أقلام حرة

للعراق اطفال تصرخ في المهجر / إقبال المؤمن

وقاعدة البناء للمجتمع ومهما تكن وفرة واهمية ونوعية مخزون البلد من الثروات الطبيعية الاخرى الا انها لا تسد ولا تعوض مكانة واهمية العنصر البشري فلا تنمية ولا بناءا ولا تغييرا حقيقيا بدون هذا العنصر البشري ومن سوء حظ العراق والعراقيين صار هذا العنصرالبشري مستهدفا بالابادة الجماعية على مر العصور وبمسميات واسباب ما انزل الله بها من سلطان فالقتل والتهجير والتسفير والتغريب والتهجين حقائق مسجلة في تاريخ العراق البعيد والحديث بدأها النظام المقبور بتهجير الكرد الفيليين بصورة خاصة وابادة للكرد بصورة عامة ناهيك عن زج ابناء الجنوب بحربين مدمرتين مع جارتين انتهت مثل ما بدأت الا انها اكلت الاخضر واليابس وعلى رأس هذه الابادة والهلاك هو الشعب العراقي فأمتلئت ارض العراق بالمقابر الجماعية على يد جلاد ماهر ناهيك عن التشويه الحقيقي لخلق الله بتقطيع اوصالهم واعضائهم بقوانين واوامر جائرة نفذها نظام دكتاتوري بغيض وبجرة قلم كما يحلو له ان يسمي القوانين وفي اكثر من مناسبة الا ان الابادة الجماعية للعراقيين لم ولن تنتهي عند هذا الحد حتى بعد ازاحة النظام المقبور وانما عبرت الحدود والقارات وهذه المرة بطرق واساليب مختلفة وقوانين وضعية اخرى سلمية الا انها جائرة وبحجة الحفاظ عليهم .

أذن بعد ما ابتلى العراق بنظام دكتاتوري شمولي دفع باعماليه الاجرامية الى هجرة وتهجير وفرار حوالي اربعة ملايين شخص عراقي توزعوا على كل المعمورة .

فعدد لابأس به من هؤلاء المبعدين استوطنوا الاراضي الاوربية مسبشرين خيرا لهم ولاطفالهم ولمستقبلهم بصورة عامة ولكن ولاسباب وظروف مختلفة على هذه العوائل كالانفتاح او القوانين الوضعية الاوربية التي لم يعتاد عليها او يتقبلها العراقيين والتي كانت السبب الاساسي في تفكك اغلب العوائل وانتهت احوالهم وزيجاتهم اما بالانفصال او الطلاق او الخيانة الا ان الضحية الحقيقية بين هذا وذاك هم الاطفال الامر الذي دعى هذه الحكومات المضيفة ان تسحب الاطفال من عوائلهم الاصلية واعطائها لعوائل اوربية بحجة ابعادهم عن مصدر الخطر والقلق وانا لا انكر ان بعض من هذه الحالات تتطلب ذلك ولكن الكثير الكثير منهم وخاصة العوائل المنكوبة من نصفهم الاخر وقعوا ضحية لاسباب كاذبة ملفقة ومستهدفة بخطط محكمة لغايات اختلفت اهدافها , ولكن عتبي على الجانب المتمثل بالسفارات العراقية الحاضر الغائب الذي كان ولايزال بعيد كل البعد عن هموم العراقيين في هذه البلدان ومن المنطق ان يكون للسفارات العراقية دورا ولو بسيطا وهو اضعف الايمان ومن باب نحن من رعاياهم ان يتابعوا ويتعرفو على الاسباب الحقيقية التي أدت الى هذا الانهيار والتشرذم العائلي والابعاد القسري ومن تم مصادرة الابناء وهم ثروة العراق الحقيقية ليكونو ولو لمرة واحدة مع المظلوم وليس الظالم .

قبل يومين التقيت بأنسانة عزيزة على قلبي كانت في وضع لا يحسد عليه وقد هد السؤد والحزن جسدها لان تؤم اخيها اخذتهم الحكومة السودية لتستودعهم احد العوائل السويدية بعيدة عن الاب والام وبدأت الحكاية كالاتي :

بعد ان تزوج اخيها وهو مهاجر في الثمانينيات الى السويد من عراقية مهجرة الى ايران في السبعينيات والحاصلة على الجنسية الايرانية والمتطبعة بطباعهم وبعد الزواج واستقرارها في السويد انبهرت بانفتاح المجتمع السويدي والمخالف تماما للمجتمع الايراني المغلق الامر الذي غيرت مذهبها وهواها وصبت مساعيها بتشويه سمعت زوجها ولكون المجتمع الغربي لدية فكرة مسبقة عن الرجل الشرقي وظلمه للمرأة اخذوا كلامها مأخذ صدق وحجة دامغة ضده مستبعدين صدق اقواله وشكواه ومن المتعارف علية في البلدان الاوربية تاخذ رغبات الاطفال بنظر الاعتبار الا ان في هذه الحاله العراقية السويدية ضربت عرض الحائط رغباتهم والاكثر من هذا بعد ان حكمت المحكمة السويدية حضانة مشتركة للطرفين لم تطبق بانصاف أيضا لان عقولهم مشبعة بان الشرقي متخلف وعلاوة على ذلك رفضت الرعاية الاجتماعية ولاكثر من مرة عمة الاطفال من زيارتهم والاسوء من هذا وذاك حرمت الرعاية الاجتماعية الاب من ان يرى اطفاله ولمدة 6 اشهرمتتالية, اما الطامة الكبرى والتى لا تغتفر ان يأتى بملف غير ملف الاب ليحاسب به من خلاله لولا انتباة وعن طريق الصدفة محامية عراقية كانت متواجده حين ذاك في مدينة كوتوبورك واخبرتهم بان الملف الذي بين ايدهم ليس ملف المجني عليه وبدلا ان ينصفوا الاب راحوا يتحججوا بتاجيل المحاكمة ليستمر الاب بعذاب فراق اطفاله .وكاننا نعيش هنا مرة اخرى تحت حكم دكتاتوري ظالم يعاقب به البريئ بذنب المذنب ولكن هذه المرة في السويد لا في العراق فأيهما خريج من مدرسة الاخر صدام من السويد ام السويد من صدام !!!!!

فبعدما كان الاب رفيق حياتهم في كل شئ في الدراسة واللعب ومشاركتهم امالهم اصبح على الهامش وبأمر قضائي وهو لا حولة ولا قوة له به لان بحكمهم المسبق على الرجل الشرقي حكموا علية ظلما بالابعاد القسري عن اطفاله القصر  .

وبدأت تحوك له زوجته التهمة تلو الاخرى واخذت تضرب الاطفال وتفتعل المشاكل لان الاطفال يطالبون بالعيش مع والدهم بعد ما استقرت مع رجل اخر حسب هواها لتقنع الجانب السويدي بشر اعماله . وفي مشادة أدت الى شجار بينها وبين ابنتها ذات 11 ربيعا بعد ان انهالت عليها ضربا بقسوة وبشهادة عائلة سويدية الامر الذي دفع العائلة اياها ان تبلغ دائرة الضمان الاجتماعي بما حدث حينها أصدرت دائرة الضمان الاجتماعي السويدي قرارها بضم الاطفال لعائلة سويديه للاهتمام بهم بعيدا عن الاب والام مع علمهم برغبة الاطفال في العيش في كنف والدهم وبهذا القرار القاسي على الاب واطفاله أذابة اخرى للعنصر البشري العراقي بابعادهم عن جذورهم الاصلية لذا نناشد الجهات العراقية المعنية بالالتفات الى هذه الابادة العصرية بابعاد ابنائنا عن اصلهم وجذروهم ومناشدة الجهات السويدية بالنظر بامعان في مثل هذه الحالات وخاصة الكيدية والملفقة منها ومحاولة معالجتها بالاصلاح وليس الابعاد وبالتالي حرمان الاطفال على الاقل من عطف الاب بعد ما تخلت الام عنهم

نحن هنا ليس ضد التعايش والاندماج في المجتمعات الاوربية ولكن ضد الذوبان والانصهار والتنصل بابعادهم عن اهلهم وذويهم وكل ما يربطهم بارضهم وجذورهم ولغتهم الام ووالدهم الحقيقي الذي لا يعرف للنوم طعما بعدما انصهرت والدتهم في بودقة عشقها ومذهبها الجديد لترضي غرور سيدها العصري ومراهقتها المتأخرة وعلى حساب فلذة كبدها ان صح التعبير !!!!    

 

د أقبال المؤمن 


 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2143 الاربعاء  06 / 06 / 2012)


في المثقف اليوم