ليست كذلك، فثقافة مكان النشاءة له تاثير مختلف عن المكان الفرد الاخر.

 

امل ان نتواصل .. وكم انا ممتنا على ماطرحه الاستاذ الكريم بابان من اسئلة جوهرية بحاجة الى اكثر من اجابة.

 

د.اسامة حيدر

السويد

17 04 2012

 

..............

* جريدة المواطن في عددها الاخير 1623 الصادر في 17 نيسان 2012

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2093 الثلاثاء  17 / 04 / 2012)


في المثقف اليوم