أقلام حرة

الفرق بين حاكم ولاية جورجيا (1) والبرزاني / عدنان عزيز

على اعتبار ان البلدين ينهجان نظام سياسي واحد الفدرالية (ملاحظة على رغم اختلاف آليات الحكم) .

ومايهمنا هو مدى فهم الحاكمين للفدرالية والعمل بموجب تلك النظم السياسية فحاكم ولاية جورجيا يفهم تماما الفدرالية ويعمل بهدوء دون رغبة الانفصال اوعقدة المظلومية التي تبرر له الانخراط في منهجية بناء دولة داخل دولة . ومن هذه الزاوية لم نشهد حاكم ولاية جورجيا يحاول أن يلوي ذراع اوباما او يستقبل رئيس دولة أو يتلقى دعوة من دولة تعتبرها الدولة الاتحادية غير صديقة او يتعامل بتعالي على رئيسة المنتخب اوباما او يقيم نشاطات ومؤتمرات لاعلم للحكومة الاتحادية بها او حتى توجيه دعوة لحضور من يمثلها او أن حاكم ولاية جورجيا يستأثر بالحكم هو وعائلته ويعمل بروح الملكية والتوريث ولكن من المفيد جدا ان نعرف ان العراق يشهد نظامين للحكم في الشمال تسيطر على مقدرات محافظاته الثلاث حزبيين او الاصح عائلتيين بينما في العاصمة الاتحادية نظام ديمقراطي منتخب شهد تغيير اكثر من رئيس وزراء حكم بغداد بينما ديكتاتورية الحزبيين مستمرة ومتضخمة يوما بعد آخر عموما عودة الى الفرق بين الحاكميين حاكم ولاية جورجيا الامريكية والبرازاني. فالاول منتخب من قبل شعب الولاية ويمنحه الدستور فرصة ثانية للترشح اذا حالفه الحظ بالفوز مرة اخرى أي ان عمره في حكم الولاية ثمان سنوات وتنتهي سيرته السياسية اما برازاني فحاكم مطلق لايعرف التوقف او التقاعد لانه يتفارخ عبر عشيرته واولاده ويمد اذرعه عبر أبناء إخوانه وذويه في القيام بمهام الإقليم الدولة داخل الدولة . ولان حاكم ولاية جورجيا لايمنحه الدستور حق توجيه الدعوات لاستقبال رؤساء دون علم رئيسه اوباما بينما برزاني يفعل مايحلو له دون علم الحكومة الاتحادية ولو كتبنا عن مخالفات البرزاني وتعاليه وشمخرته على حكومته الاتحادية لوجدنا العجب العجاب فالحكومة الاتحادية لاتتحكم بسياسة الاقليم ولاتعرف ماذا يحدث في الإقليم وليس لها الحق ان تتواجد على المنافذ الحدودية او في المطارات او الحق في ايرادات الكمارك والضرائب وايرادات الرسوم وسلطة الشرطة الاتحادية او الفدرالية او التمثيل الدبلوماسي او رسم السياسة الخارجية او... او... او... او... الخ ..... ان القائمة طويلة ومحزنه تؤشر الى ضياع حقوق الحكومة الاتحادية في الاقليم على اعتباره جزء من الوطن الواحد العراق وان المواطن الكردي شانه شان أي مواطن عراقي آخر يقبع في أي بقعة عراقية . ولكن حاكم ولاية جورجيا يفهم صلب عمله ويعتبر قوته من قوة الحكومة الاتحادية ولايكرس جهده لعرقلة عمل الحكومة الاتحادية او يبدي اعتراضه على بناء جيش اتحادي قوي او اعتراضه على عقد جلسة للحكومة في ولاية اخرى وللحديث بقية ولكن لابد من تاشير الفرق بشكل جدي فحاكم ولاية جورجيا لايرى نفسه ابعد من حاكم ولاية في اطار دولة اتحادية اسمها أمريكا وبين البرازاني الذي لايرغب إلا ان يرى نفسه رئيس دولة وليس في اطار وطن يسمى العراق  .

 

..................

1: جورجيا الولاية 13 الأمريكية عاصمتها اطلنطا

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2136 الاربعاء  30 / 05 / 2012)


في المثقف اليوم