أقلام حرة

فخري كريم .. وسيناريو التازيم / محمد السوداني

من خلال سياسة التزييف والافتراء التي اعتاد عليها دون جدوى كونه يبيع غث الكلام دون سمينه وهو وليد السلطة التي منحته التخمة وما لم يكن يتوقعه من الامتيازات والوعود الا انه بدا يرجم في الغيب من خلال اسقاطاته التي ولدت له هستيريا التقمص وبالتالي اخذ ينفخ بقربة مثقوبة .

ولا شك ان وجود كريم كصحفي عراقي يُسبب لنا نحن الصحفيين العراقيين حرجاً كبيراً أمام أنفسنا وأمام العالم، مثل الإحراج الذي سببه لنا من يدعي الوطنية والحرص من اسياده، ومن اكاذيبه أنه صرَّح بأنه يملك ملفات تدين الحكومة وبالخصوص دولة رئيس الوزراء، وبحسب ما التمسته عبر شاشة قناة الحرة عراق فانه كان اداة خبيثة لتازيم الوضع السياسي في العراق وبين العرب والكرد على وجه الخصوص، وهو خرج عن اطار المضمون كونه لم يحسن تمثيل الدور الوطني الذي هو بعيدا عنه كل البعد وبذلك فهو يؤدي سيناريو رديء جدا وفاشل كسابقاته .

ان رئيس تلك المؤسسة يذكرنا بالطاغية الذي اعتلى منصة ساحة الاحتفالات مرتديا قبعته الهوليودية وسلاحه الفاسد الذي اشهره ضد ابناء شعبنا العراقي، وهوذا السيناريو يعيد نفسه من جديد ولكن بملامح سياسية وطائفية جديدة يقودها كريم عبر حوارا مفتوحا يخلو من المصداقية ليستهدف الرموز الوطنية والسياسية ومنها الشيعية خصوصا وان العملية السياسية ما زالت تعيش فوق صفيح ساخن ما بين الحلحلة والتعقيد .

ان الظلمة والمتاهات والاقصاءات والفساد التي ذهب بها رئيس تلك المؤسسة لينسبها الى رئيس الوزراء نوري المالكي ليست الا اوراق مزيفة يستعرضها من هو من عتاة الجريمة، فهو حاول مرارا وتكرارا عبر مؤسسته المشبوهة وشخصيته الانتهازية النيل من المؤسسات الوطنية والمهنية الفاعلة ومن رموزها الكفوءة والنزيهة سعيا منه للإطاحة بمتبنيات مرحلة التغيير والتي ولدت من هم رجال المرحلة ومن رحم المعاناة والمآسي والمقابر الجماعية والانفال وحلبجة ليصححوا مسار المنظومة السياسية في العراق من خلال الانجازات التي حققتها حكومة الشراكة الوطنية في المرحلتين الماضية والحالية ومنها تفعيل ملف المصالحة الوطنية وترسيخ مفهوم النظام الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة والتاكيد على مبدا الفصل بين السلطات واحترام استقلالية القضاء وحياديته وتحقيق الاستقرار الامني في جميع المحافظات العراقية وخصوصا المناطق المحتدمة وخروج القوات المحتلة بموجب الاتفاقية الامنية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة الامريكية وعلى المستوى الاقتصادي فكانت هناك اولوية لملف البناء والاعمار والخدمات والاستثمار وكذلك المساواة بين الحقوق والواجبات للفرد العراقي والتوزيع العادل لثروات البلد وانتهاءً بعقد قمة بغداد واجتماع 5+ 1 الخاص بالملف النووي االايراني وهو دليل واضح على عودة العراق الى محيطه العربي والاقليمي والدولي .

ان تلك الانجازات والنجاحات التي حققتها الحكومة رغم التحديات المحلية والاقليمية المتمثلة بالمشروع الطائفي الذي تقوده جهات داخلية ودول اقليمية معروفة والتي تسعى الى اضعاف العراق وابقاءه مريضا دون ان يتعافى، ومحاولتها مصادرة حقوق وارادة شعبنا التي عبروا عنها بصناديق الاقتراع لمن هم اجدر بقيادة البلد لبناء دولة القانون والمؤسسات لا دولة الخضوع والمزايدات .

ان فخري كريم مطالب اليوم، بالاعتذار لرموزنا الوطنية الهامة وازالة الاحقاد التي يكنها للعراقيين عامة والشيعة خصوصا، ونقول له : كُف عنَّا يا مزمجر، وإلا فسنٌضطر إلى تقليب ملفاتك الخاصة، ومواجهتك بشكل صارم يردعُك عن التجاوز على رموزنا الوطنية، ولا فرق عندي إن اعتبرت هذا وعيداً أو نصيحةً.

واخيرا .. عليك ان تنتقي الفاظك عند الحوار وان تبحث لك عن ضمير (والله يكرِّمنا ويكرِّم بلدنا عن فاقدي الضمير) .

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2131 الجمعة  25 / 05 / 2012)

في المثقف اليوم