أقلام حرة

لذلك فلينتفخ الجميع / جمال الخرسان

قضاء الزبير جنوب البصرة يريد ان يتحول من قضاء الى محافظة وكأن هناك فرق فاحش بين المحافظات و الاقضية! هكذا الحال بالنسبة للعديد من المحافظات مثل الانبار صلاح الدين وغيرها فهي الاخرى تريد ان تنتفخ لتتحول من محافظات الى اقليم او ربما اقاليم .. وكأنها بمجرد ان تتحول الى اقليم تحصل على كامل حقوقها وبعصى سحرية تتحول جميع الاخفاقات للحكومات المحلية ولدوائر الدولة المركزية تتحول الى نجاحات كبرى. اقليم كردستان الاقليم يريد ان ينتفخ هو الاخر ليتحول الى دولة والمبرر هو التخلص من هيمنة المركز، مما يعني ان الطريق الافضل للتخلص من تلك الهيمنة في قناعة الاقليم هو التحول الى دولة مستقلة!

 

الكل يريد ان ينتفخ كي يحصل على ما يطالب من حقوق.. فليكبر الجميع صغيرهم وكبيرهم ولينتفخ الجميع كي تنتهي قصة الاخفاقات! الاندفاع والحلول التي تلامس العواطف هي سمة بارزة وخيارات مفضلة بالنسبة لأصحاب القرار في المركز او المدن الاخرى.

 

عوّدتنا التجارب السابقة وتاريخ من الفشل اننا كلما اردنا ان نختار نظاما سياسيا واداريا لإدارة العراق بشكل عام او مناطق بعينها عودتنا التجارب السابقة اننا نختار النماذج الاسوأ وحتى لو اخترنا الانسب منها فانناوبقدرة قادر نمسخه الى نموذج مشوّه، طبقة سياسية من عدة افراد تتحكم بمصير ملايين المواطنين، بنسبة متفاوتة تتكرر ذات الاشكالية هنا وهناك، هكذا هو حال المركز، الاقليم، والمدن الاخرى صغيرة كانت ام كبيرة،اخفاقات المركز ربما تكرر نفسها بأشكال مختلفة في المناطق الاخرى! وربما بدرجة اسوأ.

 

ما فائدة الصلاحيات الواسعة ان لم تكن مصحوبة بدرجة كافية من النضوج؟! ما فائدة الصلاحيات الواسعة ان كانت امكانيات الحكومات المحلية لا ترقى الى المستوى المطلوب؟! ما الفائدة من الصلاحيات الواسعة ان كانت ميزانيات ومخصصات المدن العراقية البائسة تعود الى المركز ولا تجد طريقها الى خدمة المواطن ..فيما تصر الحكومات المحلية ومجالس المحافظات على تبرير اخفاقاتها بسبب قلة المخصصات! فنطازيا سياسية من هذا القبيل ليست غريبة تماما على من يتابعون المشهد العراقي. ساستنا مثيرون للضحك، لدرجة انهم يضحكون على انفسهم ويضحكون الناس عليهم. يظهرون كثيرا في وسائل الاعلام ويناقضون انفسهم الى ابعد الحدود! نجاحاتهم واخفاقاتهم ومبررات تلك الاخفاقات ما هي الا سلسلة من المفارقات، وما الانتفاخ الذي يبدو علينا جميعا الا حلقة في سلسلة من المفارقات اللا منتهية! لما تقدم وغيره ومن اجل وصفة سحرية لجميع الاخفاقات فلينتفخ الجميع..!

 

جمال الخرسان

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2100 الثلاثاء  24 / 04 / 2012)


في المثقف اليوم