أقلام حرة

من المستفيد حتى الآن من الربيع: الشعوب أم الإمبراطورية؟ / الطيب بيتي العلوي

.. مقولة عرفانية

 

مقدمه:

الثورة ثورتان :ثورة من الداخل وهذه لا يراها إلا المستبصرون والراسخون في مقامات مراقبة النفس ومحاسبتها وإتباع الحق والحقيقة أينما كانت وهؤلاء هم القدوة في الثورات الحقة، (و الحكمة ضالة المؤمن انى وجدها فهو أحق باتباعها-كما ورد في الأثر الشريف)وهناك ثورة من الخارج، وهي مطية الحالمين والرومانسيين والعاطفانيين، ومشغلة الحالمين والثرثارين والعابثين –وهؤلاء هم ميكربيات الثورات والأكثرلا خطرا عليها من الداخل !

والثورة الحقة ليست عملا عبثيا، فهي إختيار وجودي، وغائية ذاتها، وهي إبحار في ألغازالحياة ومعناها وقصديتها وغايتهاوجدواها، وتجوال عبرمباهج الفكروالحضارات، والتأمل في اسباب سموقها وهبوطها، والغوص في أسرارالآحاد والعقليات والجماعات والثقافات

 

الموضوع:

مهما يكن من تفرد العالم العربي من خصوصيات، ومهما حاولت حركات مقاومة الإستعمارفي أواسط القرن الفائت، أن تدفع بشعوب المنطقة نحو النضج، فإن بقايا الإستعمار–التي هي أكثر خبثا من قوي الإستعمار ذاته-قد جذرت -في نفوس شرائح عربية متفاوتة في المستويات العقلية والروحية والثقافية، منقبات وعلو كعب الحضارة الغربية على غيرها من الحضارات -وقعر دعاة التغريب في النفوس الضعيفة سمو الرجل الابيض على غيره من سائر البشر، وأغرى بريق اطروحات النخب العربية المتغربة عقول الكثير من الفئات المثقفة والمتفاوتة في السلم المجتمع العربي، وغلبت النظم الغربية المدسوسة في كل مجالات الحياة العوالم الثالثية : تصورا وتفكيرا وسلوكا وإبداعا وحولت معظم المثقفين الى أدوات ولعب بين براثن مناهج التمسيخ عبرالتغريب التي يتلون بألوان المجتمعات التقليدية العصية على التدجين، فأضحت تلك المجموعات المهينة على مناحي التفكيروالتنظير والتثوير في الدول المستعمَرة سابقا، الخطر الماحق لهم ولأوطانهم إن في الحال أو في المآل، فهي لاترى حضارتها وثقافتها وتقاليدها التي امتصتها فطرة الشعوب وعقولهم منذ نعومة أظفارهم إلا بعيون إستشراقية تسطيحية ضحلة ورخيصة، حيث ظلت تعمل هذه النخب المسترخصة في الدفع بالشعوب العربية نحو المسخ والتغريب والإستلاب لتعيد ترتيب أوراق كيفية إعادة القوى الإستعمارية، إلى البلدان العربية من الباب الأكبر(كفاتحين متنورين ، وأبطال القرن الجدد إحياء للمعلمة الإسعمارية ل مسؤولية الرجل الابيض -نظرية رجل الدولة الفرنسي جول فيري عبر المقولات الشيطانية الجديدة التي أسموها التدخل العسكري الانساني الغربي، هكذا، فانظر !

ورحم الله الثوري الإفريقي الحقيقي كوامي نكروما الذي قال : لا بد من إختيارالشعب ووجدانه،، فلايمكن لشعب ثائران يخلص أو يحقق مآربه الثورية، إلا إذا شد نفسه الى العلا بشريط حذائه ويضيف في مكان آخر من نفس كتابه الوجدانيةConsciencisme أو فلسفة عقائدية الثورة حيث يقول: ... ومن السهل على الجمل أن يلج في ثقب إبرة، من أن ينتصح الثوارأوالشعوب المتحررة بنصيحة أي مستعمر سابق ...

ومن ها المنظار، فقد ظل العالم العربي لأكثر من قرن خاضعا للمثل والنهج الذي يقدمه له الغرب عبر لافتاته وعناوين توجهاته، فكانت فترة محمد علي القصيرة هي لافتة العهد الذهبي للإرتقاء الإقتصادي والنهضة والليبرالية السياسية والإقتصادية لمصر الرائدة التي تزامنت مع التجربة اليابانية، ففشلت الأولى لأنها لكي تتخلص من وطآة حضارتها وتخرج من التقليد سقطت بغبائها في كماشة التقليد الحرفي للحضارة الغربية، عبر تكثيف البعثات الى باريس ولندن، -وسماها المستشرق الفرنسي الكبيرب عهد الاستدانة والتبعية والمذلة-في كتابه القيم مصر الإستعمار والثورة ...، ففتح الإستعمار الكلاسيكي في مرحلة أكذوبة الإستقلال، أبواب مجالات أبشع أنواع الإستغلال، تم تمريرها عبر خدعة لصوصيات الإستثمار، لتصبح الأسواق العربية في كل مراحل ما بعد الاستقلال أسواقا سمجة تلبية لمتطلبات الحضارة الغربية ومنعشة لأسواقها الإستغلالية، وتابعة لأوامرها، وذيلا خنوعا لها–بإستثناء مصرفي العهد الناصري-

وهكذاظلت سياسة البريطانيين والفرنسيين بعد مهزلةالاستقلال تُسيران البلدان العربيةعبرطوابيرهما المحلية الجلية والخفية، على طريقة القبطان الذي يقود سفينته في اتجاه الريح المتوجهة نحوالشمال لكي لا تنعرج السفينة نحو الشرق أو الجنوب !

ويبدو ان الغرب كان الأقدرعلى استيعاب المقاصد الجوانية للمقولة الفقهية المالكية من المالكية أنفسهم، القائلة بتغيير المباحث الفقهية حسب تغير الأزمنة والأمكنة ، حيث ارتأى الغرب أن يبدل لباسه وأقنتعه وخطاباته وأساليبه(لاننا لا نستحم في النهر الواحد مرتين حسب مقولة احد فلاسفةاللاتين )–ولعله بروتاغوراس-...فكان لا بد من تبديل الدمى بعد أن تم عصرها عصر البرتقالة، وبعدأن استفاد الغرب–عمليا-من النتائج الساحقة للتجارب الطويلة المثمرة في الحرب الباردة حيث أقصى(الغرب–الهيليني-اليهودي) للمرة الثانية في مدة أقل من قرن قياصرة روسيا الأرثوذوكسيين –الاولى عام 1917 والثانية في اوائل التسعينات، تلتها تفكيك بقية الأنظومة السوفياتية عبر الثورات البرتقالية والملونة والناعمة، التي مولها قواد البنك الدولي اليهودي الامريكي جورج سوروس الذي تخصص في تفكيك كل الدول الدائرة في الفلك الروسي، بينما اأندت مهام تفكيك الدول العربية إلى قواد الإمبراطورية والعولمة واليهودية العالمية اليهودي الفرنسي برينارهنري ليفي وبالتالي، فلن تسمع قط سوروس يتحدث عن العالم العربي في مشاريع قوادته-من باب احترام المهنية وتخصص الحرفية، ومن باب الرضوخ لمبدإ توزيع الأدوار، بينما لن تسمع ليفي يتحدث عن روسيا، وعندما يتحدث عن الصين-بوذيا- فانه يتحدث عن قواد البودية المزورة التيبيتية وقواد الإمبراطورية في عالم البوذية الدلاي لاما –كما ان لنا قوادينا من الفقهاء والعلامات الذين تنحصر مهامهم الفقهية في أستصدار الفتاوى الشرعية المتساوقة وأهداف الامبراطورية(وما على الباحث المستنير ذلكم الكم الهائل من المجلدات الفاخرة للمباحث التيمية والوهابية التي اعيد طبعها ووزعت بالمجان في كل المراكز الإسلامية في العواصم الغربية منذ عام 2001 !)

ثم ... !فقد كان ما كان مما لسنا نذكره- من اسطورة البوعزيزي -وظن شراولا تسال عن الخبر مع تغييرصيغة الإمام الغزالي–ولسنا هنا في باب الجدل العقيم أوالمضاربات السقيمة، لبذلهافي مهاترات توثيق الحادثة المزعزمة أم لا...، فذاك طرح والآخر نقيضه(وان كان قد تبدى حتى للعميان والطرشان مدىتبجح تلك الاكذوبة التاريخية التي أدخلت العرب الى وسيع التاريخ العالمي من بابه الأكبر بأكذوبة تاريخيةمنمقة لا تُغتفر، في مرحلة تيسرفيها التقصي وتحري دقة مصادرالحدث والخبر عبر الأنترنيت)

ولكي ناتي الى الموضوع من أواخره نقول ...، يبدولكل محترم لعقله، بان الأحداث المفاجئة والمتسارعة-وهو ما كرررته منذ بداية الحدث التونسي قبل المصري-قد تبين انها حققت في غضون اقل من عام مشاريع الإمبراطورية، اكثر مما حققته عن طريق الحروب العنيفة البوشية، مع كلفة خرافية حوالي ثلاثة ثريليون دولارفي حرب العراق، وخرجت من تلك الحرب خالية الوفاض بعد أكثر من ثماني سنوات، ولقد وصلت مصاريف الحرب على افغانستان الى مبالغ قارونية يخجل الناتو والغرب الخنوع للقرار الأمريكي في نشرها لكي تتطلع عليها شعوبهم –(وهو ما لن تسطيع الإمبراطورية فعله إطلاقا –ولو تبجح الرئيس الفرنسي–اليهودي التونسي الأصل بقدرته على إستصدار قرارإجماع التجمع التلمودي المسمى ب مجلس الأمن الدولي ضد النظام السوري الحالي تحت ضغوط نبي ثوراثنا الذي يقرر مصائر شعوبنا ليفي (لإختلاف النظامين اولا ولانه قد فشلت محاولات جيمسبوندية في رشوة اهم كبار الجنرالات –كما تم في حرب الخليج الثانية حيث ان كلفة رشوة الجنرالات العرب هي تعريفة معروفة، مما يدل على مدى غباء الانظومة الغربية في التخطيط والترشيد، سواء في الحرب او السلم- واعجب لمن يركع لهذا الغرب الغروبي الكارطوني الفقاعي-)

 ومن باب نظرية حسن الفطن والأخذ بالأحوط –(مقولةكبير شيوخ المالكية بعد الإمام سحنون)–فقد تم الدفع بالقوى الصاعدة من الشباب المتحمس المندفع نحو التحرر من كل شيء، ولاشيء في آن واحد، والحلم بتحقيق مزعمة ديموقراطيةالسوق الغربية la démocracie du marché فكان التخطيط للربيع العربي المبني على طرح هذا التساؤل الساذج البسيط الذي عملت على طبخه عقول التينك-تانك في مراكزالغرب متسائلين: ولم لايكون ما هو صالح للسوفييت وللتشيك وللصرب والسوفيين والأرمن والبولونيين، حيث نجحت فيها الثورات الفاكهانية والقوس قزحية والناعمة، ولا يكون كذلك بالنسبة للعرب: ومسوغات نظريتهم هو كما يلي:

- فبالنظر إلى أن إسم العالم العربي قد تقرر مسخه منذ الحروب الصليبية وحروب الاستعماروما بعد الاستعماروما بعد الحرب الباردة والهجمتين على العراق وحرب تدمير لبنان ومحرقة غزة وفشل مشاريع اطروحات المابعد واللاءات ونظريات الفوضى الخلاقة والهدامة وصراع الحضارات.... !،، فمن الصعوبة، اذاَ، تهميشه او الاستمرار في استغفال اهله وشعوبه بنفس هذاءات وقذارات الأطروحات الإجترارية الاركية العتيقة، يقودها نفس الموميات المحنطة والدمى المفبركة لعقود، فلا بد –والحالة هذه -من التغيير ( بذلك الشعار المقدس الاوبامي) حيث اوتي باوباما لينظر على الامريكيين المضبعين وعلى خلق الله في الخافقين من المستبغلين، وليطلق في احدى خطاباته الشيشورينية الهوليودية لفظة الربيع العربي فيتلقفها مهابيل ثوارنا ويرددونها مثل الببغاوات-وان كان قد سبقه الى التعبيربها برنارهنري ليفي (فانظر ! فحتى تسمية ثوراتهم مستوردة فيا للغلاظة والوقاحة والقزامة !)

-وبالنظر إلى إ ن اسم العرب يدوي عاليا في كل افتتاحيات الجرائد الكبرى في العواصم الغربية واسرائيل، وفي اروقة المال، وفي كل مداولات الامم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، وفي معظم ندوات دورات حقوق الانسان بجنيف، في مراكز المنظمات الحقوقية الحكومية وغير الحكومية، وفي الجلسات المغلقة للمشاورات في مصيرالعالم المرتبط بمسارات نتائج الصراع العربي الإسرائيلي-الذي اختفى نهايا من ذاكرة الثورانيين العرب والفسطينيين وذلك هو المطلوب) باعتباران مجاهدي بنغازي والمجمع الثوري السوري الاستامبولي قد تعهدوا بالصلح مع اسرائيل وفتح جبهات قتال مع حزب الله والتطوع الى المزيد من المفخخات في العراق والتسرب الى ايران، والتطوع الى محاربة الكفار الروس بعد سد ملف أفغانسان للإستفادة من تجارب المجاهدين الأفغان بعد أن اختراع بن لادن جديد وقد يكون هذه المرة شيعيا مناهضا للتشيع الفارسي لأيران وحزب الله وذلك من حسن الفطن)

-كما ان اسم العرب سطع مؤخرا في سماوات الإجتماعات العلنية في المحافل السرية الماسونية التي اصبحت بعد اطروحة العالم الجديد تتبجح بالعلنية –وخرجت من نظرية المؤامرة، مادام قطيع البشر يبلع ويهضم كل ما يسوق اليه الغرب فلم التستر إذاَ؟-حيث عقدت اجتماعها الاخير في عقر المملكة المغربية- في شهر مايو من عام 2012بمدينة الدار البيضاء-وفي حكم حزب العدالة والتنمية الاسلامي بدعوى حرية التدين والأديان –

فما الجديد؟

لا جديد تحت الشمس بالنسبة لمشاريع الامبراطورية :

فالربيع العربي يدخل في خانة مرحلة خطة مهندس السياسية الدولية اليهودي هنري كيسينغر اله السادات وحسني مبارك المسماة ب نظريتي: التصالح la conciliation والمواجهة la confrontation

فمرحلة المواجهة: وهي مرحلة المد والتفوق العسكري والمالي للأمبراطورية، والرغبة في المزيد من التوسع في الآفاق، بالحروب المهاجمة العنيفة والبربرية، قصد إجتثات حضارات وإستاصال إثنيات ومسح ثقافات، تستند الامبراطورية إلى اصولها عقائد استثناءاتها التاريحية المميزة –التي لن تتخلى عنها أبدا: وهي الإندفاعية الدينية المؤصلة للولايات المتحدة كأمة وكدولة حداثية وليدة للعرق (الانغلوساكسوني-الاوروبي) في طورهاالأول، بموجب الدستور الامريكي لابي الانوار(الماسونية) واب الامة الامريكية جورج واشنطن، وأصبحت قاعدة دستورية بموجب مبدأ مونرو الذي هو البيان الرسمي الذي اعلنه الرئيس الأمريكي جيمس مونرو في رسالة سلّمها للكونجرس الأمريكي في 2 ديسمبر 1823واصبح قانونا الزاميا للشعوب في كل انحاء العالم في السياسة الامريكية الخارجية وهي يعتمد توراتيا على العهد القديم تكون فيه الولايات المتحدة هي الدولة الصليبية وإسرائيل الجديدة وارض شعب الله المختار وتسمى بالمعجم الإصطلاحي الليكسيكي ب الانعزالية واسند هذا الدور–تاريخيا الى الحزب الجمهوري- في اطار توزيع الادوار وتقاسم الكعكة

أما مرحلة الهدنة اوالمصالحة :فهي مرحلة الجزرالامبراطوري، بسبب ثقل وطأة الحروب وعند الـأزمات – وخاصةالمالية-وعند عدم القدرة على مواجهة الخصوم والأعداء والمارقين-كما هو الحال الان :فهناك سوريا وحزب الله وايران ورسيا والصين ودول آسيوية كبرى: الباكستان والهند، ...، ودول امريكا اللاتينية الخارجة عن الطوق الامريكي على رأسهافينزويللاوكوبا، -ودول إفريقية تتحرك–ببراغماتية-بحثاعن مصالح شعوبها، بعد مؤشرات افول نجم الامبراطورية، وتسمى هذه المرحلة –ثيولوجيا- بالعهد الجديد اوالمرحلة الدعوية والتبشيربالأساليب الروحانية الماسيحانية المزيفة عبرالمناورات والمؤامرات والحروب الناعمة.ويطلق عليها في معاجيم العلوم السياسية الامريكية ...ب التوسعية أو التقدمية الإميريالية أو الإنفتاحية الداعية الى مشاريع تحضير العالم ونشر الديموقراطيات والحريات والمبادئ الانسانية العليا الأمريكية –فانظر !

 

فما هي النتائج الميدانية لمشاريع ما بعد الربيع العربي:

-لا بد من تتبع ما يحصل على الارض منذ ازيد من عام، لنلاحط بأن الوقائع والأحداث اليومية تركض ركضا في العالم العربي ويشد بعضها بخناق بعض، ...وأن الأريسطوطاليين العرب المهدارين لا يزلون يدردشون ويتطارحون الشان العربي–بمعزل عن المنظورالامبراطوري، وكان العرب سادة شؤونهم ومالكي ناصية امورهم- يتبادلون تهاطيل الكلام حول منقبات ربيع عربي لا يوجد إلا في ادمغتهم، ولا تحصد فيه الجماهير العربية-ميدانيا حتى الآن- سوى المفاجئات الهيشتكوكية ،

-ونلاحظ صمت كل اولائك الدونكشوطيون من متعاطي إبداعات القرض والقص والرواية والنقد في الدفاع عن اطروحات خربشاتهم في بهجة الربيع العربي

 بينما الثوار في كل مكان يتباكون ويتناحرون، ويتفنون في ايجاد نغمات جديدة للردح على مقامات التخوين المتبادل وشطحات تعليق الخيبات على الآخر الذي هو الاسلامي اوالعلماني او الليبرالي او العسكري او الفلولوي .. ولكنك لا تسمع ذكرا للأمريكي أو الأوروبي او الإسرائيلي الا في ما نذر !وكان الميدان خلا لهؤلاء الثوارانيين وحدهم، وكان من فبركوا الدمى بالأمس هم في راقدون رقدةأهل الكهف أو هم في الغيبوبة الكبرى اوالصغرى،

وبالتالي، فلن تسمع من أفواه هؤلاء الثورانيين – الذين ضج بهم الإعلام العربي والغربي وحتى الاسرائيلي – من يعترف بأخطائه او من يحاسب نفسه، ويمارس الإستبطان او يعيد النظر في حساباته ويعترف ويراجع إستراتيجياته، ويحدد أولوياته، ويقرب اليه المنافسون النزيهون، ولو كانوا من خصومه التقليديين ما دوموا وطنيين صادقين ! ويبعد عنه المدلسون ولوكانوا من خلص المقربين، ولكن ! ...كلا ومليون كلا ..فقد عم المصاب وطم ألامر، فكلهم ماشاء الله شاطرون وموهوبون وعباقرة وعرافون ومعصومون

 أما السياسيون والمتحزبون الذين افرزهم الربيع فهم يتخبطون ويفاجؤون الجميع بالتصريحات الإنفعالية، ثم لا يرعوون في نشرالتصريحات المضادة صبيحة فجر كل يوم، وكانهم أصيبوا بالامنيزيا الجماعية .

..فأين هم ثوارو البوعزيزي ومجاهدي بنغازي الذي حماهم صليبي الناتو المقدس وساركوزي ؟ وصمت الجميع عن مهزلة ليبيا ريثما يلحقون بها لبنان وسوريا ؟

 -واين هم الثوارالتونسيين الذين حولوا بلدهم الى مجرد مكتب لتجميع قراصنة الناتو واصدقاء سوريا عفوا أعداء سوريا وتخرق سيادة ثورتهم زيارات صقور الأميريكيينوخاصة وزيرة الخارجية الامريكية يستقون منهم –للغرابة الأرشادات والتوجيهات لضمان مصارهم الديموقراطي ويأتمرون من مشايخ الأعراب وميكيافيللي تركيا بعد تحويل ليبيا، الىما بعد ربيع ساركوزي وليفي الى مشهد خراب تناسب افلام الويسترن الامريكية الرقيعة، التي ينعق اليوم على خراب مدنها البوم الغربان، والتي تزايدت فيها الاقتتالات الداخلية، وتزايد إعلان مشاريع الإمارات المقبلة الامازيغية والقاعدية والوطواطية

وهونفس المشروع المعد لمصر التي قرر الغرب مصيرها كما يلي: اما فرعون !، أوعسكري نازي ! أو نيرون ! أو الطوفان !

ولليمن :اما الانضواء تحت الإستعباد السعودي والخضوع لوهابي شعب الله المختار ليصبح اليمنيون عبيدا في الأنظومة الأعرابية السلفوية الوهابية –التكفيرية –القاعدية، بعد تشطيب مذهبهم (الزيدي- الاثني عشري) وحشر اليمنين في الاقتتالات الداخلية الى قيام الساعة !

ونفس ما سيصلح للبحرين التي تضرب بها الامبراطورية عصفورين بحجر واحد : تطويق ايران والقضاء على شيعة البحرين –وكأننا قد دخلنا بموجب منقبات الربيع العربي عصرا جديدا لحروب جديدة ومناهج مستحدثة في حروب الإستأصال ومشاريع الإبادات وإعادةتوزيع الخرائط-وإن كانت تتم بنفس المناهج الغر بية المعروفة وتنطلي علي عباقرتنا العرب- !

وأماالجزائر(فمهما إختلفنا مع مافيا النظام) : فيبدو ان الربيع العربي لا تهمه الشعوب بقدرما يهمه كعكة الشعوب ولو أحرقها عن بكرة أبيها، وستصلي الجزائرعن قريببلظى الربيع لكي يصفي برنار هنري ليفي حساباته القديمة مع الشعب الجزائري لا مع النظام بعد تصفية الصراعات الداخلية ما بين عجائز الجنرالات وصغار الضباط، لإعادة الجزائر الى المربع القديم الذي بدأفي التسعينات، باحياء مجازرالذبح الداخلية التي ستصدر اليها جارتها ليبيا أو اسلاميي تونس، اقوام القاعدة والوهابيين الجدد، وهذا ما صرح به بيرنار هنري ليفي في شهر مارس في ندوة عالمية بمارسيليا من عام 2012 قائلا بالحرف الواحد سارسل الربيع العربي الى الجزائر وكان الربيع العربي شركة محددة الإسم اسمها شركة الربيع العربي ل بيرنارهنري ليفي يعمل فيها شباب موتوربالمجان ويمارس حروبا واقتتالات داخلية بالوكالة عن اليهودية العالمية والامبراطورية إبقاء

 

وقد تبث بالدليل القطعي-حسب المعطيات الميدانية منذ بدايات اسطورة البوعزيزي-ان هؤلاء الثوارنيون لا يملكون كلهم اية مفاتيح للمعضلات العربية سوى اجترار أركيات الشعارات العبثية الصفراء او الحمراء التي من كثرة تكرارها اصبحت من اليقينيات الكبرى والمسلمات التي لا جدال فيها، فتراهم يتخبطون في كل يوم، ويتصرفون في المشاهد السياسية اليومية وكانهم اللاعبون الأوحدون في الملعب بدون منافسين ولا خصوم !

بينما يقف المحركون الحقيقيون لهؤلاء الكراكيز- الثوارانيون ومنظروهم وسياسيوهم وتجمعات احزابهم الديناصورية والجديدة المستنبثة-يتفرجون ويحركون الأحداث حسب البوصلات التي تحقق مشاريع الأمبراطوية وأعوانها

ولسنا ندري لماذا لم يستوعب بعد عباقرة الر بيع العربي ان الغرب ينظرالى العالم العربي من نواكشوط الى مسقط كرقعة شطرنج موحدةوغير مجزأة منذ منقبات كولونيالياته البريطانية والفرنسية:تلك التوليفة الشريرة المشؤومة على العرب التي زرعت ربيبتها الصغرى الشاطرة اسرائيل في المنطقة لتكون الجناح الأقوى للبنت البكر المعوقة امريكا وبالتالي فالغرب قد يضطر الى تحريك دول عربية في المشرق او المغرب العربي ضد بعضاها (والأسباب والوسائل متوفرة في ثلاجة الغرب المغلقة التي لاينضب معينها) للحفاظ على كيان الأبنة المدللة ولو احرق المنطقة او ادخل العالم باسره في اتون حرب عالمية ثالثة

 ولايخفى اليوم على كل رقيب كيس لبيب :انه من خلال تصريحات كل سياسي الغرب، سواء من الذين ذهبوا ومن الجدد الذين حلوا، ومن سيأتون-فكلهم دمى مثل الدمى العربية مع الإختلاف في التفاصيل والنوعية والجودة-:حيث يرون ان أمن الغرب واستقراره وديمومته مرتبط ارتباطا عضويا ببقاء وقوة إسرائيل (والباقي كلام شعاريروخربشات اطفال)

  

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2141 الأثنين  04 / 06 / 2012)

في المثقف اليوم