أقلام حرة

هل انتهت الأزمة أم أنها ستزداد سوءاً / موسى غافل الشطري


وفي المنطق ليس وارداً أن يحدث شيء من هذا القبيل . فالمسألة هي أبعد بكثير من مرور هذه الأزمة نحو السلام بين الأطراف السياسية المتصارعة .

إضافة لذلك ـ وهذا هو الأهم ـ جنوح الوضع برمته إلى حاضنة الاستياء الجماهيري وترقبها لما تسفر عنه جولات هذا الصراع . دون أن تأمل ما يبشر بالخير .

هناك الكثير من المسائل الملحة، والتي تشغل الفرد العراقي، ما لم يتردد على ألسنة السادة المتصارعين، بقدر: أن هذا أو ذاك هو الذي يمثل الشعب

سيبقى الجرح العميق الذي يعاني منه قلب أزمة الحكومة مفتوحاً . والأزمة هي أساساً تتلخص في إنقاذ رأس هرم الحكومة من الإطاحة به .

إذن ستبقى القضية مفتوحة النهاية، ولا يمكن لمثل هذه المعالجات الترقيعية ستعالج ثغرة الوضع وحتى في الاستناد إلى دول أخرى يعوّل عليها، وتجرأت أن تدس أنفها في شؤوننا الداخلية .

و لو أن النيات الحسنة هي التي تحرك الأحداث ـ وأنا أخص بالدرجة الأولى المكون أو اللاعب الأساسي بقيادة العملية السياسية ـ فإن هناك مخرجاً أساسياً لإزالة ما يأخذ بخناق الحكومة . وهذا المخرج ـ لو صدقت النية، وليس الهروب من المحنة ـ فإن على رئيس الوزراء .. أن يتوجه إلى المؤثر الفعلي والأساسي، والأقوى في الساحة السياسية . ومن هو، وليس غيره،من يمتلك العصا السحرية، وأعني الجماهير التي ستدافع عن مصالحها بقوة الدم والسلم .

نحن نحترم ونجل العديد من رؤساء العشائر الذين قدموا التضحيات، ولعبوا دوراً لا يستهان به لمواجهة الإرهاب بكل قوة . ولكن الفاعل الذي يعوّل عليه هو الجماهير .

و لكن، لكي لا يعزف الأعداء على: أن هناك إغراءات تقدم للبعض، أو الاستفادة من الانتماءات الحزبية . أو الحفاظ على مكاسب البعض. ثم التوجه إلى مجالس المحافظات والمحافظين . ولكي لا يقال أن هذه الاتصالات يراد منها الحفاظ على المكاسب .

و لكي تستند الحكومة إلى عامل خلاق، ألا وهو الطبقة الوسطى، التي لم تمر قطعاً على بال رئيس الوزراء . وإلى عناصرها المؤثرة . وعلى النحو التالي :

1 ـ الكادر الأكاديمي من القدرات الخلاقة في الجامعات العراقية طراً، والاعتماد عليها بعد طرح القضايا المشروعة التي تخص رئيس الوزراء، وبكل شفافية . ومن خلالهم يمكن استقطاب الطلبة القوة الفعالة لاحتواء الشارع والتأثير فيه، ما دام، ما سيطرحه السيد رئيس الوزراء من مكاشفة مشروعة تخص أسراراً على جانب من الأهمية والخطورة . وبدون إخفاء أي موضوع .

2 ـ الاعتماد على حشد منظمات المجتمع المدني، والدخول معهم في مناقشة صريحة عن كل الأسباب التي ستؤدي إلى إنقاذ رأس السلطة التنفيذية من المحنة المستحكمة والتي يستعصي حلها واضطراد هذا الاستعصاء في تصاعد يومي .

3 ـ الدعوة فوراً إلى تجمعات وطنية للمناقشة، يشارك بها التيار الديمقراطي، صاحب التجارب العميقة . والنقابات والاتحادات والمنظمات .

 4 ـ حشد الشارع وعلى نطاق واسع، بطرح القضايا المُخْتَلف عليها، وفي المقدمة المرأة العراقية، العنصر الفعال والمعني بما يواجه من مصاعب قاسية وظالمة .

5 ـ عقد المؤتمر الوطني بكل القوى، صاحبة المصلحة الحقيقية، بتداعيات ما يحدث في الساعة .و الانتباه جيداً : أن لا يفوت الوقت، وحين ذاك لا ينفع الندم كما هي الحال عندما واجه عبد الكريم قاسم مؤامرة القوي الظلامية .و هذا ما ينبغي وضعه بالحسبان بشكل جاد .

 في حالة إجراء مثل هذه الاتصالات والاجتماعات المفتوحة . وعلى مرأى ومسمع من الجماهير، تقوم الفضائيات بنقل ما يجري مباشرة .وعند ذاك ستكون الأمور واضحة . وسيكسب رئيس الوزراء قوى مؤثرة لا تقهر، إن كان هو على حق . ولا ينبغي الخجل من الجماهير . فالكثير من رؤساء الحكومات قدموا اعتذارهم أمام الشعب وكشفوا أخطاءهم . ونتمنى، وياليت أن يخرج منها السيد رئيس الوزراء بالوجه الأبيض .

 أما إذا كانت نية رئيس الوزراء وكتلته، الاستنكاف، أو الخوف لا سامح الله من هذه التجمعات، فسوف تظل العلة تأخذ بتلابيب قلب المعلول.

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2148 الأثنين  11/ 06 / 2012)

في المثقف اليوم