أقلام حرة

دعوة للبحث عن الكفاءات من اجل اداء متطور / صالح الشيخ خلف

  1. 1.تقييم الوقائع بشكل مقلوب .
  2. 2.التظاهر، التملق وكذب مستمر .
  3. 3.اهدار المال العام وعدم استغلال الامكانات المتوفرة .
  4. 4.التفنن بالتاكيد عل? التقاليد واجادة ظاهرة التملق من اجل البقاء في المنصب .
  5. 5.انخفاض اداء العاملين في المؤسسة .
  6. 6.ابعاد العناصر المتخصصة في المؤسسة .
  7. 7.استبدال قواعد واسس الادارة بالاعلام والدعاية .
  8. 8.تقريب المتملقين والوصوليين .
  9. 9.التفنن في استخدام الاساليب المخربة من اجل استمرار هذه الادارة .
  10. 10.الولع والشغف المكتومين لزيادة المال والظواهر الشكلية .

ومادام الانسان يملك بطبيعته، القابلية الفائقة في تبرير الافكار والاعمال بشكل منطقي ومعقول، فانه يمكن التصور بانه يمكن تبرير النقاط العشره الانفه الذكر بشكل يسير، لان العناصر المتخصصة والكفوءة لاتحتاج ال? الدعا?ة والاعلام، لانها لاتحتاج في الاصل لمثل هذه الدعا?ة .

وكمثال عل? ذالك عندما تطرح شركة مرسيدس احد? موديلاتها للبيع فانها تذكر شروط البيع، عل? خلاف السيارات الصينية فانها تؤكد عل? مواصفاتها وقابلياتها في السير والحر?ة والحوادث وما ال? ذالك، وتبق? طوال فترة الدعاية الزمنية تتحدث عن كفائة هذا النوع من السيارات التي يٌشك في قدراتها الذاتية .

في البلدان المتقدمة، عندما يعين شخص لرئاسة جامعة او بنك او اية مؤسسة اخر?، فان الجميع يتحدث عن حسن الاختيار وعن النزاهة والعلم?ة والكفاءة، اما عندنا فان هذا الجميع يستغرب لمثل هذا التعيين، او عل? الاقل يصاب بالدهشة !.

في عام 2011 وصل الناتج القومي للبرازيل 2493 مليار دولار متجاوزا بذالك الناتج القومي لبريطانيا الذي وصل 2418 مليار دولار، حيث نجحت البرازيل من خلال التخطيط والمثابرة والاهداف المرسومة للوصول ال? هذا الهدف حيث تحتل حاليا مكانة مرموقة عند الاسرة الدولية ولاتحتاج ال? دعاية ولا ال? اعلام، في الوقت الذي تصرف وزارة الخارجية في بلد اخر الكثير من الوقت للتاكيد عل? ان هذا البلد من البلدان المهمة في المنطقة، ويجب ان لايستهان بقوته في هذه المنطقة، حت? يبق? هذا البلد ح?ا في ذاكرة الاخرين ومن اجل زيادة الثقة بالنفس، متناسية ان العمل والانتاج والابداع هو بحد ذاته اعلام لايحتاج ال? توضيح .

ومما لاشك فيه ان اكثر المدراء في العراق اما احتلوا المنصب بالصدفة، او من خلال العلاقات الشخصيه او الحزبية او الطائفيه او المحاصصة او القبائلية، وبذالك نراهم دائما يصفون اعمالهم بالانجازات التي تحققت في زمن قياسي والتي تمتاز دائما بحاله من التظاهر اكثر مماهي الحقيقة .

ومما يؤسف له، ان الاتجاه الذي سارت عليه الامور في العراق، تنصيب من هو تحت اليد، ودائما يقف امام المسؤول، دون النظر ال? كفاءته ومؤهلاته وتجربته، وهذا ماينعكس عل? سعي هذا الشخص ال? الاحتفاظ بمنصبه مهما كلفه من ثمن، ولو كان عل? حساب دينه او وطنه، والتي تنعكس عل? سلوكه وتصرفاته وحت? عل? الجمل التي يستفاد منها في الكلام مع المسؤول الذ? هو في منصب اعل? .

العلوم السياسة، تقول ان الانسان في الغالب نتيجة جملة من القيم، وان سلوكه هو انعكاس لقواعد واسس هذه القيم التي تعايش معها وكبر معها، وعندما تعطي هذه القيم الاولوية لعدم التجربة وعدم المعرفة، فمن الطبيعي يجب ان لانتوقع غير الاداء الضعيف، التقييم الهزيل، المعرفة المحدودة، القرار غير الصائب، الاخطاء المتكررة في اتخاذ القرار، الخطاب غير المنسجم، والتي تبق? اثار هذه العوامل لسنوات طوال لانها ترتبط ببناء بلد وبحياة مواطن وبتقدم مجتمع، ولعل من العادات السيئة واللاخلاقية تعيين عناصر بدون صلاح?ة او بصلاحيه ناقصة في مراكز القرار .

ومن الصعب وضع حد بين العمل غير الاخلاقي وغير العقلاني، اي عمل خارج اطار القواعد والقيم سواء كان في السياقة او في ادارة الوزارة او الدائرة العامة، يتعارض مع الاخلاق العامة ومع العقل والمنطق، رمي الاوساخ من السيارة، وتعيين شخص لم يقرأ في حياته كتابين عن العمل الدبلوماسي في سفارة، كلاهما عمل غير مسؤول ويتعارض مع الاخلاق، لانه يؤثر عل? المجتمع، ويتجاوز مصالح الاخرين، ويستهين بالوضع الاجتماعي . وقد تلاقي هذه الافكار اعتراضات من قبل البعض لان التاريخ السياسي في العراق لم يكن افضل حالا مما نحن فيه، وان المثقفين والعلماء اللذين انجبهم العراق لايمكن مقايستهم بأقرانهم في بقية دول المنطقة .

المشكلة التي نعاني منها في العراق هو عدم التخصص وعدم الخبرة، التي دائما تكون لصالح الفرد وعائلته وعلاقاته . ونمو ظاهرة التعيين عل? اساس الطائفة والمذهب والحزب والمنطقة، الامر الذي انعكس عل? اتخاذ القرار الذي كان بامتياز يفتقد للحكمة والنظرة المستقبلية وحاجة الوطن والمواطن في اكثر الاحيان .

عالم دين ناجح، مهندس متفوق، كاتب متميز، صناعي مبدع، سياسي ذكي، لايحتاج ال? التملق والضجيج والدعاية والاعلام والكذب المستمر ومواجهة الاخرين، من اجل ان يبق? مدة اطول في منصبه، في الوقت الذي يحتاج العنصر الضعيف ال? اعمال خاصة تعتمد عل? القدرات الذاتية من اجل حب الظهور .

عل? سبيل المثال ان ساعة رولكس لاتحتاج ال? دعاية فائقة لانها اثبتت كفاءتها، عل? خلاف الساعات الاخر? التي تصنع في تايلند او الصين فانها دائما تقول بانها تضاهي في عملها الساعات السويسرية، بل انها لن تبخل عل? نفسها ان تاتي باسماء الماركات السويسرية، وكذا العلاقات بين بني البشر هي عل? هذه الشاكلة، فالمجتمع السليم والمجتمع المبدع والخلاق، مجتمع يحتفظ بمراكز القرار لاكثر الشخصيات معرفة، واخلاقا، وتخصصا، واصالة، اللذين يحافظون عل? مبادئهم واصلاتهم وقيمهم حت? مع انفسهم ليكونوا نموذجا في المجتمع، ودائما كانت القرارات تعرف بشخصياتها عل? مد? التاريخ .

لماذا يجب ان نبحث عن طبيب جيد عندما نصاب بوعكة صحية، ولانبحث عن شخصية تمتاز بالكفاءة عندما نريد البحث عن مدير للبلدية في مدينة ما .

لماذا يجب ان نبحث عن مستشف? مرموقة عندما نريد ان نجري عملية جراحية، ولانبحث عن متخصص ذي خبرة في التخطيط او الادارة او القانون عندما نريد البحث عن وكيل او مدير في هذا المنصب او ذاك .

لااريد القليل من شان الكفاءآت الداخلية، لكن علينا التذكير ان الرئيس سليم الحص وهو شخصية مصرفية عمل اكثر من عشرة سنوات مستشارا لامير دولة الكويت عندما كان وزيرا للمالية، وهذا ليس عيبا لا عل? وزير المالية ولا عل? المستشار، وان القانون الجنائي العراقي كتبه العالم القانوني المصري السنهوري، فذالك يحسب للعراق وللسنهوري عل? حد سواء .

ان البحث عن المتخصصين والكفاءات لادارة العراق سواءا كانو عراقيين او عرب او اجانب حالة حضارية تعكس الحالة المعرفية للمسؤولين .

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2137 الخميس  31 / 05 / 2012)

 

في المثقف اليوم