أقلام حرة

ضرورة تقييم الذات والانطلاق من نقطة ايقاف التدهور / صالح الشيخ خلف

هي التي ستحدد مستقبل العراق السياسي، عل? اهمية ولايته في هذه المرحلة المهمة من تاريخ العراق الحديث .

« وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل» قاعدة قرانية تؤشر بوضوح عل? سٌنة التجديد في الحياة الكونية، والتاكيد عل? المعرفة الالهية في هذا المجال، حيث يبدو واضحا ان اللذين يشذون عن هذه القاعدة هم المنهزمون سياسيا، والمنهزمون اجتماعيا، اللذين لايرون الا المسافة التي لاتتعد? مستو? النظر .

ان ماينشده العراق في الوقت الحاضر لايعدو سو? صفحة اول? من صفحات التجاذبات السياسية التي بدأت في العراق منذ سقوط الطاغية، ومانراه ومايجب ان نهي?ء له انفسنا مستقبلا، من تحالفات وتجاذبات ومقاربات سياسية، اهم واكبر مما نشاهده اليوم، لكن السؤال المهم الذي يروادنا جميعا، ماذا يجب ان نعمل ؟، وماهي الأليات التي يجب ان نمسك بها من اجل الدخول في مثل هذه المقاربات بقوة وكفاءة، وبأرادة عالية  ، وتفوق يساهم في تعزيز مواقعنا السياسية والاجتماعية .

ان خلق الحاضنة الاجتماعية التي تمثل العمق الاستراتيجي لعملنا ضرورة في غاية الاهمية في عملنا السياسي، من يمتلك مثل هذه الحاضنة لايمكن له ان ينهزم، ومن يمتلك مثل هذا العمق يستطيع ان يفرض شروطه لتثبيت قراءته للواقع السياسي والقانوني والاجتماعي والاقتصادي .

ان التفكير بهذه الحاضنة وبهذا العمق يجب ان يكون في الاولويات وفي مقدمة الاهداف، لانها تعطينا المزيد من الثقة، وتمنحنا القدرة عل? المراوغة، ومنازلة الاخرين، كما تفرضنا واقعا لايمكن الوقوف امامه بسبب عمقنا وخياراتنا .

يجب ان نعترف باننا لم نستطع خدمة المواطن، لم نستطع تقديم الخدمات، لم نستطع توفير العمل، لم نستطع وضع بيانات للتضخم والبطالة وفرص العمل، ادخلنا الجميع في سلك الشرطة والجيش، وعملنا عل? توزيع الاموال بشكل طائش من اجل اسكات الافواه، أوشراء الذمم، وزعنا الاراضي قبل ان نقوم بتخطيط المدن،  صار الواحد منا يمّن عل? العراق بانه يعمل في هذه الدائرة او ذالك الموقع، تراجع في جميع المجالات الزراعية والصناعية والتنموية، الماء المستورد من الكويت والسعودية التي لاتملك مياه صالحة للشرب صارت تباع عل? ضفاف نهر دجلة في بغداد، والفرات في مدن الجنوب، المحاصيل الزراعية تستورد من الخارج بعد جفاف ينابيع الزراعة في ربوع ارض الرافدين، طالبنا بالفدرالية واللامركزية من اجل اداء افضل واستغلال امثل للثروات، مالذي تحقق عل? المستو? الخدمي والتنموي في مدن العراق المختلفة، ليست نظرة سوداوية اريد ان اسوقها ، لكنها ان لم تكن كل الحقيقة ، فبالتاكيد انها تمثل بعض مايعاني منه العراق . ان الوقوف عند حد معين من التدهورعملية في غاية الاهمية تتطلب جهودا وتعاونا مكثفا لايستطيع فرد او جهة او مدينة بعينها ان تنجز هذه الاهداف، ان القبول بالواقع مهما كان مرضيا هو بداية السقوط .

عندما يدخل المريض ال? غرفة العناية المركزة يجهد الاطباء ال? وقف تدهور حالته الصحية، والعمل عل? استقرارها، ليصار ال? تشخيص الامراض والعلاج من اجل تحسين صحته وازالة حالة الطورا? عند المريض، يجب ان نقف عند حد معين من التدهور، لنبدء العلاج، لاتكفي كلمات الاطراء والرض? التي تصدر من هذا المسؤول او ذاك، يجب ان تكون لدينا ثوابت نلتزم بها ...

  • ان لانقبل بالخطأ.
  • ان لانقبل بالسرقة والغش والتلاعب .
  • ان يكون الانسان المناسب في المكان المناسب .
  • ان نتحل? بشجاعة الاعتراف بالخطأ وتصحيحه .
  • ان نتحل? بشجاعة النقد للمسؤول ايا كان منصبه .
  • ان يكون الوطن هو وليّ امرنا وليس اي شخص اخر .

واني متاكد بانكم تمتلكون نقاط اخر? يمكن ان تكون من هذه الثوابت .

ان قدرة المجموعة او المنظمة او الحزب او الحركة الاجتماعية عل? مراجعة الذات سّر البقاء والانتصار .

  • اقترح تعطيل مجالس المحافظات او تقليص مسؤولياتها وتعيين كفاءآت لشغل المناصب الادارية في المحافظات من اجل تحسين الاداء وتقديم افضل الخدمات للبلد، قد يتعارض ذالك مع الدستور، ان الدستور وضع من اجل البلد وتقدمه، يمكن ان نفكر في الية لوقف التدهور، لان هذه المجالس لم تستطع من بناء البلد لانها تفتقد للكفاءآت ولانها بنيت عل? اساس المحاصصة الحزبية والفئوية والمذهبية والقومية .
  • اقترح اعادة تقييم اداء المحافظين ورؤساء الدوائر من خلال لجنة متخصصة بعيدا عن المحاصصة والحزبية والمذهبية والطائفية .
  • اقترح البدء باعادة النظر بهيكلية وزارة التخطيط وان تكون وزارة سيادية شانها شان وزارات الدفاع والداخلية والنفط، لتكون المحور والبداية للانطلاقة في احداث ثورة ادارية تنموية في البلد، من خلال الاستفادة من الكوادر العراقية والعربية والاجنبية، لماذا نستفيد من جهاز اوربي او غربي لتامين الامن عند الحواجز، ولانستفيد من خبرة غربية لبناء صناعة مزدهرة ؟، لماذا نشتري طائرة مقاتلة لحماية الحدود، ولانستقدم كفاءة تخطيطية اوادارية لاعادة هيكلية هذه الوزراة او تلك ؟، وزارة التخطيط العراقية شانها شان بقية الوزرات، مصابة بالترهل، وعدم مواكبة التقدم العلمي، والبطالة المقنعة، والعجز، والعوق الاداري والتخطيطي،  القائمون عليها لايملكون امكانية التغيير، التخطيط علم، لايجوز ان نجتهد في علم لانعرف منه شيء، نستطيع ان نستعين بكفاءات واستشاريين من اجل الانطلاقة .

مع الاسف الشديد ان الكثير منا مصاب بالاحباط لاسباب مختلفة ومتنوعة، هذا الاحباط لايمكن له ان يبني البلد، ولايستطيع ان يخلق الحاضنة والعمق في داخل المجتمع .

ان مسافة الميل تبدأ بخطوة واحدة، اتمن? ان نبدأ هذه الخطوة .

لا اجد نفسي قد اتيت بجديد غائب عن بالكم، لكني اذكّر عس? ان تنفع المؤمنين .

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2147 الأحد  10/ 06 / 2012)

في المثقف اليوم