أقلام حرة

فناون يبحثون عن الشهوات / فوزي يونس حديد

أصبحت المرأة لا تستحي وتجاهر بالفسق والمجون وتدعي أنها حرة تفعل ما تشاء وتلبس ما تشاء متحدية كل الأعراف والتقاليد بل أصبحت تعرّي جسدها لمن شاءت من أجل حفنة من المال تتقاضاها بعد مشاهد ساخنة تحط بها إلى أسفل سافلين، فهل حقا من حريتها أنها تكشف عورتها للناس في أفلام ومسلسلات في مجاهرة عنيفة وهي بذلك تسعى للإفساد في الأرض بغير حق.

أما الرجال فحدّث ولا حرج فهم يلهثون وراء الجسد الأنثوي كالكلاب إن أعجبهم جسد تساقطوا عليه وكل واحد منهم يدفع المستحيل من أجل الحصول على متعة رخيصة والدلائل في عالمنا العربي كثيرة لعل أبرزها ما فعله الوليد بن طلال صاحب الثروة العجيبة فلقد قدم لفنانة هندية مبلغا طائلا من أجل أن يسهر معها ليلة ومن سوء حظه أنها رفضت، وهذا عبد الله بلخير سال ريقه على فنانة لبنانية من أجل أن يتزوجها وينعم بمفاتنها التي تنعم بها غيره، فهم يلهثون وراء سراب وينفقون الأموال بدون حساب لا هم اكتسبوه من حلال ولا هم أنفقوه في ما ينفع المجتمع فهم يلعبون ويلهون إلى أن يأتيهم اليوم الذي فيه يندمون.

فنانون كثيرون أعجبتهم حياة المجون وقدموا فنا هابطا للجمهور لا يصلح أن يكون فنا في أي عصر من العصور وأستغرب كيف لهؤلاء أن يتبعهم جمهور رغم أن حياتهم كآبة وملل وخمور ومشاكلهم تفوح في كل الأمور لا يهنأون بحياة طبيعية ولا يشعرون بسعادة أبدية ولديهم مشاكل نفسية وخلافات كبيرة لا حصر لها لأنهم يلهثون وراء الشهوات متاع الحياة الدنيا ولا يقدمون ما يفيد المجتمع ولا يحلون قضايا بل إنهم يشعلون الخلافات ويدمرون الأسر ويرتكبون الحماقات فيقلدهم ضعاف النفوس ويقعون في المحظور نتيجة التقليد الأعمى المحموم .

وانظر في أخبار نجوم الفن كيف أحوالهم من تجار للمخدرات إلى تخمة في الفساد المالي والأخلاقي إلى نموذج للفرعنة في مسار الحياة يتباهى بما عنده من مال يبذره ويسرفه على شهواته وملذاته ولا يدري ما يجري من حوله من بؤس وشقاء، وأما النساء فأغلبهن عاهرات لا يعرفن للحياة قيمة سوى أنهن يظهرن مفاتنهن أمام الكاميرات ليشبع الرجال ويستمتعوا بهن وهن على شاشات التلفاز يحركن الشهوات ويساهمن في تدمير البيوت وإحداث الشقاق في بناء الأسرة.

إنها أحوال الفنانين والفنانات الذين يبحثون عن الشهوات ويتلصصون عنها ولو كان في ذلك إضاعة للشرف والأمانة فالأمر عندهم سيان والأخلاق ليست في قاموسهم، لأنهم أشبه بالحيوانات يتنعمون ولا يبالون بما يجري حولهم من انتقادات وكلام، يطلقون لشهواتهم العنان فيسرفون الأموال بالملايين في ليال معدودة وربما في ليلة واحدة كما فعل أغنياء العرب وعلى رأسهم الوليد بن طلال الذي يبدو أنه منغمس في هذه الحياة ولم يفق أن ثروته يمكن أن تمحق بين عشية وضحاها والله قادر على ذلك.

في لحظة من الزمن طغى قارون بماله وفي لحظة خسف الله به وبداره الأرض بعد أن اغتر بماله وبما عنده وظن أن ما عنده سيبقى خالدا فأفهمه المولى عز وجل أن ما عند البشر سينفد وما عند الله باق

ألا يعلم هؤلاء الفنانون أن هناك من لا يحصل على لقمة عيش ومن ينام الليل على الرصيف في حر الصيف وبرد الشتاء لا يملك ما يسد رمقه ولا ما يخفف عنه البرد والحر، ألا يرى هؤلاء المآسي والمجاعات والأمراض التي اجتاحت البلاد العربية والإسلامية؟ ألا يفهم هؤلاء معنى الحياة ومعنى التكافل والتعاون ومعنى أن تعيش ويعيش من معك بسلام،يبدو أنهم افتقدوا معنى الحياة ولم يعد لديهم عرق ينبض بالحياة والدين والأخلاق والقيم والمبادئ كل أولئك كانوا عنهم عمون لا يبصرون

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2144 الخميس  07 / 06 / 2012)


في المثقف اليوم