أقلام حرة

بين الهجع والسامبا شجون / احمد جبار غرب

هي البطالة المتفشية في إرجاء البلاد هذه المشكلة التي تفاقمت في السنين الأخيرة مع تزايد أعداد السكان والهجر ألقسري للقرى والأرياف والبحث عن موطئ قدم في رحاب المدينة وبريقها وأجوائها المدنية رغم تقلص الفوارق بينهما والمشكلة بحاجة إلى ثورة حقيقية لانتشال الإعداد الغفيرة من السكان التي تعاني من البطالة والتي تحاول ان تجد لها أية مهنة تدر عليهم مبالغ تقيهم شر العوز والفاقة في أوضاع أمنية غير مستقرة ومعروف أيضا ان الاستقرار السياسي يفضي إلى تخطيط سليم والى إيجاد حلول وبدائل لكل المشاكل التي نتجت بفعل السياسات القديمة ابان العهد ألصدامي البائد أو مانتج بعد التغيير من عوامل ساعدت على انتشار هذه الآفة الخطيرة ورغم ان العراق دولة مزدهرة نفطيا حيث تعد ثاني اكبر دولة عالميا من حيث الاحتياطي النفطي إلا نها من الدول التي تعاني من انحدار أبنائها نحو خطى الفقر المدقع في بعض الأحيان وتلك مفارقة عجيبة يجب ان تؤخذ بالحسبان من قبل السياسيين واؤلي الأمر الذين اتخموا المواطن بالوعود البراقة في تحقيق برامجهم الانتخابية لكنها للأسف كانت فورة سرعان ماهمدت وتبددت أحلام الناخبين في الحصول على مبتغاهم والذي هو ليس عملا مستحيلا أو اعجازيا فقط قليل من الحكمة ونكران الذات والقفز فوق المنافع الآنية الضيقة والمصالح الحزبية التي ابتلى بها المواطن البسيط لتتحقق طموحاتنا في وطن مزدهر يعمل أبناءة بحب وتفاني في ظل حكومة رشيدة تعرف كيف تجعل من المستحيل ممكنا بعد قراءة الواقع ومعطياته بصورة جيدة وإمامنا أمثلة كثيرة لبلدان صنعت ذاتها دون وجود بنى اقتصادية تكون مرتكزا يؤهلها لذلك أو في الحد الأدنى لمتطلباتها والمعجزة البرازيلية إمامنا إذا تحولت من الدولة الأكثر مديونية في العالم والتي تربو ديونها قرابة ال500 مليار دولار إلى دولة منتجة ومصدرة من الطراز الأول ومن دولة تعتاش على المساعدات والمخدرات وسوق النخاسة إلى دولة تحظى باحترام المجموعة الدولية وسائر البلدان وتقلصت مشاكلها المستعصية كالبطالة والفقر والنظام الصحي إلى ادني مستوياتها لاتوجد وصفة سحرية لهذا الوضع أوماردا يخرج من القمقم ليقول (لبيك لبيك عبدك بين يديك) لكن توجد إرادة صلبة على التغيير والانقلاب على الواقع البائس ومحاولة فهمه بقراءة متأنية بعيد عن الهوس النفعي والأناني واحترام  الإنسان واحترام كرامته واحترام حقوقه ونكران ذات حد الذوبان في الصالح العام.. نعم نحن نحتاج لرجل مثل دي سيلفا البرازيلي الذي ضرب مثلا رائعا في الزعامة الشعبية وتخليه عن الأنانية السياسية من اجل هدف اسمي يزرعه في قلب المجتمع البرازيلي ليحظى بالتقدير والإعجاب من قبل شعبه وسائر الشعوب الحرة في عالم ملتبس تسكنه الأزمات وأضاف لنا دي سيلفا فلسفة جديدة في الحكم والتغلب على المصاعب نتمنى من قادتنا ان يستوعبوها بدل التخبط يمينا وشمالا وبدل الاجترار والشعارات الزائفة التي لتغني ولاتسمن من جوع لكنها سرعان مات نكشف إمام الملأ لتفضح مطلقيها ان الحكم يا إخواني ليست هواية أو نزق سياسي يحاول ان يجربه الحاكم في مختبر السلطة الفاحش وعلى أبناء الشعب المبتلى بالخيبات وهي ليست شركة تجارية فيها حسابات الربح والخسارة وليست أقاويل مشذبه لها وقع موسيقي على الإسماع نطلقها بشكل مجاني محا باتا أو تملقا أوخداعا للشعب المسكين الذي في صمته حكمة وفي رعدته صحوة تقلق النفوس المريضة العازفة على مواجعه أنها أمانة في الأعناق ولكل حليم ذو أخلاق جبل على ممارسة السياسة في جلباب السلطة وتخومها أنها ليست صحوة ضمير اتجاه الناس المحكومين إنما نحتاج لضمير يقظ وشجاع في خدمتهم وهم من أوكلوه الأمانة وتأملوا فيه خيرا يجب ان نتعظ من دروس الآخرين والاستفادة من تجاربهم لأبأس في ذلك لكن المخجل ان تتراكم أخطائنا وتتكرر في ضل فوضى سياسية عارمة والكل يريد ان يتسلط على مقدرات هذا الشعب الذي ليوجد شعب على وجه البسيطة مالاقى وما عانى مثله رغم وفرة الخيرات وتعاظم القدرات والكفاءات الكبيرة التي نمتلكها هل يعقل ان نكون أسوء دولة في العالم من حيث الإنتاج الكهربائي أو تعثر الواقع الصحي وعدم مسايرته لأبسط المعايير الدولية هل يعقل ان يكون لكل طبيب 300 مريض يوميا؟ وهي اعلي نسبة عالميا إذا ما استثنينا دول ليست بقدرات العراق أو موارده صحيح هناك بعض المعوقات التي تعرقل عملية الشروع بالبناء بهذا الاتجاه يجب ان نكون واقعيين فنحن لنريد ان نأكل من أثداء أمهاتنا فهناك الجانب الأمني المتداعي والفساد الذي يقضم كالجراد أينما يكون وصراعات السياسيين وتناحرانهم لكن هذا لايبرربقاء الوضع عما هو عليه ألان لقد مضى مايقارب العقد على التغيير ودون ان يلوح في الأفق بوادر لانتهاء الأزمات الخانقة التي تجثم على صدورنا رغم تصاعد الإنتاج النفطي والوفورات المالية الهائلة التي تتكدس في الخزائن العراقية أو تصرف كتخصيصات لمشاريع يشك في جدواها ووجودها نأمل ان يصحا السياسيون على هذا الواقع وان يكونوا سباقين للتضحية من اجل هذا الشعب بدون مزايدات وشعارات مللنا سماعها نريد أفعالا لاأقوالا تطيب خواطرنا نريد ان يكون واقعنا اجمل من أحلامنا وليس في هذا القول مغالاة أو غرو نريد أطفالا ليتسكعون في الطرقات لينتشلوا العبوات الفارغة هنا أو هناك من اجل كم دينار ملطخة بالمرض والذل والامتهان نريد أنسانا عراقيا مرفوع الهام يفتخر بعراقيته وليس أنسانا خائبا وبائسا تنخره الإمراض والمشكلات وذل الحاجة إنا اعلم ان امانينينا هي اكبر من ان تستوعبها صفحات لكن ان نعيش على الآمال خيرا لنا من الانكسار وهذه دعوة لكل ذو بصيرة من السياسيين ان يلتفتوا لهذا الشعب بعد ان ينزعوا هاجس الأنا في ذاتهم وسلوكهم السياسي المقرف ويتخلوا عن التطاحن فيما بينهم من اجل منافع زائلة إمام معاناة شعب بحجم الجبال نأمل ..نأمل..نأمل منهم ذلك

  

احمد جبار غرب

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2148 الأثنين  11/ 06 / 2012)


في المثقف اليوم