أقلام حرة

ليكن مدير المدرسة هو المشرف التربوي / صادق غانم الاسدي

فتعمد بذلك الى اتخاذ إستراتيجيات مدروسة ومجربة علميا تعكس حالة الرقي والتمدن لتساير حركة التطور السريعة التي يشهدها العالم اليوم، فلجأت الكثير من الدول الى بناء قاعدة صلبة أساسية تنطلق منها جميع الفعاليات وجعلت المدارس النواة الأولى والمهمة والأسس المحكمة لبناء الحضارة وازدهار شعوبها، كما يمكن الاستفادة من تاريخ وتجارب الشعوب التي سبقتها بهذا المضمار، رغم أن الدين الإسلامي في بداية انطلاقته اعتمد على التعليم كأساس لبناء الإنسان وتم نشر رسالته السمحاء بنقل الفكر والحضارة وتعليم القرآن والآداب إلى الشعوب المحررة والتي دخلت في الدين الإسلامي وهكذا أنتج لنا التاريخ الإسلامي حضارة ومنجزات من العقل البشري وما ابتكره الإنسان على مر العصور من علوم وفنون وآداب، والسبب من وراء تلك التطورات هو استخدام مفاهيم ومناهج وطرق لتربية الإنسان، وكان التعامل فيها يحتل الجانب الإنساني والروحي، خلال الفترة التي عصفت بالعراق أبان سيطرة نظام البعث على جميع مرافق الدولة ونصب فيها مسؤولون تنقصهم الخبرة والكفاءة والممارسة مما أدى إلى عزوف الكثير من المدرسين عن ممارسة دورهم الوطني ومسؤوليتهم الشرعية بل هرب أيضا الكثير من الطلبة من المدارس التي تحولت الى ساحات للتدريب والضبط العسكري والقمع السياسي، وعدم فسح المجال لحرية الكلمة والتعبير بل أكثر من ذلك امتنع المسؤولون بقصد أو غيره عن ادخال مناهج متطورة تدرس في كل دول العالم وبما فيها الدول المتخلفة،كدروس الحاسوب وإدخال المكتبة الالكترونية وأرشفتها، لم ترتقي بنا حالة التغير والانقلاب السياسي الى مستوى الطموح في التعليم ولازلنا نطمح الى المزيد وما نراه اليوم بعد تلك التحولات والتغيرات على مختلف الأصعدة وأيضا ما تشهده المنطقة العربية من صحوات في المواقف بسبب ازدياد الوعي لدى المواطن العربي والعراقي بشكل خاص والانفتاح الإعلامي أصبح كل عراقي في البيت وفي الشارع يتحاور ويقرأ المواقف السياسية وببركة التغير والفضاء الواسع من الحرية بدأ الجميع يحللون وربما قسم منهم وجد نفسه كاهن يتنبىء بما يجري من الأحداث في الأيام المقبلة، أما بخصوص المدارس فالحق يقال أنها شهدت تغيرات جذرية وعميقة لمختلف أركان التعليم، مما حدا ببعض المدارس أن تمارس التدريس النظري والعملي لكثرة ما جهزت به من أدوات مختبريه ومنهجية ووسائل تعليمة حديثة مع وفرة المناهج الجديدة والكتب المدرسية واخذ الفائض منها يغزو شارع المتنبي، ولايختلف الأمر بان بعض الهيئات التدريسية بدأ التحسن يظهر عليها من خلال أداء المدرس داخل الصف واخذ ينهل بالمعلومة العلمية والمذاكرة والبحث العلمي والتفنن في عملية إلقاء المنهج مواكباً مع حالة الانفتاح والتحسن ألمعاشي الذي يشهده المدرس، بعد أن رفعت الرقابة والقمع وحالة الروتين السياسي الذي كان يمارس ضد المدرس سابقا، رغم أن الأشراف التربوي كان يمارس دورا رقابيا وتقويميا أثناء زيارته للمدرسين داخل الصفوف، وبرأي أن اليوم لاحاجة للمشرفين ولزيارتهم التي تحمل بعض الأحيان التحقيقات والاستبيانات البعيدة عن ممارسة اختصاصهم وتأدية مهامهم  لان نقطة التغير والإدراك بدأت من عنصر العملية الرئيسي وهو المدرس بعد أن سادت المصادر وغزارة المعرفة وسهولة الحصول عليها، إضافة الى الزيارات الميدانية التي يقوم بها مدراء المدارس الى جميع مدرسيهم والاستعانة ببعض المدرسين أصحاب الخبرة والخدمة الطويلة لمرافقة المدير كلا حسب اختصاصه، للوقوف على تشخيص الخلل والاستفادة من تلك الزيارات وتوجيه المدرس توجيها تربويا وبما يخدم العملية التدريسية بالطرق الصحيحة، وكلما اكتسب مدير المدرسة ثقة ومحبة مدرسيه  فلسوف تتسع دائرة المعرفة والتعاون وترتقي العملية التربوية إلى مستوى أفضل وتحقق نجاحا كبيرا وبذلك يزداد عطاء المدرس في تأدية دوره وإيصال المعلومة بشكل صحيح الذي سينعكس ايجابيا على ارتفاع المستوى العلمي للطلبة، ولا تخلو مدارسنا من مدراء حصلو على ثقة ومحبة الكادر التعليمي جميعا وواحدة من تلك المدارس هي ثانوية الرافدين للبنات التابعة لمديرية تربية محافظة بغداد الرصافة الأولى لايسعني أن أسجل تقديري وإعجابي لمديرة المدرسة الست غيداء عبد اللطيف رمضاني مما سمعته بحقها من كلمات الثناء والإطراء من أكثر المدرسات وامتازت بالأمانة وحسن السمعة وسعة الصدر والتنظيم والإخلاص في العمل والتعامل مع الجميع بميزان واحد في ظل الظروف والمعطيات التي يعيشها العراق وهو يسعى لرفع الواقع التربوي والتعليمي  وربما هذه لم تكن الحالة الأولى في عموم العراق ولكن علينا أن نسلط الضوء على الحالات الايجابية مثلما نشخص الخلل ونعالجه، ونتمنى من الجميع أن يضعوا مصلحة العراق من خلال الإخلاص والعمل المستمر والمحافظة على القيم التي يتحلى بها المواطن والقضاء على آفة المجتمع الفساد .

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2115 الاربعاء  09 / 05 / 2012)


في المثقف اليوم