أقلام حرة

عندما يكذب عبد الرحمن الراشد / مصطفى الأدهم

تحت عنوان "المالكي: مشروع ايراني أم عراقي؟" - وكعادة الإعلام السعودي الذي يعاني من حالة عداء مزمن للعراق الجديد، اجتر الراشد المعتاد من "الأسطوانة المشروخة".

 

في مقاله ساق الراشد جملة من الأكاذيب التي لا تمت إلى "الرأي" أو "التحليل" بصلة.

الأمر الذي يستدعي وقفه، للتنبيه والتصحيح والتوضيح. لأن سوق الأكاذيب على أنها "حقائق" منزهة بأرقام كاذبة، ومن ثم بناء "الرأي" و"التحليل" عليها، هو بحد ذاته عملية "نصب واحتيال" على كل من الحقيقة والقاريء - غرضها واضح، هو تشويه كل ما هو عراقي بشكل مباشر وغير مباشر، خدمة لأجندة نظام آل سعود القرنوسطوي.

 

يقول الراشد في كذبته الأولى:

"تفسيري لكل ما يفعله المالكي أنه يمكن في حرصه على الفوز في الإنتخابات البرلمانية المقبلة. كل شيء يقوم به يصب في هذا الإتجاه، فهو يريد تعديل الدستور ليسمح له، بوصفه رئيس وزراء مرتين، أن يتقلدها للمرة الثالثة". 

وهذا كذب "عيني عينك" - بالعراقي الفصيح.

ليس سرا أن المالكي وإئتلافه يسعيان إلى ولاية ثالثة. لكن ليس صحيحا أنه (المالكي) يريد تعديل الدستور لذلك. ببساطة لأنه لا يحتاج إلى تعديل الدستور، لأنه الأخير خالي من أي نص "يحرم" أو "يمنع" على رئيس الوزراء الترشح أو تقلد المنصب لولاية ثالثة - كما هو الحال مع منصب رئيس الجمهورية. 

عليه، فأن الراشد قد اخترع قصة كاذبة - واخترع لها نصا "دستوريا" وهميا، وادعى كاذبا أن المالكي يعمل على تعديله!

ومن ثم "صفط " تحليله بناء على كذبة. 

 

الكذبة الثانية: 

يضيف الراشد في مقطع أخر، "أن المالكي حصل على الولاية الثانية من خلال ضغط ايران على حلفائها في الإئتلاف العراقي الموحد الذي يملك مجتمعا 128 مقعدا ليصوت للمالكي رئيسا للحكومة ضد منافسه المفضل عند الأغلبية، أي ابراهيم الجعفري". 

هنا، نرى أن الكذب مركب حيث لا يوجد شيء أسمه "الإئتلاف العراقي الموحد" - في هذه الدورة البرلمانية. كما لا يوجد كيان سياسي أسمه "الإئتلاف العراقي الموحد" مسجل في قائمة الكيانات المتنافسة في الإنتخابات النيابية الماضية.

نعم، كان هناك قائمة انتخابية وكتلة نيابية اسمها "الإئتلاف العراقي الموحد" في حكومة المالكي الأولى وكان بزعامة المرحوم عبدالعزيز الحكيم. لكنه، أنقسم ودخل الإنتخابات النيابية الأخيرة بكيانين "الإئتلاف الوطني العراقي" و"ائتلاف دولة القانون" وبعد الإنتخابات توحدا مجددا في "التحالف الوطني" - برئاسة الجعفري. 

كما لم يحصل "الإئتلاف الوطني العراقي" على "128" مقعدا في الإنتخابات بل حصل على 70. فمن أين أتى الراشد ب"128" معقدا ؟

ومن أين أتى بكيان أسمه "الإئتلاف العراقي الموحد" ؟

 

أما أين يكون الرجل جاهلا بأمور العراق وهو مدير عام لفضائية "العربية"، ورئيس تحرير سابق لل"شرق الأوسط". عليه، لا يفترض أن يذكر أرقام واسماء ومعلومات هو غير متأكد منها لأنها تخالف المهنية، بل وتثبت مدى الجهل واللاابالية التي يتحلى بها، بالإضافة إلى عدم احترام عقل القاريء. وعلى هذا قس حجم الكذب والتزوير الذي يمارسه الاعلام السعودي بشكل يومي.

أو أنه كاذب يخترع السيناريو كي "يصفط" عليه ما في جعبته من أمور تملى عليه وعلى غيره من أقلام الأجرة والسخرة عند آل سعود.

 

مصطفى الأدهم 

28.04.2012

 

..................................

للأطلاع على مقالة الراشد:

http://aawsat.com/leader.asp?section=3&;article=674442&issueno=12203

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2108 الاربعاء  02 / 05 / 2012)

في المثقف اليوم