أقلام حرة

ذبحتها ..على مذهب من؟! / إيمى الاشقر

الرجال والنساء وتكن اساس لعلاقات زوجيه انسانيه راقيه ألا وهى ..السكينه، الموده والرحمه ... قال الله سبحانه وتعالى :

 (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة).الروم : 21

و هنا وضحت لنا الايه الكريمه الاسس الثلاثه للحياه الزوجيه السليمه السعيده، و كل من يتأخذ كتاب الله منهجا له فى حياته تكون هذه هى فلسفته التى يقيم على اساسها علاقته بشريكة حياته .

وكانت الايه الكريمه السابقه اعظم مقدمه للقصه التى سوف اتحدث عنها، قصه قام فيها بدور البطوله شاب من هؤلاء الذين يرتدون عباءة الدين ويتقمصون شخصية الملتزمون بكتاب الله وسنة رسوله الكريم، ونسى تماما او تناسى عن عمد تلك الايه العظيمه، ولم يؤدى العمل السينمائى بمفرده بل اشتركت معه افراد اسرته، كان عمل جماعى ولقد برعوا جميعا فى التقمص وتجسيد الشخصيات !!!!

بدات القصه حينما اراد والد ووالدة هذا الشاب زواجه، وبالفعل عن طريق احد المعارف تقدموا لخطبة فتاه من اسره محترمه ذات اخلاق عاليه تتمتع بقدر عالى من جمال الشكل والجوهر، على قدر كبير جدا من الثقافه والاطلاع، تتصف بعقليتها المتفتحه المستقله، لم تكن ترتدى النقاب او العباءة السوداء بل كانت ترتدى حجاب يغطى الراس والرقبه و كانت ترى ان علاقة العبد بربه تكمن فى جوهر الانسان وليس فى الظاهر فقط، وهى على درجه كبيره من الرقى الاخلاقى، تميل الى الصراحه والوضوح وخاصة فى موضوع الزواج لانها ترى ان الحياه الزوجيه لابد وان تقوم على اساس واقعى وليس سراب، والدها ملتزم دينيا وعلى علم ودرايه واسعه بكتاب الله وسنة رسوله ولكنه كان يرى ان الالتزام لا يعنى اطلاق الحيه وقص الشارب فقط بل يكمن فى جوهر السنه والتى هى منهج كامل شامل ادق تفاصيل الحياه، وكذلك والدتها سيده محترمه على درجه عاليه من الرقى الاخلاقى .

بدات مرحلة التعارف بين هذا الشاب والفتاه التى تقدم لخطبتها وكانت هى تتحدث فى كل شىء بصراحه عاليه اما هو فلقد ارتدى قناع الطيب البرىء الهادىء رفيع الاخلاق صاحب العقليه المتفتحه كل مافعله هو انه ظهر لها بالشخصيه التى تفضلها و بالصفات التى تميل لها وانه هو الرجل التى تتمناه وستجد معه السعاده والراحه لسبب واحد فقط انه ملتزم بكتاب الله، وسنة رسوله هى الاساس الذى يسير عليه فى طريق حياته وخاصه معاملته مع زوجته ودعم كلماته بالايات والاحاديث فجعلها ترى انه هو فارس الاحلام المنتظر فما اجمل من انسان يتاخذ كتاب الله وسنة رسوله منهجا له فى الحياه !!!

تمت الخطبه ولثقة الفتاه العاليه بصاحب الاخلاق والدين تم عقد القران ايضاً، وكان الاتفاق على ان الزواج سيكون فى خلال شهور قليله، ولكن ماحدث انه بعد عقد القران بساعات قليله ظهر على حقيقته الكامله ضاربا بالقناع الذى ارتداه عرض الحائط فرات امامها شخص اخر ليس له اى علاقه بالشخص التى وافقت على الزواج منه !!! مر ثلاث اعوام ولم يتاخذ اى خطوه تجاه الزواج وخلالهما كان كل مايفعله هو تاليف قصص من نسج خياله لتكون مبرر لتاخير الزواج ولم ترى منه الا سوء المعامله فاهدر كرمتها بالسب والقذف والاهانه والبخل الشديد الذى لا يوصف ونسى او تناسى قول الله تعالى : "وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا" سورة الاسراء(آية 29)

 

بالاضافه الى عدم الاحساس بالمسؤليه تجاهها، وكان السبب فى فصلها من عملها ورغم ذلك نفى عن نفسه المسؤليه وامتنع عن الانفاق عليها تعويضا لها عن عملها التى فقدته بسببه ولم يتذكر الايه الكريمه التى تقول : (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم  النساء ايه 34، رغم انه كان دائما يقول لها .. انا رااااااااااااااااجل !!!!!

 

و حينما اوقفته امام حقيقته المزيفه وانه كان يرتدى قناع الملتزم صاحب الدين والاخلاق لم يخجل ولم يعترف بالحقيقه او على الاقل يحاول تجميلها بل حاول ان يستخدم معها الايحاء النفسى ليحطمها نفسيا ويحطم ثقتها بنفسها ويجعلها تشعر ان كل ماتراه او تسمعه هو مجرد هلاوس ليس لها اساس فى الواقع ليشعرها انها مريضه نفسيه تحتاج الى العلاج وفى كل مره توقفه امام حقيقته يقول لها، مجنونه مجنونه تحتاجين الى العلاج النفسى، ولانه هو من كان يعانى من مرض نفسى قديم ولم يكمل علاجه واخفوا هذه الحقيقه عنها الا انها عرفتها بالصدفه،

 

 اراد ان ياخذها الى عالم المرضى النفسين حتى لا يشعر انها افضل منه بل لا احد افضل من احد، ورغم ظهور حقيقته الكامله الا انه استمر فى تقمص شخصية الملاك ولكن كيف تقتنع هى بعد ما رات الحقيقه كيف تقتنع بمجرد كلمات بعد ان رات بعينيها التصرفات التى اوقفتها امام الحقيقه البشعه المؤلمه لكنه استمر فى التمثيل واذا شعر انه لم يعد قادر على اقناعها يعطى لها ايحاء انها مريضه وترى اشياء ليس لها اساس فى الواقع !!!!

 

ظلت الفتاه معلقه بين السماء والارض، وهو لا يفعل شىء سوى السب والقذف اذا حاولت التحدث هى او احد من اهلها لا يريد ان يفعل شىء ولا يريد ان يتركها ويرحل عنها، اما عن والده ووالدته فهم يرتدون قناع الطيبه وهم وراء كل ما يحدث منه فهم العقل المفكر المدبر وهو مجرد اداه تتحرك باطراف اصابعهم !!!

 

فاض الكيل وقررت الفتاه ان تطلب الانفصال فلم تعد تتحمل اكثر من ذلك .....

و كانت نهاية الادوار التى برعوا فى تجسيدها فكانت الموافقه على الانفصال من قبل الشاب واهله مشروطه بان تتنازل الفتاه عن حقوقها الشرعيه وتوقع على ما يفيد انها ليس لها اى حقوق وانها اخذت حقوقها كامله !!!!، هذا وانه لم يكتفى بذلك بل اساء فى الحديث عنها وانكر كل مميزاتها والصق بها كل ماليس له صله بها او باخلاقها ومبادئها وهى التى لم يرى معها سوى الحنان والاهتمام وقوة التحمل لعيوبه الشخصيه والعقليه التى لم يقوى على تحملها اقرب الناس اليه كانت معه مثال للاخلاق والعقل والحكمه، ولم يتذكر الايه الكريمه التى تقول :

 

?فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ? سورة البقرة، آية 231.

 

و لم تجد امامها مخرج سوى ان تتنازل عن حقوقها الشرعيه حتى تتخلص من ذلك المعتوه الذى يرتدى قناع رجل الدين . وفوضت امرها الى الله،

 

و فى النهايه اوجه كلمه الى هذه النوعيه من البشر .. ليس من حققكم ان تقوموا بعمل مونتاج لكتاب الله وسنة رسوله لتاخذوا منه ما يحلو لكم ويتفق مع اهوائكم الشخصيه او الذى يساعدكم على تقمص شخصية الملتزم المتدين وتتجاهلوا ما ليس متوافق معكم ، ولاتنسوا ايضا ان الظلم ظلمات يوم القيامه، ولا تنسوا او تتجاهلوا قول رسولنا الكريم عليه افضل الصلاه والسلام : ( اتقوا دعوه المظلوم فإنها تحمل على الغمام يقول الله وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين) صحيح الجامع:117 .

 

و الى اللقاء مع قصه فى مقال

 

بقلم / إيمى الاشقر

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2145 الجمعة  08 / 06 / 2012)


في المثقف اليوم