أقلام حرة

زاحم جهاد مطر مبدعا / مسلم السرداح

- زاحم جهاد مطر وفن المقامة الأدبية – فرحت اجمع ماتمكنت من جمعه من مصادري الخاصة عن المقامة العربية منذ أيام الهمداني والحريري واليازجي من ثم . لأجد نفسي ولسبب ما أتحول الى الموضوع أعلاه وهو - زاحم جهاد مطر مبدعا -. وذلك لأسباب – سأحاول ذكرها - شتتت اتجاه المقالة وحولتها الى خاطرة قصيرة .

بدءا سأذكر ما عرفته عن الاديب زاحم جهاد مطر . وهو قليل .

لقد اشتهر الأديب العراقي المعروف زاحم جهاد مطر للأسباب التالية :

اولا : تميز اسمه عن باقي الأسماء لندرته . حتى إن غوغل حفظ الاسم  في بحثه لتميزه . فبمجرد أن تكتب زاحم في مربع البحث، حتى يأتيك اسم زاحم جهاد مطر مباشرة .

ثانيا : لبراعة " زاحم "  في فن اللغة العربية وتتجسد فيه ميزة عجيبة غريبة انه يبدو كمنجد لغوي كبير يمشي على رجلين اثنين وياكل ويشرب ويتكلم ويجلب لك المتشابهات والمتناقضات لفظا ومعنى ولاينطبق عليه البحث بحروف الهجاء او الابجدية،  كما ترتب الكلمات في القواميس ومناجد اللغة . أي انه رجل منجد ان صح لي القول .

ثالثا : لان هذا الرجل ابدع في مجالات ادبية كثيرة فهو تارة يكتب عن الحضارة العراقية القديمة السومرية على وجه الخصوص فحين تقرا له سلسلة الكلكامشيات تعجب وكانك تقرا لطيب الذكرالراحل " طه باقر " عالم الاثاريات العراقي الشهير مع فارق ان زاحم يكتب تاريخا بلغة الشعر – كهوميروس - .

ورابعا : اضافة الى كل هذا وذاك فزاحم جهاد مطر يكتب الشعر والقصة والمقالة، وبمستوى الكبار المتالقين المبدعين .

ولكي لا اُتهم بالمحاباة والمجاملة فانا لم التق الرجل لقاءا مباشرا - ولا لمرة واحدة في حياتي، ولم اشاهد غير صورته في الموقع ولا اعرف حتى مقدار عمره .  رغم ان كلانا يعيش في العراق، كما اعتقد - . ولكني تعجبت وانبهرت جدا حين عرفت من خلال النت – والله اعلم – ان الرجل يعمل مديرا لدائرة مكافحة الالغام والمقذوفات غير المنفلقة وهي مهارة تضاف الى مهاراته . وربما هناك اشياء اخرى لا اعرفها  من مهارات وامتيازات هذا الرجل المبدع  .

اذن هذا الرجل مبدع غير اعتيادي . ولكي لايضيع المبدعون   في زحمة الكثافة  السكانية الهائلة للكتاب والادباء،  اردت ان الفت الانتباه لهذا الرجل، الذي يعطي ولاياخذ، حاله حال المبدعين الكبار . وبالمناسبة فهذا من حق كل اديب على كل اديب طالما اننا نكتب في النت لوجه الابداع لا الربح المادي . ولو تسنى لي ان اكتب عن الجميع، لما توانيت، رغم صعوبة المسالة . ولقد قال العرب قديما ان " خادم القوم، سيدهم " وانه لشرف كبير ان أكون خادما للادباء والشعراء والكتاب المبدعين . وساحاول ما تسنى لي الوقت الكتابة بمقالات وخواطر – كمشروع – للكتابة عن افراد هذه الشريحة المهمة  .

ولقد وجدت  في حقل الردود في اخر كل نص اسم " زاحم جهاد مطر " يتصدر الاسماء التي ترد على كل اديب او كاتب من الادباء والكتاب بدون مقابل وبغض النظر عمن يرد عليه او يكتب له وبنزاهة يحسد  عليها .

بالنسبة لهذه المقالة القصيرة – الخاطرة - كتبتها في عجالة . وكان الاساس فيها اني اردت ان اكتب عن فن المقامة عند زاحم جهاد مطر . فرحت باحثا في النت عن زاحم جهاد فوجدت هذا الاسم غريبا لفظا بين الاسماء فحسدته لان صفحته لايشاركه فيها احد كصفحتي انا . فاسم " مسلم " يحتوي على كل ماكتبه السعوديون وغير السعوديين والعرب والمسلمين والمستعربيت والاجانب، تحت هذا المسمى ليختلط الحابل بالنابل على حد قول العرب حين يحمى وطيس المعارك ويشتد القتال ويشتبك الفرسان . ولولا اسم سرداح جدي لضعنا بين الضائعين . رغم ان " السرداح " كما عرفت ذلك فيما بعد، مقاطعة كبيرة في السعودية .

حين بحثت عن زاحم جهاد مطر في النت، وجدته قد كتب كثيرا من المقامات وكثيرا من الكلكامشيات وكثيرا من النصوص الشعرية والقصصية المهمة جدا وكتابات اخرى . فتاكد لي ان هذا الرجل مبدع كبير . فعزفت عن الفكرة لان زاحم جهاد مطر لاتكفيه مقالة بل انه يحتاج الى دراسة طويلة ومتشعبة تتناول ابداعاته المختلفة . ولذلك فكرت ان اكتفي بخاطرة تاركا الدراسة للايام ان تمكنت من ذلك . لان الدراسة تحتاج الى المام والى تحويل النصوص الى كتاب مطبوع يسهل مراجعته . وانا هنا ادعو الصديق زاحم الى طبع نتاجاته كي نستطيع الرجوع اليها ان انا او غيري .

 

 

كنت قد قلت لزاحم في باب الردود وكنت اعيدها عليه ولعدة مرات :

يازاحم انهم – وانا اقصد العرب القدماء طبعا – انما يتكلمون لغة يومية هي اللغة الفصحى . اما نحن الان فلدينا عشرات اللغات وليست لهجات . وانا حين اجلس امام بعض المحطات العربية لا افهم منهم سوى انهم عرب الاصل من العنوان فقط والفنون المترجمة ارحم لي - لاني اقرا الترجمة العربية لكي افهم  - . وكنت اقصد ان الانسان حين يكتب لغته الدارجة لايجد صعوبة في ايصال الفكرة للسامع كما كان يحصل للعرب القدماء، في ذلك الوقت .

وبالفعل فزاحم جهاد مطر مثل من يكتب بغير لغته . وهذا ما يمكن اعتباره من اصعب الامور ان تكتب وبفن ادبي وتبدع فيه . اذن هذا هو الابداع الحقيقي .

هذا بعض مما  كتبته في خاطرتي التي اردت ان ابداها كمقالة عن فن المقامة عند زاحم جهاد مطر . لاجد نفسي احولها الى خاطرة .و ارجو ان تكون هذه المقالة ستعجب الرجل لو قراها .

وارجو ان يعذرني زاحم والاخوة القراء على هذا الاختصار فخير الكلام ماقل ودل . ومما يبرر لي اخطائي وهفواتي هو حسن نيتي .

تحية للاديب المبدع زاحم جهاد مطر الصديق الكبير الذي نجح في جميع الفنون الادبية . ونجح في اشياء اخرى ليتني التقيته عن قرب لاعرف عنه الكثير مما اجهله

عنه .

          

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2123 الخميس  17 / 05 / 2012)

في المثقف اليوم