أقلام حرة

الصوفية هرطقة دينية / فوزي يونس حديد

" وكذلك جعلناكم أمة وسطا" وهو قد جاء ليحارب الأوهام والخرافات والأساطير بكافة أنواعها ويؤسس لعقيدة نظيفة ناصعة البيان "ليخرج الناس من الظلمات إلى النور"، ولقد عانى العرب طويلا في الجاهلية عندما اتبعوا عقيدة سلفهم المظلمة، عبدوا آلهة متعددة واتبعوا السحر والهوى والأباطيل فماجوا وتموجوا وزاغوا وأزاغوا وضلوا وأضلوا ونكسوا وانتكسوا فعاشوا في الظلمات ردحا من الزمن، لم يألفوا ولم يتآلفوا، لغة القوي هي السائدة، والمرأة رجس من الشيطان، لا حق لها ولا قيمة ولا كلمة لها، تباع وتشترى، ويحل لأي رجل أن يستمتع بها، قد يأتي الإنسان أمه وربما أخته وأحيانا جاريته بحق وبدون وجه حق، ولا ترث المرأة الرجل ولا حق لها في ماله فأي ظلم ارتكبته الجاهلية في حق المرأة؟ وأي ظلم ارتكبته الجاهلية في حق الضعفاء والمساكين؟

وبقيت الجاهلية حية حتى بعد ما جاء الإسلام، ذلكم النور الذي أضاء الكون كله وأخرج الناس جميعا بكل فئاتهم وأطيافهم وألوانهم وشرائعهم من الظلم والقهر والأمية والتخلف والإهانة إلى الحرية والكرامة والعزة والأنفة والعلم والتقدم والازدهار، بقيت الجاهلية رغم كل ذلك لأن هناك من يصر على إحيائها من جديد إما نكالا في هذا الدين الحنيف وإما إصرارا على البقاء في الظلمات رغم كل دعوات الهدى والنور، ولكن رغم تلك المحاولات البائدة ستظل دائما وفي كل عصر مقيدة ومنبوذة من قبل عامة المسلمين.

واستطاعت الجاهلية أن تؤسس لاتجاهات مختلفة في عصرنا اليوم مستغلة ضعف المسلمين وتفرقهم وتشتتهم وتمزقهم وتكفير بعضهم البعض وإحياء لغة الجدال والمراء في مسائل لم تكن هناك حاجة إلى إثارتها في وقت كان المسلمون ولا يزالون يبحثون عن نقاط الاتفاق والوحدة لمجابهة العدو الحقيقي للمسلمين جميعا، من هذه الاتجاهات للذكر لا للحصر الصوفية التي بدت وكأنها اتجاه نحو التأمل والتفكر والتدبر فهي لا تعدو أن تكون نوعا من اليوجا التي استحدثها الغرب ليخرج أتباعه من الحيرة والقلق والكآبة والملل والسأم واليأس نتيجة الفراغ الروحي الذي يعيشونه.

فالصوفية بتشكيلاتها المتعددة والمتنوعة هرطقة دينية ولعبة سخيفة وحركات بهلوانية وكلمات مبعثرة واعتقاد فاسد ورؤية ضبابية لا أصل لها في الإسلام ولا حتى في الأديان، اخترعها من في قلبه مرض فزادهم الله مرضا وتشبثوا بها وكأنها هي الخلاص مما يعانون منه، بل هي مرض نفسي يحتاج كل أتباعها أن يقفوا صفوفا على أبواب الأطباء النفسانيين ليحللوا هذه التركيبة العجيبة والغريبة عن مجتمعنا الإسلامي.

ومع احترامي لكل أولئك ورغم أنهم مسلمون في التعريف العام للإسلام إلا أنهم قد أسسوا لأباطيل وخرافات وأوهام التصقت بأذهانهم وأوهموا أتباعهم بأن الخلاص في هذه الحركات البهلوانية واللاعادية تجعل الإنسان يفسق أحيانا ويرتكب المحرمات للاختلاط الحاصل والفاحش في احتفالاتهم أحيانا أخرى فهل هذا هو الإسلام؟ كلا إنه الجاهلية في صورتها الجديدة ارتكسوا ونكست رؤوسهم وامتلأت بوساوس الشيطان فحادوا عن الطريق المستقيم وابتعدوا عن الحياة وواقعها ومشاكلها وما يتصل بها.

إن الإسلام يدعو إلى تنقيته من مثل هذه الملوثات، يريد من أتباعه أن يتخلصوا من كل بدعة لأن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، يعلم أن بعضا من أتباعه سيتبعون الهوى فيضلهم عن سبيله ويغويهم الشيطان ويغريهم حتى يضلهم، ومن يضلل الله فلا هادي له. كما أنه يريد أن تبقى صفحته بيضاء ناصعة لا توسخها خزعبلات هؤلاء ولا أوهام أولئك، وهو قد علّمنا أن نتبع الهدى لا أن نتبع الأشخاص، فإذا كان العالم أو مصدر الإلهام كم يسميه البعض قد غال وضل واتبع هواه لا نقتدي به ولا نسمع كلامه لأنه قد أضلنا عن الذكر لننتبه أيها المسلمون!

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2147 الأحد  10/ 06 / 2012)


في المثقف اليوم