أقلام حرة

رحيل غارودي .. مصاب جلل / محسن العوني

.. فإذا بي أرسل نحوك رسالة تعزية في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الفيلسوف رجاء غارودي رحمه الله وجعله من المقبولين لديه.. بعد أن أعلن عن رحيله صباح اليوم عن 98 سنة ..

 

إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر"

إعتنق الإسلام في الثاني من جويلية 1982 بالمؤسسة الثقافية الإسلامية بجنيف / سويسرا بعد أن وجد في الإسلام الحنيف ضالّته

..

اعترضني على جادة الطريق أثناء زيارته لتونس بداية التسعينات ذات صباح في الشارع الرئيسي للعاصمة ورأيته وهو ينقل بصره بين الكاتدرائية عن يمينه وتمثال العلامة عبد الرحمان بن خلدون عن شماله

وكان يتقدم زوجته السيدة سلمى الفاروقي التاجي بخطوات وكانت تضع فوق رأسها فولارا على طريقة بينازير بوتو..وهممت بأن أتقدم نحوه مسلّما وإن أمكن أمكن أضرب معه موعدا لمقابلة ..غير أني كرهت أن أقطع عليه تهجّده الصّامت وليتني استوقفته وكلّمته وهنّأته بأن شرح الله صدره للإسلام ..فما كل مرّة تسنح الفرصة مع فيلسوف ومفكر من طرازه

 

يبدأ كتابه "كيف يغدو الإنسان إنسانيا" بالفقرة التالية تحت عنوان "ولادة الإنسان" : "تبدو الأرض من هنا (صورة ملتقطة من الفضاء) جميلة ومضيئة ..إنها واحدة ومسالمة بلا حدود في وحدتها "

 

إنها بداية دالّة تلقي الكثير من الضوء على منهجه في التفكير ورؤيته الإنسانية ومشروعه الفكري

..

من كتبه التي قرأتها كتاب تحت عنوان "كلمة رجل " وهو من كتبه المجهولة ..وتأتي أهميته في كونه تضمن مجموعة تأملات فلسفية وخواطر تنبيء عن تحوّلات هامة في تفكيره ظهرت في المستقبل ..

 

وقد كتبه قبل كتابه الشهير "منعرج الإشتراكية الكبير " ..نرجو ألاّ ينقطع الرجاء في الكلمة السواء بعد رحيل رجاء غارودي ..نفعه الله بصدقه يوم ينفع الصادقين صدقهم

 

كنت قد كتبت عنه بحثا تحت عنوان "رؤية غارودي للعالم "..أرجو أن أكتب عنه مقالا ينشر على صفحات المثقف..يرفع لروحه الطاهرة ..محبتي أيها الجليل

 

محسن العوني ..

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2153 السبت 16/ 06 / 2012)


في المثقف اليوم