أقلام حرة
الدكتور محمد تميم وزير التربية .. أهلا للتربية والتعليم / زيدان حمود
لدى أشخاص معينين يفهمون حقيقة ما يلقى على عاتقهم من مسؤولية، لذا تتولد لديهم قدرات مضافة إلى قدراتهم في فهم حقيقة مسؤوليتهم وما يتوجب عليها في حفظ الأمانة والارتقاء بها إلى أعلى مراحل الواجب الوطني أولا والإنساني ثانيا، وهذا ما لمسته شخصيا في سلوك الدكتور محمد تميم وزير التربية الذي أتمنى أن يستمر بالتحلي بأعلى مراحل المسؤولية والثقة العالية بالنفس من أجل وطنه العراق أولا وأبنائه وأخوته من العراقيين طلابا وأساتذة ثانيا.
أسوق هذا الحديث وأنا أتلمس حرصا وحرقة وعملا دؤوبا لدى السيد الوزير من خلال ما أتابعه له من نشاط في مجال التربية يختلف تمام الاختلاف عن نشاطات الوزارات الآخر .
والبادرتان الأخيرتان اللتان طرحهما السيد الوزير في مجلس الوزراء وأيدهما السيد رئيس الوزراء وباركتهما جموع الطلبة من العراقيين وعوائلهم وهما شمول الطلبة جميعا في دخول الامتحانات الوزارية للصفوف المنتهية بدون استثناء وإعادة امتحان الراسبين في الدور الثاني وهما خطوتان مباركتان تحسبان له حتما، حيث الظروف العصيبة التي يمر بها العراق ليست ظروفا اعتيادية وإنما هي ظروف استثنائية أصبحت ظلال ثقلها واضحة على المواطن العراقي .. وعلى كل مسؤول في الدولة العراقية أن يعي هذه الظروف ويتفهم ما تعكسه من قسوة وضراوة على أبناء شعبه، وأن يعي مسؤوليته في مساعدة الناس المتعبين الذين أنهكتهم مثل هكذا ظروف صعبة لتخطي مراحل اليأس التي تسببها تلك الظروف وذلك في تذليل كل الصعاب التي تحول دون زرع الأمل في قلوب الآخرين، كما فعل الدكتور محمد تميم في خطوتيه الرائعتين أنفتا الذكر، متمنين عليه أن يتواصل ويستمر في مد يد العون إلى أبنائه الطلبة في مثل هكذا ظروف وأن يلتفت إلى طلاب المراحل غير المنتهية حيث أصبحت المناهج فيها صعبة وشبه معقدة أوجدتها لجان لا أعرف كيف تعاملت مع صياغة القرارات في تغيير تلك المناهج التي أصبحت في مراحل معينة عبئا ثقيلا وسببا مباشرا في تأخير الطلبة ورسوبهم .
أسوق المثل الأتي أمام أنظار السيد الوزير لدراسته باهتمام وفاعلية ومحاولة مناقشته مع اللجان المختصة بأعداد المناهج الدراسية وهو ..
أن الصف الأول المتوسط هو مرحلة انتقالية أولى من الابتدائية إلى المتوسطة ومنذ عقود طويلة كنا ندرس في هذه المرحلة درسا واحدا يعوض عن ثلاثة دروس وهو درس العلوم الذي يحتوي على ثلاث مواد في آن واحد وهي الكيمياء والفيزياء والأحياء تمهيدا لدراستها تفصيليا في السنتين القادمتين من المرحلة المتوسطة .. لا أعرف لماذا تغير هذا الوضع وأصبح طالب الابتدائية في المرحلة الأولى من الدراسة المتوسطة يدرس الفيزياء والكيمياء والأحياء بصيغة أعقد مما هي عليه سابقا في الثاني والثالث متوسط علما إن هذه الدروس يمهد لها سابقا في درس العلوم في الأول المتوسط بحيث أن الطالب في الثاني والثالث المتوسط لديه معلومات كافية عن طبيعة هذه الدروس لا تسبب له الإرباك او الدهشة في واقع التلقي لها .
وفي هذا الوضع الجديد أصبح الطالب في الأول متوسط الذي غالبا ما يكون مستواه الدراسي دون المتوسط بفعل الظروف التي ذكرت آنفا محكوم عليه بالرسوب في ثلاثة دروس فرعية هي أصلا درسا واحدا هو درس العلوم الذي يجب أن يكون تمهيدا أوليا لهذه الدروس الثلاثة التي تختلف آلية موادها تمام الاختلاف عما درسه في المرحلة الابتدائية، ناهيك عن المواد الدراسية الأخرى التي أصبحت أكثر تعقيدا من السابق .
الذي نرجوه من سيادة الوزير المحترم أخا وأبا أن ينظر بعين الاعتبار لطلاب المراحل غير المنتهية في هذه السنة التي نريدها سنة خير وبادرة محبة مباركة خطاها سيادته بحسن نية عالية ومسؤولية إدارية وإنسانية كبيرة أن يشملهم بمكرمة إعادة الامتحان في الدور الثاني بالنسبة للراسبين وأن يمنح المكملين منهم دورا ثالثا
لزرع الأمل في قلوبهم ومنحهم فرصة أخرى من اجل إعادة الثقة بالنفس لهم لمواكبة المسيرة مع زملائهم من الطلبة الناجحين .
وأن يناقش بجدية وعلمية عهدناه بها دائما مع لجنة إعداد مناهج الأول المتوسط إعادة النظر في دروس الفيزياء والكيمياء والأحياء وإيجاد صيغة تمهيدية لها أما في المرحلة الابتدائية وأما أن يعاد درس العلوم في المرحلة الأولى من المتوسطة وتدرس هذه المواد في الصفين الثاني والثالث المتوسط كما درسناها سابقا .. والى مزيد من العطاء والمواصلة للأستاذ الفاضل الدكتور محمد تميم وزير التربية الذي أصبح عطاءه الإداري والفني والإنساني في مجال عمله واضحا .. ومن الله التوفيق .
تابع موضوعك على الفيس بوك وفي تويتر المثقف
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2128 الثلاثاء 22 / 05 / 2012)