أقلام حرة

قراءة في شعارات التظاهرات التي خرجت يوم 25 ايار في العراق / صفاء العراقي

مظاهرات جابت الشوارع انطلقت من المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة من قبل مرجعية السيد محمود الصرخي الحسني، هذه التظاهرات اتسمت بعمومية المطالب وشموليتها كما انها وسعت من دائرة المطالب لتشمل كافة اطياف الشعب العراقي.

وهنا سأحاول قراءة هذه المطالب والمناشدات لنقف معا على الغاية المرجوة والاهداف المتوخاة من هذه التحركات الساعية لبناء هذا الوطن العزيز والمطالبة بالحقوق بالطرق القانونية والدستورية وبأساليب حضارية بعيدة عن الصراع والعنف المرفوض.

المتابع لما رفع اثناء هذه المظاهرات الحاشدة حمل لافتات حمّلت المجتمع الدولي من منظمة الامم المتحدة, منظمة العمل الاسلامي, منظمات حقوق الانسان العالمية, منظمات الاتحاد الاوربي, الجامعة العربية، مسؤولية لما حصل ويحصل في العراق وطالبوا هذه الجهات برفع الحيف والظلم عن العراقيين وتوفير ابسط مقومات الحياة البشرية للعراقيين.

وهذه الخطوة تعد من اهم الوسائل الساعية لرفع ما وقع على العراق من حيف، كما ان تحميل المسؤولية للمجتمع الدولي على اعتبار مساهمته الفاعلة في وصول العراق الى هذه المرحلة وهذا ما اشارت اليه الشعارات واللافتات التي حملت خلال التظاهرات فقد طالبت الجماهير باستلام ملف العراق وإزالة كل آثار الاحتلال, وتشكيل حكومة انتقالية تهيئ لانتخابات مدنية خالصة بعيدة عن كل تحزب ديني أو طائفي أو اثني مضر بالآخرين ومكفر لهم.

ومن الشعارات الملفتة للنظر تلك التي طالبت بمراقبين دوليين يراقبون أوضاع السجون السرية وغير السرية في العراق وكذلك مراقبة الشارع وتحركات الجماهير في تظاهراتهم المطالبة بأبسط حقوقهم الإنسانية, ومراقبة حدود العراق مع دول الجوار من قبل مراقبين او قوات حفظ السلام، لمنع سرقات النفط العراقي من الآبار ومنع تهريب نفط العراق ونهب ثرواته ونقلها عبر الحدود, ولمنع دخول المتسللين والإرهابيين والعصابات ومنع تهريب السلاح من والى العراق عبر الحدود.

وهذه اشارة الى ان هذا الحل هو ما يمكنه ان يحد من هذه التعديات التي طالت حقوق الانسان في السجون وفي الشوارع خلال التظاهرات اضافة الى ما يشهده العراق من سلب لثرواته على الحدود مع دول الجوار وكذلك عمليات تهريب السلاح وتصدير الارهاب والارهابيين.

ولم تغب عن هذه التظاهرات المطالبة بحقوق الصرخيين كشريحة اجتماعية سلب حقها وتريد ممارسة حقوقها الإنسانية والاجتماعية والفكرية بحرية بعد ان حصلت بحقها العديد من الاساليب غير الاخلاقية وغير الحضارية المخالفة لكل القوانين من تعرض مساجدهم للحرق والهدم والتضييق على المصلين وضربهم واعتقالهم وتعذيبهم واستخدام عدة وسائل لتشويه صورتهم المسالمة من قبل جهات متنفذة حكومية ودينية اتسمت بطابع الدكتاتورية في تصرفاتها ومحاولة اقصاء الاخرين ممن يخالف توجهاتهم وافكارهم.

واللافت في الامر ان الخطابات والهتافات والشعارات التي رفعت كانت موجهة ايضا إلى نفس الشعوب، شعوب أميركا والشعب الأوربي والشعوب الإسلامية والشعوب العربية فكان النداء موجها الى المنظمات والدول وكذلك الشعوب وكان التأكيد على الشعوب في تحمل المسؤولية الأخلاقية والإنسانية والتاريخية للوقوف مع الشعب العراقي في محنته وماسيه وما يتعرض له العراقيون وكذا اتباع المرجع العراقي السيد الصرخي الحسني، كشريحة عراقية تعرضت للظلم والقهر والتهميش.

كما ركز المتظاهرون في لافتاتهم على المطالبة بالخدمات والماء والكهرباء وثروات النفط والمياه والانهار والضمان الصحي والمستشفيات والامن والامان والقضاء على التفجيرات..

وطالبوا أيضا بالمليارات المسروقة والمعتقلين من كل الطوائف والاديان ونددوا بانتهاك حقوق الانسان وكثرة البطالة والارامل والايتام والمخدرات والحشيشة.

وانتقدوا بشدة العمالة الى الاجنبي وبيع العراق الى دول الجوار بأبخس الاثمان من اجل البقاء في السلطة.

وهنا اكتفي بهذا القدر من الاشارة واتمنى كل الخير والتوفيق لهؤلاء العراقيين الرساليين اصحاب المواقف الوطنية المشرفة الذين اثبتوا انهم مع العراق قلبا وقالبا، سلام على العراق الابي وعلى العراقيين الأباة الشرفاء.

 

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2134 الاثنين  28 / 05 / 2012)

في المثقف اليوم