أقلام حرة

الوطن بشيقل .. وكل العرب ببلاش!! / أحمد زكارنة

ثقافي لا أحد يدري تماماً فصيلة دمه، ولكنه عجز لا يخطئ تشكيل صيغ الصمت المتعددة، صمت كامن، وآخر متحرك، وثالث لا يدرك إن كان بالإمكان أن يحظى بالأمان، أم أن الأخير هذا ظاهرةٌ مرتبطةٌ ارتباطاً وثيقاً بقدرٍ من « الكياسة ــ إن أردنا تجميل تعريفها، التي هي بلغة الوقاحة جبن ونفاق.

ولكن ماذا لو تحدثنا بلغة يعتريها بعض تعادل بين الكياسة والتياسة، فخربشنا شيئاً من تفاصيل الوجع في سياق تلك الصيغ التي تجسد صورتنا المستقرة على جدار الصمت، عل الريح تكف عن ملاحقة الطير في السماء، أو محاولة فصل الموج عن البحر.

فإن حالة الفراغ التي نحياها على كافة الصعد والمستويات، التي تشبه حالة الاستقرار القلق، باتت وكأنها درب من الهذيان على تخوم الحلم العاجز عن التحقق.. هنا صراخ غير فاعل في حالة الانقسام، وهناك وشوشة عجائز متهمة بقتل الوقت.. صمت على التعثر السياسي، وآخر على الاقتصادي، وثالث على الفوضى المرتدية ثياب الحرية، ورابع وخامس وعاشر على جنون اسعار الخبز والسولار، وتخيل الفرح الملاحق حتى في كوابيس الوجع.

حالة اختلال آلية لا تنتج إلا تنمية غير مستدامة، وعلاقات اجتماعية مشوهة، وقيماً مستباحة، وشارعاً متناقضاً مخطوفاً باستلاب الوعي الجمعي حد التخمة، التي حتما أدت وستؤدي به إلى طريق كل المتناقضات المتشابهات من بذخ وعوز، استقامة وفجور، وصولاً إلى غض الطرف عن فعل الآخر النقيض الموثق بالصور والارقام في الخانة العشرية التي سجلناها بانحرافنا عن الدرجة المنفرجة، وكأننا نعيد انتاج أهم مشهد درامي في فيلم « الزمن الباقي» للمخرج الفلسطيني ايليا سليمان، وهو يعكس واقع الحال الذي يغني عن المقال، في مشهد من الكوميديا السوداء، يصور بائع الصحف ينادي على صحفه غير المقروءة إلا من العنوان، وبأعلى الصوت المملوء ببعض وشوشات وصراخ في بيت العجز: « الوطن بشيقل، وكل العرب ببلاش».

 

*كاتب وإعلامي فلسطيني

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2116 الخميس  10 / 05 / 2012)


في المثقف اليوم