أقلام حرة

البرزاني .. والادارة بالأزمة .. وصدام ضمانة الاكراد / حيدر يعقوب الطائي

على المشاكل القائمة التي تواجه الكيان الحكومي او الاداري حيث يطلق البعض على الادارة بالازمات بانها (علم صناعة الأزمة) للتحكم والسيطرة على الاخرين اي الخصوم من خلال استخدام كل الوسائل المتاحة بما فيها غير المشروعة والتي تجافي المعايير الاخلاقية والثوابت الانسانية.

والأزمة المصنوعة لها مواصفات تجعلها تبدو حقيقية للرأي العام من حيث الاعداد المبكر وتهيئة المسرح الأزموي المناسب وتوزيع الادوار على قوى صناعة الأزمة واختيار التوقيت المناسب لتفجيرها وايجاد المبرر والذريعة لهذا التفجير، وقد برع مسعود البرزاني ربيب الموساد بتسويق الازمات المفتعلة واستخدامها كستار من الدخان الاسود لاخفاء الفشل السياسي والتسلط الديكتاتوري في اقليم كردستان الذي تحول الى مرتع خصب لعمليات النهب المنظم لمقدرات الشعب العراقي على وجه العموم والكردي على وجه الخصوص.

فالأزمة اذن على رأس جدول مسعود البرزاني لما تلقيه من نتائج، يرافقها ادوات اخرى اهمها وجود من يفعل ويروج لها وليس هناك ارخص وانسب لهذه المهمة من فخري كريم... التاريخ يشهد بان البرزاني اذا وصل الى طريق مسدود يستخدم جميع امكانياته في الحصول على ذريعة لتحقيق غاياته، فما استنجاده بصدام الا دليلا على ما اقول، كذلك ارتماءه باحضان الامريكان لما تضفيه من شرعية وحماية له، وليس للشعب الكردي على حد سواء، فالجميع يعلم بان الشعب الكردي يعاني من دسائس البرزاني وعصبيته القبلية ويحرم من خيرات الاقليم.

مواقف مسعود البرزاني كثيرة اذكر منها على سبيل المثال، ما ذكره بريمر في مذكراته اذ يقول البرزاني لبريمر عندما حل الجيش العراقي: ان مثل هذا الجيش الدموي يجب ان يجتث عن بكرة ابيه واحييك يا سيادة بول بريمر على قرارك بحل الجيش وهذا اسعد يوم في حياتي....

غاية البرزاني اضعاف العراق والسيطرة عليه من خلال البشمركة التي تأتمر بأمرة البرزاني وابناءه، وهو اسعد يوم في حياته لانه بداية لانطلاقه في تحقيق حلمه في انشاء جمهورية كردستان، بعد ان ينهب خيرات العراق وثرواته ويحتل جميع ما يمكنه من اراضي العراق وبالاخص كركوك.

مسعود البرزاني الذي صرح من على مجلة الف باء العراقية بأن صدام ضمانة الاكراد وقد لقبه صدام انذاك بقاهر العملاء، كيف يعتقد البرزاني بان صدام حسين ضمانة الاكراد بعد الجرائم التي ارتكبها ابان الحرب ضد الاكراد، اليس هذا ما يطابق وصفنا بان مسعود ما يهمه من العراق مصلحته ومنفعته واين وجدت انحنى وقبل الايادي والارجل، يأتي اليوم ليتحكم بمصير العراق من خلال المجرم فخري كريم الذي يبست شفتاه من تقبيل اقدام اهل المصالح والنفوذ ويقول عنه مجاهد سكن الكهوف وقاتل النظام هو واولاده ويبيح لهم ما يمنعه عن غيرهم.

ولي ان اذكر نص ما قال الفريق طاهر جليل الحبوش مسؤول المخابرات في زمن صدام وهو يكشف اوراقه حول علاقة مسعود البرزاني بصدام وباسرته اذ يقول الحبوش:

استغاث مسعود البرزاني بصدام حسين في قتاله ضد الطالباني وبادر صدام يوم 31/8/1996 بارسال كتيبة من القوات الخاصة مع لواء مدرع من الجيش العراقي وهزم بيشمركة الطالباني هزيمة منكرة واسترد اربيل خلال ساعات واعادها لسيطرة مسعود، ويومها غلب الحماس عليه فقال ممتدحا الجيش العراقي: انه على ثقة من ان فوجا منه قادر بشجاعته على مواجهة فرقة من الجيش التركي، وزاد بانه مستعد ليوقع على بياض لكل ما قد يطلبه منه الرئيس صدام حسين.

ويضيف الحبوش في اوراقه المنشورة في قسم تقارير ودراسات جهاز المخابرات العراقي ان : مسعود البرزاني يبدي لنا الامتنان والولاء ويشيد في كل لقاء بالرئيس صدام حسين وبحبه للجيش العراقي الذي وقف معه في كل المواقف الصعبة. ويقول الحبوش في اخر لقاء بيننا قبل الغزو الاميركي بايام قال لي مسعود انه اذا دخل الجيش التركي من الشمال فان البيشمركة قادرة على صده، وطلب مني ابلاغ الرئيس صدام ان يسحب الجيش من المنطقة الشمالية ليسد العوز في مناطق اخرى من العراق، وقال ايضا انه اذا دخل الاميركان فنحن نحتاج للجيش، وفي كل الاحوال اطمئنك الى اننا سنقاتل الغزاة مهما كانت جنسيتهم لان العراق عراقنا وسنقف مع الدولة في الاوقات الصعبة، ويذكر الحبوش قول لمسعود البارزاني ما نصه: ان والدي –الحديث لمسعود- ومنذ وقت مبكر قالي ان صدام حسين رجل فلولاه لما حقق الاكراد مطالبهم ولقد احببته كثيرا منذ ذلك الوقت.

اقول، ماذا يفترض ان تقول وان تخاطب مثل هكذا شخصية نفعية وصولية منافقة، والسؤال المطروح هل يتساوى هذا الجهاد المصحوب بمعاونة صدام واعوانه على جهاد البعض ممن ينعتهم فخري كريم بوقاحة انهم اساءوا للعراق، بالتأكيد الأمر مختلف يا فخري، فانظر الى جهاد صاحبك وقارن بانصاف.

ملاحظة: الامانة العلمية تقتضي التنويه على ان اوراق طاهر جليل الحبوش تم الاستعانة بها من خلال بعض المواقع والصحف لذا اقتضى ذكر هذه الملاحظة..

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2135 الثلاثاء  29 / 05 / 2012)

في المثقف اليوم