أقلام حرة

هل سينفرط العقد الطائفي الأخير / رجاء المسلماوي

لدى الجميع من أراد أن تكون كذلك، متبعاً سياسة فرق تسد التي اتبعها مع أجدادنا وللأسف الشديد نجح بالأمس البعيد وبالأمس القريب ولم نتعظ من تجارب غيرنا ولدغنا أكثر من مرة وفي ذات الجحر .

ولكن ليس كل ما يرسمه ويخطط له الأعداء قابل للتنفيذ فمن المؤكد أن ما تشهده الساحة السياسية العراقية من تجاذبات وخلافات وتقاربات وتراشقات ممكن أن تكون مخاض عسير لولادة عهد جديد تكون ابرز خصاله الحرية والمدنية والديمقراطية الحقة بعد حقبة من التخندق الطائفي الذي دفع ثمنه غالياً جميع العراقيين بقومياتهم وطوائفهم وأقلياتهم .

ولكن و مع مرور قرابة العشر سنين أدرك العراقيون ووعوا أن لا بديل عن الانتماء للوطن الواحد الذي يجمعهم تحت خيمته ويضمهم في كنفه ويفيئهم بشمسه الدافئة حيث تبرز لنا حالة اقل ما يقال عنها نقطة تحول ايجابية في مسار العملية السياسية وعلامة نضج بعد ارتسمت ملامح انفراط لكل العقود الطائفية وأخرها وأكثرها تماسكاً (الائتلاف الشيعي) الذي جثم على صدر التقدم والتطور في مسار العملية السياسية مستغلين أعضائه جهل أبناء الطائفة وتحذيرهم من مخاوف لا تلوح سوى في أفقهم الضيق مذكرينهم بروايات وأحاديث تنقل من هنا وهناك عن حقبة مظلمة من تاريخ المسلمين من الأجدر بنا التغاضي عنها وطيها .

فولد الائتلاف في بيئة طائفية ورغم كل المحاولات التي سعت لتبديد هذا البناء المقيت استمر هذا التحالف بوصاية من جهات خارجية ليسير بالعراق إلى مسارات ضيقة وسبل وعرة ولكن ما نلمسه اليوم من انفتاح وطني لبعض مكوناته وأعضائه يشير إلى بداية عهد جديد اسمه انفراط أخر العقود الطائفية إيذاناً بعهد الوطنية الجديد الذي سيعامل به العراقيين على أنهم سواسية بالحقوق والواجبات أن انقضت حقبة المالكي قريباً.

الكاتب العراقي رجاء المسلماوي

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2132 السبت  26 / 05 / 2012)

في المثقف اليوم