أقلام حرة

من دفتر الوكيل الاقدم للداخلية: رسالة قبل منتصف الليل / عدنان الأسدي

وحولها لي بطريقة ألية أو روتينية كما نسميها،من دون ان يفكر بما تحويه الرسالة من خطر يجب ايقافه بسرعه،وكانت أكبر حسناته ليس تحويل الرسالة وانما وقت تحويلها اذ جاء قبل فوات الاوان،مما أتاح لي حرية الحركة وتطويق الخطر مبكرا وكان الوقت قبل منتصف الليل بقليل وسريان حظر التجوال يفرض نفسه.

أصدرت أوامري الى أقرب المساعدين وطلبت منهم التهيؤ للحركة من دون أعلامهم بالجهة التي نقصدها وقبل الواحدة بقليل كان فريقنا يتجه نحو هدف لا يعرف به غيري،وكنت قد جمعت كل ما توفر من معلومات حول طبيعة الهدف وكيفية محاصرته،من دون أثارة ضجة خصوصا وأن المقصود ذو مكانة مؤثرة .

بعد نصف ساعة كنا نطوق المكان من كل الجهات وكان معنا أمر قضائي بالتفتيش والقاء القبض،ثم طرق أحد الضباط الباب وكنت طلبت من الجميع عدم مخاطبة بعضهم بالاسماء والرتب،وان يظهر الضابط الذي يحمل الامر القضائي على انه أمر المفرزة،فتح الباب وتم دخولنا بالشكل الاعتيادي ومن ثم تم أيقاظ صاحب البيت (الهدف) فتكلم معنا بنبرة متعالية وطلب منا الامر القضائي بعدها استأذناه بتفتيش المنزل ووافق مجبرا ،وكان قد لفت نظري ان أكثر من شخص ينامون في غرفة الضيوف لكني لم أتبين ملامحهم،بعدها تحركنا للتفتيش بعد ان تركنا من يمنعهم من مغادرة المكان في حال استيقاظهم،وحسب ما استطعت فكه من (شفرة الرسالة) ركزت بحثي على سيارات معدة للتفجير،ومن السياج المحاذي للجيران لاحظت سيارتين اثارتا ريبتي، فعبرت السياج ومعي مجموعة فشاهدنا على الارض بقايا اسلاك كهربائية ومواد اخرى توحي بان هاتين السيارتين تم اكمال تفخيخهما مؤخرا.

وعلى الفور طلبت وضعهما تحت الحراسة وأتصلت طالبا خبراء مكافحة المتفجرات على وجه السرعة ثم عدت الى غرفة الاستقبال فوجدت بين الاشخاص الموجودين ثلاثة من جنسيات عربية ،أدعى صاحب البيت انهم ضيوفه .

أطلت التفتيش حتى وصول الخبراء وتأكيدهم على ان السيارات مفخخة ومعدة للتفجير في ساعات الصباح الاولى،في مواقع تجمع العمال والمواطنيين الابرياء،بعدها قمنا بالقبض على الراس المدبر(صاحب البيت) والاهابيين الذين كانوا معه ليحمي الله عمال وكسبه وابرياء وطلبه من كيد ارهابيين بيتوا شرا،

في الصباح وبعد نتشار الخبر على وسائل الاعلام أثيرت ضجة وتباكي من قبل شركاء وأعوان هذا الارهابي الخطير ولم يتم ذلك العمل الجليل لولا حرص العراقيين وتعاونهم وحبهم لوطنهم وخوفهم عليه.

عدنان الاسدي-وكيل وزارة الداخلية الاقدم

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2143 الاربعاء  06 / 06 / 2012)


في المثقف اليوم