أقلام حرة

الأدهم يناصر الثورة البحرانية في الإعلام الدانماركي*

الكاتب.

 

البحرين.. الثورة المنسية !

مع احتفال العالم بعيد "الحب" هذا العام، كان اليوم داميا في أماكن عديدة، لا سيما في البحرين.

في خضم معايشة العالم  لل "ربيع العربي"  ودعمه وتأييده لثوراته، أهمل واحدة من أوائل تلك الثورات، واكثرها سلمية، الا وهي ثورة البحرين؛ التي انطلقت شرارتها بالورود، بالتزامن مع عيد "الحب" في العام الماضي. 

 

عندها وقفت الغالبية الشعبية معا ضد طائفية وديكتاتورية نظام آل خليفة. هذا النظام الذي لم يتوانى عن استخدام أكثر وسائل القمع وحشية، مستعينا بكل "وسائل المساعدة" – الدموية؛ حيث الجيش. الشرطة. قوات الأمن.  والميليشيات ترهب وتهدد وترعب الشعب. في الوقت نفسه، شرع أبواب البلاد أمام الإحتلال السعودي، تحت يافطة قوات "درع الجزيرة". 

 

نظام الحكم في البحرين يعزل بشكل ممنهج الغالبية الشعبية من سكان البلاد (المسلمين الشيعة 70 %) من كل مصادر السلطة والإقتصاد. 

فالنظام يحظر توظيفهم في أغلب المراكز المهمة والحساسة لا سيما وزارات الدفاع والداخلية والخارجية، في حين يفتح ابوابها لكل من الأقليات والأجانب.

 

الحكومة غير المنتخبة ، لا تمثل الغالبية السكانية للبلاد. في حين أن ما يسمى ب"مجلس النواب" لا قيمة له تذكر برلمانيا وعمليا. لجملة أسباب منها القانون الإنتخابي الذي يعطي الأقلية "أغلبية" برلمانية، والأغلبية الشعبية "أقلية" برلمانية.

فعلى سبيل المثال يتم التمييز طائفيا بين الأصوات الإنتخابية وفقا للهوية الطائفية للدائرة الإنتخابية، فيعد الصوت الإنتخابي "السني" بضعف شقيقه "الشيعي". وعلاوة على ذلك، فأن الملك يعين جميع أعضاء ما يسمى ب"مجلس الشورى" الذي يفترض أنه الغرفة الثانية لل "برلمان" الصوري.

 

في الوقت الذي يدعي فيه آل خليفة دعمهم المزعوم لل "ربيع العربي"، يسمي الملك الغالبية الشعبية والمعارضة ب "الخونة".

هذا ببساطة لأنهم لا يتفقون مع "جلالته" في ديكتاتوريته الطائفية. ولأن رغباتهم سلمية في تحصيل حريتهم المفقودة وحقوقهم الإنسانية المنشودة والمساواة والعدالة غير الموجودة.

 

صحيح أن "الحب أعمى". وصحيح أن "الحب يعمي"، لكن النفط "يعمي" أيضا.

عليه، اختار المجمتع الدولي، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة ،والإتحاد الأوروبي على حد سواء أغلاق أعينهم، وصم آذانهم عن صراخات البحارنة من أجل الديمقراطية.

 

أنه لمن المعيب على العالم الغربي دعوة الطرفين لل "حوار"، في حين أن النظام يعاقب المتظاهرين بالإعدام والسجن المؤبد. وحكمت محاكمه الصورية العسكرية والمدنية على الأطباء والممرضات بأنهم "ارهابيون" فقط لأنهم أدوا واجبهم ووظيفتهم في معالجة الجرحى. 

 

على مدى السنوات الماضية عمل النظام وحكومته بشكل ممنهج ومنظم على تغيير التركيبة الديمغرافية والسكانية للبحرين، من خلال اعطائه الجنسية بشكل طائفي، مجاني، وغير مشروط للمتوافقين معه مذهبيا من جنسيات دول الخليج والمقيمين لزيادة الأقلية وتقزيم الأكثرية. 

 

في الدانمارك، علينا أن لا نقف مكتوفي الأيدي، وأن نفعل شيئا لمساعدة دعاة الديمقراطية المناضلين للحرية في البحرين حتى لا يكون مصيرهم كما هو الأن بين الموت، والسجن، والتعذيب، والإغتصاب. 

 

لا يجب أن لا نكون شهود زور.

 

*بقلم: مصطفى الأدهم

نشرت في صحفية "الأربايدن" الدانماركية.  

 

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2111 السبت  05 / 05 / 2012)


في المثقف اليوم