أقلام حرة

حول موضوعة الاعتذار للأستاذ سلام كاظم فرج / موسى فرج

لأني أعرف أن الأستاذ العزيز (عنده شي .. أو وفقاً للتعبير الذي استعرته من مسلسلة سورية عرضت في مطلع الثمانينات وتابعتها في حينه .. برأسه موال بدو يكوله ..) وعند قراءتي لمقالة الأستاذ سلام كان الشعور يتزايد عندي مع كل سطر أنتهي منه للتعقيب والتعليق لكني فوجئت أن الأستاذ الفاضل بعد أن جاء على نهاية المقالة كتب : (الرجاء هذه المقالة لا تتقبل التعليقات.. بل يمكن كتابة مقالات مستقلة لمجادلتها سلبا أو إيجابا مع التقدير.. سلام).. ولم يكتفي بذلك بل أضاف تأكيداً يقول : (تنويه هذه المادة غير مشمولة بالتعليقات، فيرجى من الجميع مراعاة ذلك وشكرا).. في نفس الوقت فقد كتب يقول : (اكتب هذه المقدمة لكي لا تجير مقالتي سوى للحقيقة العلمية الناصعة البلقاء.... وأجد أن من الصلافة أن أسكت على شيء اعرف عنه وعن تاريخه ما أعرف.. بحجة إني تقاعدت عن السياسة وانصرفت إلى التأمل .. في انتظار هادم اللذات!!...).. وطبعا أجدني معترض بشده بشأن أعمدت الحكمة الثلاثة هذه : فان كانت السياسة وظيفة أو بزنس فنحن جميعا متقاعدون عنها ولكن إذا كانت السياسة تفاعل مع قضايا الشعب وحركان روح ..؟ فأعطني دليلا يثبت أنك : ما تحترك روحك وما تنحمس .. هذا من جهة من جهة أخرى فان الانصراف للتأمل تلزمه ظروف من بينها بيئة ساحره وهدوء وعدم الانشغال بالقضايا الحياتية والمعيشية .. فإن كان أستاذنا العزيز في باله بيئة ساحرة كتلك التي توفرت للخيام أو رامبرانت طاغور فليقل اسمها كي نهاجر إليها و نشاركه في الانصراف للتأمل من باب : ولذيذ العيش أن نشتركا .. أما من ناحية الهدوء فهذا يعني أن أستاذنا العزيز قد لوح بصحن البث ألتلفازي في أقرب خوره وإلا ..؟ منين يجي الهدوء وكل هذا الصخب الذي يمارسه الساسة وأيضا رجال الدين أللي هالايام أحس بتناغم بين استأذنا العزيز وبينهم (بالمناسبه : هذا الأنترنت قلب كل المعايير ولم يعد ما يمكن إخفاءه فقد قرأت على الانترنت قبل يومين ما يمكن أن أصفه بأطعم ما قرأت ..

فالمعروف انك لو سألت قاضيا صادفته في المقهى أو في الطريق بشأن قضية ما فان رأيه غير ملزم ولا يعتد به خلافا لما يصدره هو في جلسة قضائية في المحكمة وذاك يسمى حكم قضائي وهو ملزم .. نفس الشيء لرجل الدين فعندما يقول كلاما في مجلس أو ديوان لا يتم التعامل معه باعتباره فتوى ولكن إن كتبه ومهره صار فتوى .. الذي قرأته : أن احد أتباع السيد مقتدى الصدر قد كتب لسماحته استفتاء يقول : توجد آيه في القرءان تقول :

ظهر الفساد في البر والبحر .. فما نوع الفساد في البحر ..؟ وكان جواب السيد له: (كمل نومتك يغاتي).. صحت والله بمكانها .. حيل وياه هذا .. هسا أنت تشتم فساد وتشرب فساد وتأكل فساد وتسمع فساد .. كل هذا ما كفّاك وتسأل على الفساد في البحر ..؟ تنتهي من فساد البر وعود ذاك بعدين .. وبعدين أنت اشجابك للبحر قابل العراق سوقطره لو الفلبين ..؟ هنه 3 كيلومترات يتصل بيهن العراق بالبحر وأكلهن مناه ميناء مبارك ومناك اللسان الملحي .. يسأل عن الفساد بالبحر ..!) .. ومن ناحية عدم الانشغال بالجوانب الحياتية والمعيشية فهذا يعني أن أستاذنا وصديقنا قد اتجه إلى استخدام الطاقة الشمسية وطلق الكهرباء الوطنية ومولدة الشارع وعاف المولدة المنزلية وقام بتسليم بطاقة الحصة التموينية وعاد إلى سجايا أجداده أبناء سومر وأكد .. فهل حصل هذا ..؟ أما موضوع انتظار هادم اللذات فالأولى بهادم اللذات أن يذهب لغيرنا ويهدم لذاتهم وعندما نكون على خط شروع واحد معهم أهلا وسهلا به وما طاردينه .. أما أن يركض علينا وإحنا سامعين باللذات سمع بس ما شايفيها فأمر يجانب العدل والإنصاف لأن أعمارنا التي سبقت الفاتح من نيسان الأغر ليست حياةً وتفضلوا هاتوا خريطة وجربوا إذا يمكن تسقيطها عليها باستثناء خريطة النياندرتال.. هسا نجي لموضوعة الاعتذار : .

1 . بات شبه انطباع عندي بان العراقي من غير القومية الكوردية (بالمناسبه : هاي الكوردية كتبتها بالواو تلبية لرغبة الأخوة الكورد لكن جهاز ألنت أعترض عليها وكتب خط احمر تحتها لتصحيحها وعندما دخلت على التصحيح وجدته يقول : تكتب بدون واو ..

قلت للنت تروح يمعود لا تبلينا .. بس يشوفوها بدون واو يزعلون علينا ويتهمونا بالشوفينيه ..) والجماعه ليهسا ما مسويين حروف خاصه بيهم حتى نستعملها وياهم .. بس ألفتحه أبمكانها هه والضمه أبمكانها وه.. وإذا صاروا وحدهم يصيرون مثل جنوب السودان يصرخون في وجه السودانيين : نحن دولة أخرى نحن جنوب السودان ..! نرجع لموضوعنا : بات شبه انطباع عندي بان العراقي من غير القومية الكوردية إن لم يصطف مع ما يقوله الكورد بتطابق 100 ./. يتهم بالساميه .. هسا أحنا حرّنا .. ألجماعه يكولون علينا انتم معادين للساميه في حين أننا ساميين وابناء عمومتهم .. والربع يكولون علينا معادين للأرايه وإحنا بلدياتهم ..وبيننا وبينهم زاد وملح .. لا .. وأجماله الأواصر بينهما امتن من الأواصر بيننا من جهة وبين أي منهما .. يطلع لك ثالث يكول: لا حام ولا سام ولا آر.. روحوا اسألوا شيخ دارون عن أصلكم الطرفين .. ألشجره عنده .. .

2 . المظلومية التي وقعت على الكورد هم يقولون إن من قام بها وقادها صدام وعبد السلام عارف .. آنا لست صداما ولا عبد السلام عارف ولست من أتباع أي منهما والمظلومية التي وقعت عليّ منهما أكثر من المظلومية التي وقعت على الكورد .. وتفضلوا اثبتوا لي بان علاقتي بأي منهما امتن من علاقة قادة الأحزاب الكوردية بأي منهما .. وان كان لدى أي منكم دليل يثبت باني ابتهجت بانقلاب عبد السلام عارف وطيرت برقيات التهنئة أليه ..

أو أني وصفت يوما صدام بأنه وحده الضمان لمستقبل الكورد فاني سأعتذر وأتحمل ما يترتب على ذلك من مسؤوليات .. في هذه الحالة فانك عندما تريدني أعتذر .. فقل لي ما هو الشائن الذي ارتكبته بحقك ويستحق الاعتذار .. .

3 . في مطلع السبعينات قام حسن سوار (اعتقد هكذا اسمه) وكان آمر هيز من ضمن البيشمركه بخطف مجموعة من الشباب وقتلهم وكل الذي اقترفوه أنهم انهوا تحصيلهم الدراسي العالي في دول أوربا الشرقية وعادوا إلى بلدهم متسللين عن أعين السلطات القمعية مثلما يفعل أقرانهم الشبان الكورد ولم تقتلهم السلطات القمعية إنما قتلهم البيشمركه وهو فعل شائن يستحق الاعتذار وفي مطلع الثمانينات تم قتل أكثر من 100 شاب عراقي كانوا يقاتلون نظام صدام نصرة للكورد والذي قتلهم في بشتاشان ليس نظام صدام إنما عمر دبابه الذي يعمل بإمرة السيد الطالباني رئيس الجمهورية حاليا ولغاية تاريخه تنتظر عوائلهم اعتذارا من مرتكبي الجريمة وهي طبعا فعل شائن .. ولم يحصل .. .

 

4 . في عام 2005 وفي عهد الجمعية الوطنية كنت في مبنى البرلمان لشغل رسمي وقلت لعدد من البرلمانيين .. مالي أرى الموازين قد تغيرت عند الكورد عما عهدناه طيلة العقود الماضية حيث كنا نلمس منهم اصطفافا متبادلا مع مواطنوهم من القومية العربية ممن لا يحملون فكرا شوفينيا في حين باتوا ينظرون اليوم للأمر من زاوية واحدة : أن تكون عراقي من أصل عربي فأنت خصمي .. .

5 . بعد سقوط نظام صدام لم تذهب الدبابات العراقية لترغم الكورد لإعادة الاندماج بوطنهم العراقي بل بالعكس فان الدبابات الحكومية العائدة للجيش استولى عليها الكورد بمساعدة الأمريكان ورفع السيد مسعود برزاني صوته بالتلويح بها مهددا صالح المطلك عندما اعترض على إنزالهم العلم العراقي قائلا : إننا نملك 500 دبابة فما الذي عند صالح المطلك كي يواجهنا به ...!. .

6 . وعندما يقول الساسة الكورد أنهم التحقوا بالعراق طوعا ورغم أن كل المعطيات تشجع على هذا الطوعا فقد سقط نظام البعث القمعي وأيضا القومي وحل بديلا عنه نظام محاصصي لهم فيه هم حصة الرأس من الذبيحة .. فإننا نعرف أن ذلك ليس حباً إنما بهدف الحصول على مزيد من الأراضي العراقية أسموها المتنازع عليها بسبب التعريب ألصدامي لبعض المناطق العراقية الكوردية .. في حين أن الوقوف على ذلك في غاية البساطة وهو العودة إلى الخرائط الموثقة في عام 1958 والتي سبقت التعريب ألصدامي للوقوف على حقيقة المناطق الكوردية والقول لهم : إيمانا منا بحق تقرير المصير.. هذه حدودكم ومع السلامة .. .

7 . ولكن أن يمعن الساسة الكورد بابتزاز الشعب العراقي من خلال سياسة هم بنوها مع زملاءهم تحت يافطة نظام المحاصصة الفاسد بدلا من أن يبنوا النظام الديمقراطي الذي قد يكون فيه رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان ورئيس الوقف الشيعي كلهم كورد لا مشكلة في ذلك طالما أن المفاضلة تتم على أساس الوطنية والنزاهة والكفاءة ..

ويمهدون للانفصال من خلال تكريس تهشيم وتجزئة العراق فأمر لا يقبله عاقل من الطرفين عربي أو كوردي .. .

8 . قد يقول قائل منهم أن الإقليم مختلف فقد صار واحة الديمقراطية في الهلال الخصيب .. نقول لهم : لا والله يابه ساستنا وساستكم من نفس المنشأ وعدنا وعدكم خير وما فيه حدا أحسن من حدا .. وقد كتبت عندما استشهد سرادشت تحت عنوان :(كم عيبا كشفه...استشهاد الفتى سردشت ؟!...) : .

(كذب المنجمون فالحال في كردستان ليست بأفضل من غيرها ..وهي ليست جنة عدن ولا هي المدينة الفاضلة كما يزعمون..).. .

9 . وعندما قالوا : أنه إقليما وإنها فيدرالية .. قلنا : لا والله يابه ..وكتبتنا أيضا : (إقليم كردستان ليس فدراليا .. واعتماده في المحافظات يعني تمزيق العراق ...!.) .. .

 

10 . هذا.. كلام الساسة ونحن نعرف أنه ليس من بينهم حوراء داخل شرنقه .. بل أنهم الصوبين : ثيب وعابره الستين .. فهو قد لا يجرحنا .. ولكن أن يأتي التنكيل من بلدياتنا المثقفين الكورد .. فهذا مما لا يمكن هضمه ... لقد حصلت بيني وبين بلدياتي وصديقي العزيز الكاتب المعروف كفاح السنجاري مطارحات خوانيه (ليست اخوانية سلفيه) أسميناها دارميات .. هو يقول : عمر الدولة الكوردية 4000 سنه في حين أن عمر الدولة العراقية 90 سنه .. أنا أقول : يمعود أبو عمر دخلي الله بين عيونك .. على الأقل أتذكروا أبنيتكم اللي أبنينا بنى لها الجنائن المعلقه .. متكلي أشجان شغله أبنينا..؟ ملك لو جرخجي ..؟ وإذا ملك غير على مملكه ..؟ لعد أشلون عمر العراق 90 سنه ..؟.. وقد كانت تلك الدارميات تجري بأريحية ولطف لكن ما قرأته في مقالة الدكتور سامان سوراني قد ذهب بعيدا .. خلاصة القول : طبعا أن لا أميز بين مثقف عراقي وآخر على أساس العرق أو الدين أو المذهب أو الجنس لكني أميز بين النزيه والفاسد .. فأقول للبعض : أتذكر حاله حصلت في منتصف السبعينات لم أكن متواجدا في المكان وإنما نقلها لي أحد الأصدقاء في حينه وهي أن الشاعر المعروف عبد الأمير الحصيري رحمه الله وقف صائحا في اتحاد الأدباء : إن كنت قد أنتهيت سياسياً .. فاني لم انته وطنياً ... فعاد يابه : إذا سوتنا المحاصصه سياسياً كلنا تمر عماره .. فإننا وطنيا لم ننته وقيمياً لم ننته .. ومناه ورايح التنكيل بعراقيتنا غير جائز ولا يمكن هضمه ..تحت أي مسوغ .. والجاي متلكينه والرايح مودعينه .. مو هيجي أستاذ سلام كاظم فرج ..؟ تقبل تحياتي .. وممنوع التقاعد ..أما التأمل ..فـ عود من تتوفر الشروط اللوجستيه ...

 

موضوعة الاعتذار .. وفق القانون الدولي لا وفق الاطروحات المجانية .. (قراءة مبسطة.. عراقيا وعالميا) / سلام كاظم فرج

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2127 الأثنين  21 / 05 / 2012)


في المثقف اليوم