أقلام حرة

.. على محطة " الشباب " وهي من المحطات المصرية الجديدة بعد الثورة .. وكان البرنامج في بدايته .. وموضوعه هو : [ التثاؤب ] .. نعم ايها السادة .. ليسَ هنالك سهو أو خطأٌ إملائي .. السيد مُعد ومُقّدم هذا البرنامج المُهم .. تَحّدثَ مُطَولاً عن التثاؤب، والاحاديث النبوية الشريفة، التي تحُثُ على وضع اليد على الفم أثناء التثاؤب .. لئلا يدخل الشيطان داخل جسم الانسان !! . ثم تطرَقَ الى آراء الفقهاء والمُفسرين .. والفريق الذي يعتبر هذا الحديث صحيحاً، والفريق الآخر الذي يعدهُ ضعيفاً .. والفرقاء الآخرين الذين يقفون في الوسط ! . وإستطرد مُعرِجاً الى أحاديث اُخرى، من قبيل، ان الذي يسمع آذان الفجر ولا ينهض للصلاة، فأن الشيطان يبولُ في أُذنهِ !! . لم اُغّيِر المحطة عمداً .. لمعرفة، الى متى سيستمر هذا البرنامج، والى أين يريد ان يصل، السيد المُحترم .. إستغرقَ البرنامج العتيد 45 دقيقة، وكان محور الحلقة، هو : التثاؤب .. ومدى ضرورة وضع اليد على الفم من عدمه ! .

إتصلتُ بأحد الأصدقاء الذين أعرف شغفه بمختلف أنواع المحطات والبرامج .. وذكرتُ له تفاصيل البرنامج المذكور .. فلم يستغرب، بل إستغربَ من إستغرابي ! .. وقال : هل تعرف انه توجد الان أكثر من مئة محطة تلفزيون فضائية عربية " دينية " ؟ وان معظمها بتمويل سعودي وقطري واماراتي وكويتي وايراني .. وان 90% من برامجها .. سطحية وتهتم بقشور الدين وتذكي النعرات الطائفية، وتشغل الناس بأمور لاجدوى منها .. وتفاصيل تافهة لاتُقدم ولا تؤخر .. وحتى فتاوى على الهواء، تستغل بساطة الناس وسذاجتهم ؟ .

...................................

الهجمة الشرسة، التي تواجهها " الثورة المصرية " منذ أكثر من سنة .. حيث توضحتْ هذه الهجمة المدروسة والكبيرة، من خلال فَكَي الكماشة : الفلول وبقايا الحزب الوطني والمجلس الاعلى العسكري، هُم أحد الفكَين .. والأخوان المسلمين والجماعات السلفية .. هُم الفك الآخر ! ... وشباب الثورة الحقيقة وفقراء الشعب المصري والمُهمشون والكادحون .. أي أغلبية الشعب المصري .. هُم المُستهدَفون من هذه الهجمة الشريرة .. التي تُريد إفراغ ما تبقى من الثورة من محتواها التغييري .

ان التمويل السعودي القطري الخليجي، لمثل هذه المحطات التلفزيونية، التي تكاثرت بعد 25 يناير 2011 .. والتي تنشر الخزعبلات والأراجيف والاوهام، تحت غطاء الدين .. هو مظهرٌ من مظاهر الهجمة المنظمة على الثورة المصرية ..

انهم يُريدون ببساطة .. ان يخلد الشعب الى النوم .. ان " يتثائب " بإستمرار .. وليسَ مُهماً ان يضع يده على فمه أم لا ! .

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2137 الخميس  31 / 05 / 2012)