أقلام حرة

حتى الحمار فرض احترامه على الكورد وغيره لم يتمكن!! / عماد علي

لادلى بشهادة محقة وصادقة وواقعية عن مدى تظلمه وغبنه طوال تاريخه وهو لا يستحق ذلك، لا لشي، لا لكي يُنظر اليه بانه اعلى واسمى من الاخر  ابدا، ولا للحقوق الطبيعية التي يفترض ان يحصل عليها اي شعب وهو محروم منها،لا لامتلاكه كافة المقومات الاساسية المطلوبة لنيل كافة الحقوق حتى بناء كيانه المستقل، لا لتاريخه الطويل المرير، لا للتضحيات الجسام التي قدمها من اجل ابسط الحقوق والاهداف المشروعة، لا لصفاء قلوب ابناءه وعدم كنهم للغضينة والحقد مهما فعل بهم الاخر، لا لرحمتهم وعفوهم وهم  في موقع القوة، لا لصفات وسمات يمتلكونها ويشاركون بها العديد من الشعوب في العالم، لاء ولاءات كثيرة اخرى، وانما فقط لانهم اهل للوفاء ورد الجميل والمحبة والتقدير للحسنات وذكر المواقف الايجابية  والوقوف مع الصديق حتى الرمق الاخير والتسامح مع حتى العدو عند المقدرة، والتاريخ شاهد على ذلك وليس لاحد ان ينكره .

من يتذكر تفاصيل وثنايا الحركة التحررية الكوردستانية، ولو لوهلة يصب ذاكرته على مجريات اوقات الشدة والمحن التي مرت بها انه يستذكر الحجر والشجر والبهائم والناطقين من كل حدب وصوب والذين كانوا له عونا في مسيرته النضالية، ناهيك عن الشخصيات والقادة  الذين ادلوا ولو بتصريح قصير لمصلحة قضية الشعب الكوردي وان كانوا قليلين، الا ان الشعب الكوردي يستذكرهم ويعتبر دورهم مشرفا للكورد ولهم في قول الحقيقة على الاقل .

هناك من الكائنات الحية العديدة التي لها القصص الكثيرة في المسيرة الطويلة لنضال الشعب الكوردي سواء بصوتهم الشجي اثناء احلك المعارك والحروب، او مساعدتهم المقدرة في المعارك المتشابكة، فمن الطيور والبلابل والقبج والعصافير وغيرها من الحيوانات الجبلية من الغزلان والمواعز الجبلية وحتى الخنازير والفهود والدببة . فهناك من ينفرد في خدمته ووفاءه والاعمال الكثيرة التي اداها في الاوقات الحساسة بكل هدوء، وهو الحمار الذي له الدور المشرف في خدمة النضال للحركة التحررية الكوردستانية لحين سقوط الدكتاتورية العراقية، ولازال مستمرا في مناطق عديدة اخرى في المنطقة. انه خير من نفذ الواجبات في اشد الاوقات سعيرا لنار المعارك الطاحنة وفي النضال السري ايضا .  الحمار؛ الحيوان المسالم البريء المطيع اكثر من اللزوم والعامل المقتدر دون ان يبدي اي اعتراض كما هو لدى الاخرين ودون ان يرتكب اية فعلة مشينة مهما حصل على العكس من الاخر العدو في اكثر الاحيان، فهناك من المواقف والعمليا ت والافعال التي اقدم عليها هذا الذي لا يستحق ان يسمى بما يُنظر اليه بخلفية وعقلية ما ينظر الى الحيوانات، لم يتجرا غيره احيانا كثيرة  على ما فعل . الا انه لم  ترحمه العقليات المتخلفة والاعداء على حد سواء، وكم منهم لقي حتفه على ايدي الغدارين قاتلي الانسان والحيوان ومعدومي الضمير والرحمة والشفقة والبعيدين عن ادنى صفات الانسانية، اضداد البيئة والخضر والحياة والسعادة بشكل عام .

لذا، ليس من الغريب على الكورد ان يقدٌروا ويثمٌنوا من كان في الضراء عونا لهم وفي خدمتهم دوما ان كانوا هم اصلا اوفياء ويعفون عن من كان يفتكهم ويقتل بهم مرارا، انه حقا اسمى انواع السمات الانسانية ان تكون وفيا وتقدر وتحترم من كان معك في وقت الشدة والسلام ايضا مهما كان جنسه وفصيلته ولونه وطبيعته. هذا ما يظهر مدى صفاء قلوب الكورد ومحبتهم للحياة والطبيعة واحترامهم لمن يستحق مهما كان، وعليه؛ يجب ان يقيٌم الاخرون هذه الصفة والخاصية التي يمتلكها الكورد من الجانب المضيء الساطع، لكي يتعاملوا مع المطلوب منهم بما هو الخير والاحسن، ان كان الحمار بصفاته وميزاته وعمله وتعامله مع الحياة وما حوله فرض احترامه اللائق على الشعب الكوردي المسالم، بينما الذي يعتبر نفسه الانسان الاخر مهما كان صفاته لم يتمكن من ذلك، فهذا يتطلب دراسة مستفيضة وتعمق كبير لبيان الخلل في الجانب الاخر والمشكلة التي تمنع ذلك . اذن، لماذا تحدث الخلافات والصراعات وتصل حد المعارك والحروب ان كان الجانب الكوردي بهذه السمات المسالمة لاعلى حد منها، هذا سؤال يجب على الاخر الاستجابة عنه، وعليه من الواجب استيضاح الخلل بشكل موضوعي وبخلفية تقدمية من اجل تشخيص مكامن المشكلة ودقائقها لايجاد الالية الانسانية العصرية التقدمية في حل القضايا الحياتية السياسية الثقافية الاجتماعية الخاصة بالشعوب المعنية، وهذا لا يخص شخص ما او فرد يمتلك جزءا من الحق ويتعامل مع الاحداث وفق المصالح المتعددة . من يكون مسالما ضامنا لحقيقة ومدافعا عن الحق ولم يعتد على حقوق الاخر يفرض نفسه، وان كان حمارا كما هو الحال . اذن، فلماذا لم يتمكن الاخر او الجانب المقابل من فرض نفسه واحترامه كما هو المعلوم، وهذا خلل واضح وكبير في جوانب عديدة والاكثر في مواقف واراء ونظرة الاخر الى القضايا وليس في اصحاب الحق المهدور والسمات الانسانية المقدٍرة للافعال والاقوال والصفات المحترمة للاخر .

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2110 الجمعة  04 / 05 / 2012)


في المثقف اليوم