أقلام حرة

نحن عراقيون بالكلام فقط فلا يحق لنا الانتخاب

من عراقيي الخارج لا يعرف العراق الا من خلال برامج التلفزيون والتي بدورها تصُنع احداثها في معسكرات خارج العراق والعراقيين الذين يعملون فيها يعرفون هذا الشيئ ( لانها تجزل العطاء ) ناهيك عن ان اغلب الذين في الخارج هم بالحقيقة مستوطنيين في بلدانهم الجديدة وهم يعيشون ويتصرفون على هذا الاساس بمعنى ان العراق تحول لديهم منذ زمن بعيد الى اتصال هاتفي او ذكرى جميلة مع الاهل او الاصدقاء اضف الى ذلك انهم ليس في رحلة عمل او في بعثة دراسية (اقصد سفر مؤقت) ولكنهم في بلدانهم الجديدة مستوطنيين يتزوجون يكبرون ينجبون كل هذا وهم بعيدين عن الوطن فلماذا الاصرار على المشاركة في الانتخابات.

طبعا انا لا استطيع ان اشكك بنوايا الاخرين ولكني ومن خلال معرفتي البسيطة ببعض الذين يصرون على المشاركة فانني استطيع ان اجزم بان هذا البعض يريد ان (يستفاد) لان الانتخابات فرصة ذهبية لهولاء البعض ولان الميزانيات المحددة لهذه الانتخابات لا باس بها والتي سيذهب نصفها او اكثر في جيوبهم وهذا ليس اتهام لأحد بالتأكيد .

وانتخاب هذا الحزب او ذاك بالتأكيد لا يات من خلال كلام من هم في الداخل والذين سيخبرونا من هو النزيه ومن هو الفاسد كوننا بعيدين عن العراق ولا نعرف نبض الشارع العراقي ولا نعرف معاناة ابناء القهر الذين يداهمهم حر الصيف بأهم اسلحته وهي الكهرباء ويسلمهم الى الماء الغير صالح للشرب وصولا الى البنزين مرورا بمواد الحصة التموينية التي تعادل نصف الذي نبذره في دولنا الجديدة ... ونحن هنا نتمتع بخيرات دول المهجر فالدولارات والسيارات والشقراوات والتكنلوجيا التي نستخدمها في اول ظهورها لهذا كله نقول الحمد لله ولهذه الدول التي تقينا شر الحر والجوع والفقر في العراق كذلك شر الازدحام والسيطرات وكل منغصات الحياة لاننا تعلمنا على الحياة السعيدة وكيف نتمتع بها .

عندما نقول يجب ان يرجع عراقيي الخارج قالوا حتى يتحسن الوضع الامني وعندما نقول يجب ان نعمل على أنشاء منظمات تساهم في بناء العراق قالوا ومن سيمول هذا المنظمات واذا قلنا يجب فتح مراكز تساعد بعض المحتاجين في العراق سواء الاحتياج المادي او غيره قالوا الله يساعد الجميع ... لم نسمع يوما من الايام ان هناك مجموعة من العراقيين قاموا بعمل جماعي الهدف منه العراق والعراقيين ... هل قاموا بالمساهمة بعلاج بعض المرضى الذين يحتاجون الى السفر؟ هل قاموا ببناء مستشفى في العراق ويكون العلاج مجاني؟ هل ساهموا في بناء مدرسة وكل في منطقته؟

وهناك الكثير من الاسئلة التي لن يجيب عنها احد لاننا لا نعرف ثقافة العطاء نحن محترفوا ثقافة الاخذ وهذه الصفة ليست من نصيب عراقيي الخارج فهي صفة العرب بشكل عام طبعا هذا للانصاف لاني لا اقصد الاساءة لأحد ولكني اضع النقاط على الحروف .

ما لنا والانتخابات التي تجري في العراق !!! من يريد المشاركة في الانتخابات فليشارك في العوز الذي يدفع البعض للعمل باقذر الاعمال من اجل رغيف الخبز ... من يريد ان يشارك في الانتخابات فليشارك العراقيين هذا الموت المجاني بالمفخخات والعبوات ... من يريد ان يشارك العراقيين انتخاباتهم فليرجع للعراق وليحتفظ بجنسيته لا يوجد مشكلة في ذلك ولكن ليثبت انه مشارك حقيقة في بناء العراق ويشارك اخوانه العراقيين بأفراحهم واحزانهم .

 

رحم الله شاعرنا الكبير حينما قال:

أفي الغنم أشجع من قسور وفي الغرم أجبن من صافري

فنحن بالتاكيد لا نريد ان ينطبق على احدنا هذا البيت الشعري الجميل ولكننا ارتضينا ان نبقى خارج العراق وان نترك اخواننا يعانون الامرين منذ سقوط الصنم الى ما شاء الله فلنترك العراق لمن يعيش الماساة , فلنترك العراق ولمن يخرج للعمل ولا يعرف هل سيعود لعائلته ام لا هولاء هم فقط يستطيعون ان يصوتوا ... هولاء فقط يستطيعوا ان يميزوا الغث من السمين ... هولاء فقط يستطيعوا ان يقولوا من هو يستحق ومن هو لا يستحق ولنعود الى اعمالنا والى تكنلوجيتنا والى شقراواتنا فهن احترفن زواج المتعة كما تعلمون وهذه لا يخفى على عراقيي الداخل ايضا.

 

صادق العلي

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1195 الاثنين 12/10/2009)

 

 

في المثقف اليوم