أقلام حرة

كلام في السياسة الخارجية .. اجتماع بغداد لل"5 + 1" / مصطفى الادهم

او الافرقاء في لبنان فأنه يصور من البعض العراقي على انه "فتح الفتوح" من الدوحة. 
لا ننسى ما قيل من "المعلقات" في دور قطر الاقليمي بل "والدولي" بعد عقدها مؤتمرا لفريقي 8 و 14 اذار - بما عرف بعدها في لبنان ب"إتفاق الدوحة".

الرقص في الحفلة القطرية لم يغب عنه ساسة وشخصيات وكتل عراقية، لطالما اتحفتنا عن اهمية "الدور" القطري - الشقيق. لانها - اي قطر - اصبحت مؤثرة ولاعبة "دعبل" عالمية لايمكن تجاهلها، و"ثقلها" و"خبرتها" في حل النزاعات الدولية !

بعد انعقاد اجتماع "الخمسة زائد واحد" في بغداد، برعاية العراق، واستضافته، خرجت نفس الشلة التي رقصت في "المولد" القطري، تلطم خدها في "المولد" العراقي !
 
يابة ليش ؟
خير..

شنو الفلم ؟
الجواب بأختصار ما لنا والعالم!
ولماذا لا تحل الحكومة خلافاتها الداخلية؟
وأين هي من نقص الخدمات المزمن؟ 
 
يابة.. ما دخل خلافات الداخل بالسياسة الخارجية؟
ملف السياسة الخارجية مستقل بذاته، عن ملف السياسة الداخلية.. نعم، هناك تداخل موضوعي، هناك تناغم تكتيكي.. كله طبيعي.

لكن لا يجب الانقطاع عن العالم والإقليم بالانكفاء الداخلي - هذا تقوقع.. خصوصا من بلد كالعراق.. ومشهده تتداخل في رسمه اكثر من ريشة إقليمية ودولية.

وهذا لا يعني بإي شكل من الأشكال اعفاء للحكومة من تقصيرها المدان في الملف الداخلي - لاسيما الخداماتي.

في كل العالم هناك خلافات داخلية، قابلة للحل او مستعصية. وهناك تقصير حكومي.. طبعا لا يقارن مع تقصير "حكومة الشراكة الوطنية".

هذا لا يعني بالضرورة تجميد سياسة البلد الخارجية.


ان يلعب العراق دوره في الاقليم، ويبني حضوره الدولي؛ هذا بحد ذاته مكسب له كدولة، بغض النظر عن الحكومة؛ التي تتغيير، والدولة ثابتة.
الدور الخارجي للعراق ضرورة. لانه ينقله من زاوية تقلي الفعل، ومن ثم التعاطي معه بصيغة رد الفعل. الى موقع الفعل؛ من حيث المشاركة في "صناعته" أو أقله الاحتكاك بصناعه ومعامله.. والفرق واضح بين الاثنين.

الدور الخارجي، يحتاج الى حراك فعال على كل المستويات. واستثمار الفرص المتاحة. بل خلق الفرص للعراق لاستثمارها في مصلحته، ودعم سياسته الخارجية ودوره الاقليمي.
العراق يمكنه ان يكون لاعبا إقليميا ـ "رجل الإطفاء" - والوسيط النزيه محل ثقة جميع الأطراف. ما يكسبه صداقة الجميع - الكبار - ويقيه رعونة الصغار.

انه لمن المعيب ان يتباكى بعض الساسة حينما يلعب العراق دوره الاقليمي. بينما هم يفخرون بالارتماء في أحضان الأشقاء الذين يلعبون في ملعب العراق.. وبكل "عين صلفة" يتباهون بدور "أشقائهم" - الإقليمي والدولي "المؤثر" - الذي سيعود ب"الخير" على العراق وشعبه.

بينما لا يعود دور العراق الإقليمي او الدولي بأي فائدة تذكر على العراق وشعبه - وفقا لنفس الساسة والكتل!

 انها مفارقة من نوع المضحك المبكي - شيكسبيرية – بإمتياز.

 

الحراك الخارجي للعراق؛ في حال ما أحسن "المستثمر" العراقي استثماره؛ يعني كارت أصفر لبعض دول الجوار، يليه أخر أحمر يخرجهم من الملعب الإقليمي؛ ما يعني بدوره تعريتهم أمام العالم، وانكشافهم أمام شعوبهم؛ لأنهم يعتمدون سياسة "تصدير الأزمات"، وخلق المشاكل عند الأخر؛ للتغطية عن جور داخلهم.

لذلك تراهم يعملون المستحيل كي لا يستعيد العراق عافيته. 

  

مصطفى الأدهــــم

صحيفة "المثقف".

26.05.2012

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2133 الاحد  27 / 05 / 2012)


في المثقف اليوم