أقلام حرة

مُظاهرة أمامَ البرلمان الكردستاني / امين يونس

... وهنالك دعاية بأن نفس هذا الشخص، قام قبل فترة بِحرق القرأن . الى هُنا والأمرُ عادي الى حَدٍ ما .. فهذا الرجل يعيش في الغرب، والقوانين هناك تكفل حُرية التعبير والمُعتقَد ... وأنا مع الرأي القائل، ب (تجاهُل) أمثال هؤلاء، وعدم توفير فُرصة للدعاية لهم والإنتشار ... لأن إستغلال القوانين الغربية المتسامحة، للإساءة الى الأديان والمعتقدات والتطاول على الذات الإلهية .. هو أسلوبٌ رخيص وإعتداء على مشاعر قطاعات واسعة من الناس .

على أية حال ... لو إقتصرَ الأمر على نشر المقال على بعض المواقع الالكترونية المحدودة، ووقفَ عند هذا الحَد .. لِما كانتْ هنالك ضجة محلية هنا عندنا .. فالأنترنيت فضاءٌ مفتوح فيه الغث والسمين .. وأنتَ لستَ مُجبراً على قراءة مثل ذاكَ المقال المُسئ . لكن الذي حدثَ، ان مجلة " جربة " المحلية في اقليم كردستان، نشرتْ المقال المذكور، والى جانبه عنوانٌ إستفزازي وتحريضي [هبوا يامُسلمي كردستان ... الخ] .. يُحّرِض فيه المسلمين المؤمنين في اقليم كردستان " لأن المجلة محدودة التوزيع وصغيرة ولاتصل الى الخارج "، بالتحرك لِمعاقبة كاتب المقال [المقيم في المهجر] !، لتطاوله على الله وإحتمال كونه حرقَ القرآن !. طبعاً لم تذكر المجلة، كيف يعاقب مُسلموا الأقليم، كاتب المقال المقيم في الخارج ... عموماً، يوم أمس الثلاثاء 8/5 .. " هّبَ " بعض مسلموا الأقليم في اربيل، ورفعوا رايات لاإله إلا الله محمد رسول الله .. وحاولوا إقتحام مبنى البرلمان، ورشقوا قوات الأمن بالحجارة .. وطالبَ بعضهم بإعدام رئيس تحرير مجلة "جربة" !! . المجلة التي رُبما أرادتْ أن تشتهر بتحريضها على كاتب المقال الأصلي المقيم في الخارج ... رُدتْ سهامها الى نحرها هي .. حيث ان المجلة اُغلِقتْ فوراً، وسُحب العدد من المكتبات، واُلقِيَ القبض على رئيس تحريرها !.

......................................

مُحّصلة ماحدث :

- المقال العتيد، في رأيي، عبارة عن تخرُصات، لاتستحق كُل هذا الإهتمام والمتابعة .. وعلى أية حال، ورغم كوني لاأتفق مع كاتب المقال في العديد من الأمور .. لكنني لستُ مع كَم الأفواه " علماً انه في عصر الأنترنيت والفضاء المفتوح، لا أحد يستطيع فعلياً، التعتيم والمنع " .

- كاتب المقال الأصلي .. في مهجرهِ مرتاحٌ وآمِن ... ورئيس تحرير مجلة "جربة" في السجن، وكل كادر المجلة تعرضَ الى التهديد والوعيد !.

- ان معظم الذين تظاهروا بالأمس في اربيل ورفعوا رايات إسلامية، كانوا من الشباب .. ولم أرَ مُلتحياً بينهم إلا ما ندر ... " بعض الظرفاء قالوا : ان هؤلاء المتظاهرين رُبما كانوا [ إيمو] !!.

- قسمٌ من المتحمسين هتفوا أمام البرلمان مُخاطبين النواب في الداخل : إخرجوا أيها الكُفار !.

- طالبَ بعض المتظاهرين، بتسليم رئيس تحرير "جربة" إليهم، [ليعدموه فوراً] !!.

- قام بعضهم بحرق محلات بيع الخمور وفندقا سياحياً !.

- اُصيب بعض رجال الأمن بسبب رشقهم بالحجارة والقناني، واُلقي القبض عل بعض المتظاهرين .

- أسوأ ما جرى، هو منع الكثير من الإعلاميين والمصورين والصحفيين، من مواكبة الحدث ونقل التفاصيل !.

.....................

الخلاصة

تهويل أمرٍ صغير وجعلهِ حدثاً / إلهاء الناس بأمور جانبية فرعية، حتى ينسوا الأزمات الحقيقية التي نمُر بها / السماح لبعض الجماعات المتطرفة، لفرض رؤيتها الرجعية على المجتمع / التضييق على الحريات العامة / فرض مزيد من القيود على الصحافة والإعلام وحرية الرأي والتعبير ... [على سلطات الأقليم أن تنتبه جيداً، الى ان تراكُم الإستياء الشعبي من الفساد المستشري، هو المُحّرِك الفعلي لأي تحرك جماهيري .. وهؤلاء المستاؤون سيشتركون في أي تظاهرة، سواء كانت تحت شعارات إسلامية أو ليبرالية أو غيرها .. فقط للتعبير عن عدم رضاهم عن كيفية توزيع الثروات بالذات] .

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2116 الخميس  10 / 05 / 2012)

في المثقف اليوم