أقلام حرة

هكذا نصنع انتصارا ايها الساسه

مليء بنكسات وهزائم لايختلف عليها اثنان بانها كارثيه، طبلنا لها وحولناها الي مسميات هزيله للتغطيه علي مصائبنا وخيبتنا، كزلزال 1967 والهزيمه القاسيه التي مازلنا ندفع ثمن فاتورتها، بكل بساطه سميناها نكسة 1967، وان الهدف كان من الحرب القضاء علي النظام الثوري الذي مثله الزعيم عبد الناصر بتلك الحقبه، وان كان احد اهداف الحرب، ولكن ماجري هزيمه مروعه اصابت الامه ومازالت تعاني من نتائجها الي 40 عاما ومازالت .

 

مادعاني لكتابة تلك المقدمه هو واقعنا السياسي الحالي بعد تقرير غولدستون والخطأ الفادح الذي ارتكبناه بحق انفسنا بتاجيل التصويت عليه، ولكن مانتج عن ذلك القرار علي الساحه الفلسطينيه يندي له الجبين، الرئيس والقياده السياسه الفلسطينيه اخطأت ولتكن الجرأه لدينا بتسمية الامور بمسمياتها، وان نقف امام الازمه بصدق ويتحمل تبعات القرار من اصدره وشارك باتخاذه لان الوطن ليست لعبه سياسيه بيد احد، وهذا ليس دفاعا عن احد، ولكن ان يستغل الحدث لمكاسب حزبيه بغيضه هنا نحتاج الي وقفه، التقرير ساوي بين الضحيه والجلاد لم يبريء حماس من مزاعم ارتكاب جرائم حرب بحق شعبها وفند ادعاءاته، بجانب جرائم دولة الكيان بحق الشعب الاعزل الفلسطيني بقطاع غزه، لم تهلل حماس او المعارضه لحظتها للتقرير بل انتقدوه وشنوا عليه هجوما لاذعا، بتوصياته بتساوي الضحيه مع الجلاد، هل ارجاء التصويت اعاد المعادله لوجهها الحقيقي وبرأ حماس من تهمة التسبب بجرائم حرب كما اوردها التقرير، ام تعودنا كالنعام بالخطر نوجد الضحيه ونقلب هزائمنا ووكساتنا الي انتصارات وهميه، هل اهانة رئيس منتخب امام عدسات الاعلام بتمزيق صوره وضربه بحذاء مهووس معناه انتصار، ماذا سيقول عنا العالم وعن اخلاقنا وثقافتنا وللاسف اننا نقول انها اسلاميه، هل بالمظاهرات والاعلام المسموم نصنع انتصارات، المظاهرات تحتاج الي موازنه ماليه كل يوم لدينا مسيرات وعوازيم ومهرجانات هكذا تحول نضالنا من نضال مدافع وبنادق مسيسه الي نضال سياسي بفنادق خمسة نجوم، ودفعنا ثمنا باهضا لهذا التحول، والان دور فصائل العمل الاسلامي ان يكون النضال والجهاد علي شاكلة اخري مظاهرات وتحشيد وهتافات ومسيرات ومهرجانات والاجتماعات المتكرره بفنادق 5 نجوم اسوه بمن سبقنا، ونبقي نرفع راية الجهاد الي ابد الابدين، هل هكذا نصنع انتصار، حوار طرشان لمدة عامان وصدق بنا المثل طيطي طيطي زي ماروحتي زي ماجيتي، ابتسامات وشراء الهدايا والعوده للوطن بعد جلسات الف ليله وليله بفنادق فارهه بخفي حنين، اهكذا نصنع انتصار، عجبي علي شعب جاد باولاده يهلل لانتصارات وهميه ويساق كالقطيع وهو لايدرك ان التحرير يحتاج الي الرجوع للجذور للبندقيه والمدفع بالكهوف والمغر والجبال  والعمل العسكري المنظم، لاعمل الاستعراضات وشوفيني يابنت خال ثوبي احمر وردانه طوال، ابهذا نصنع انتصار، بتشرذم الوطن وانشقاقه وسياسة التخوين وسياسة التكفير وتفكك نسيجنا الاجتماعي والوطني نصنع انتصار، لم تاتي هجمة اليمين المتطرف الصهيوني من فراغ، جاءت لادراك عدونا اننا باهزل مراحل تاريخنا، واننا بنظرهم جثه جيفه ويتشدقون مع من نتفاوض مع السلطه او مع حماس، نتسابق من يعطي خدمات مجانيه اكثر، لنيل الاستحسان، ابهذا نحقق انتصار، الانتصار ياسياسيينا الاكارم يحتاج الي ادوات حقيقيه وليست الي ادوات صدئه مللنا مشاهدتها، الانتصار يحتاج التسامي فوق الخلاف والعوده لوحدة الوطن، الانتصار يحتاج الي ان يكون الوطن فوق الفصائل لا ان يرهن الوطن لمصلحة فصيل، الانتصار ليس باقصاء الاخر ومطاردة الفلسطيني للفلسطيني وزجه بالسجون، نفتخر بالامن ولدينا اكثر من 2000 معتقل هنا وهناك ماذنبهم الا الصراع الفصائلي، ابهذا نصنع انتصار، تقرير غولدستون كشف عوراتنا الحقيقيه من اليمين الي اليسار، اثبت اننا انتهازيون مصالحنا الحزبيه فوق الوطن، تفكيرنا السياسي ينصب بمجموعة مستشارين اكل عليهم الدهر وشرب وان الاوان لاقصائهم، صناعة القرار اثبتت ان لدينا هيمنه بالقرار لنرجع للمؤسسه واداؤها للخروج من دوامة العمل الشخصي والتمجيد الشخصي، علينا ان نوقع علي انهاء العار بالانقسام لان انقسامنا عار يسجل علي جبين صانعوه وليس انتصار الا لعدونا، فالي متي نبقي اغبياء ونتصنع الانتصار ونحن نسير نحو الهاويه، جنبنا الله رداءة قرار سياسيينا والهمهم الطريق الصواب ولنري غربله لكل من يسيء والوطن مليء بابناؤه من هم اقدر علي ان يكونوا اوفياء وامناء علي مصالحه، ولكن اين هم هم علي قارعة الطريق، لانهم ليسوا بكوتة الحزب الفلاني او العلاني او لم يصبوا للقائد سين او صاد اصحاب الانتصارات الوهميه دمتم مع مودتي .

 

بقلم الكاتب احمد عصفور ابواياد

رئيس صالون القلم الفلسطيني  فلسطين

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1195 الاثنين 12/10/2009)

 

 

في المثقف اليوم