أقلام حرة

حبذا لو كان قادتنا غير متزوجين / امين يونس

وهذه المرأة صحفية ناجحة، ويقيمان في القصر الرئاسي في العاصمة الالمانية بصورةٍ طبيعية، وليسَ عندهما أولاد . وإذا كان الرئيس الالماني، لهُ مهام بروتوكولية على الأغلب وصلاحياته محدودة .. فأن الرئيس الفرنسي الحالي (فرانسوا هولاند) هو رئيس إحدى أقوى واكبر الدول في العالم وله صلاحيات واسعة .. وهو أيضاً يعيش منذ سنوات طويلة، مع شريكته أو عشيقته " فاليري تريرفيلر " بدون زواج وإصطحبها معه، كسيدة فرنسا الاولى، في زيارته الى الولايات المتحدة الامريكية هذه الايام .. وهما أيضاً ليسَ لهما أولاد .. والسيدة تريرفيلر أيضاً صحفية مستقلة لامعة .

على أية حال .. لم نسمع، ان أحد أبناء أو بنات الرؤساء والقادة الكبار، في الدول المتقدمة، يلعب دوراً بارزاً في شؤون البلد، إعتماداً على منصب أبيهِ .. فحتى المرأة الحديدية " تاتشر " رئيسة وزراء بريطانيا السابقة .. كان أبنها طياراً مثل بقية الطيارين، وإشتركَ فعلياً في حرب فوكلاند ضد الأرجنتين . الرئيسَين الحاليين الألماني والفرنسي، ليسا متزوجَين أصلاً وليسَ لهما أبناء .. واوباما له بنتَين ما زالتا صغيرتَين .. أما قادة اليابان وكندا وبريطانيا والدول الاوروبية المتقدمة .. فكما يبدو، ليسَ لأبناءهم دَورٌ يُذكَر في الإدارة العامة .. بل ان الإعلام الحُر والمجتمع المدني، يُراقبان أي زّلةٍ من هذا النوع قد يتورط بها المسؤولون الكبار .. ويفضحونها ويحاسبونه عليها .

أما عندنا .. فالأمر مُختلِف تماماً .. فالكُل من جيلنا، يتذكر سيئَي الذكر، عُدي وقُصي وأمهها، وهم يتلاعبون (شاطي باطي) بِكُل شؤون البلد ! ... وليسَ بعيداً عن الأذهان، علاء وجمال مبارك وأمهما ولا سيف الاسلام واخوانه ولا أبناء علي عبدالله صالح .. ولا بشار الأسد الذي هو نفسه وريث أبيه ! .. وليستْ مُصادفة، ان ينجو " زين العابدين بن علي " وينفذ بجلده، بينما يُقتَل القذافي ويُحاكَم مبارك ويُلاحَق عبدالله صالح، وكلهم جعلوا أولادهم السفلة، مسؤولين عن أهم مفاصل الدولة، الامنية والإقتصادية ... بينما بن علي لم يكن له أولاد ! .

إذن نحن نعيش في بيئة، تنتشر فيها " ثقافة " التوريث والفساد المُقنَن والتمسُك بتلابيب السلطة، والتفرد والمَيل الى الدكتاتورية .. حتى بأغطية الديمقراطية والإنتخابات ! . قادتنا في [أعماقهم] يعتبرون الديمقراطية وصناديق الإقتراع، مُجرد وسيلة للوصول الى السُلطة .. تلك السلطة التي سيتمسكون بها بالأسنان والأضافر ولا يتخلون عنها مهما حدث .. بل يهيئون أبنائهم وهم ما زالوا مُراهقين، لكي يكملوا المسيرة من بعدهم .. كُل ذلك بإسم الديمقراطية والإنتخابات ! ... ماذا يفعلون؟ .. ان [الشعب] يريدهم وينتخبهم ويريد وينتخب أبناءهم، فهل يخذلون الشعب ؟!! .

 

............................................

حّبذا لو كان قادتنا غير متزوجين " مثل الرئيسَين الألماني والفرنسي ".. ويعيشون في قصورهم مع عشيقاتهم بدون زواج .. وبالتالي ليس عندهم أبناء .. على الأقل كُنا نضمن عدم توريثهم في كُل المواقع ! .

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2130 الخميس  24 / 05 / 2012)

في المثقف اليوم